منظمة دار السلام : إغتيال العلامة البوطي اغتيال لرمز من رموز التسامح والمحبة
تلقت منظمة دار السلام نبأ اغتيال العلامة المجدد محمد سعيد رمضان البوطي بفاجعة كبرى نزلت كالصاعقة لما كان يمثله من رمزية خالدة تعني القيم الإسلامية النبيلة متجسدة في سلوكه وتعامله ومدرسته ومنهجيته المثالية .
العلامة البوطي لم يكن شخصاً عادياً وإنما كان أمة بحد ذاته , ولم يكن ملكاً للعالم الإسلامي وإنما كان نموذجاً إنسانياً للبشرية كلها , فالرجل ترك بصماته وآثاره في جميع مناحي الحياة .
لقد كان بصيص أمل وبارقة خير في عتمة ليل مطبق الظلام , ليل طغى عليه الفكر التكفيري الجامد المتطرف والمدارس المنغلقة المتشددة , ظهر بصيص الأمل وبارقة الخير لمدرسة التسامح والفكر المعتدل الوسطي المستنير , برز العلامة البوطي , فريداً في فكره , مميزاً في علمه , وحيداً في تعامله ومنهجيته , مجدداً في دينه وأمته فتعافت الأمة بعض الشيء من أفكارها الظلامية الشوهاء المستوردة وهو يربو بنفسه عن الماديات والمغريات وبيع الدين بالدنيا كما فعل علماء السلاطين وأبلطة الزعماء ومسوغوا الإجرام والطغيان ومنظروا الديكتاتوريات .
إن الحادث الإجرامي البشع بشاعة الجناة فكراً وسلوكاً ليسقط آخر أوراق التوت التي يتمسح بها القتلة وممولوهم من الحكام والأنظمة الظالمة ومن يواليهم أو يسوِّغ أفعالهم ويدافع عن إجرامهم تحت يافطات الثورات والقتل بالفتوى , كما يمثل اغتياله اغتيال الفكر المتسامح والمحب الذي يمثل أنموذجه الفريد في عالمنا المبتلى بفكر العنف .
لقد نال العلامة البوطي الشهادة في أقدس مكان وهو يلقي علوم القرآن لعشاق دروسه وهذه غاية ما يتمناه أهل الله وأولياؤه , رحل شهيداً فاضحاً الإجرام ومن يموله ويدعمه ويدافع عنه .
رحم الله العلامة الكبير محمد سعيد البوطي وأسكنه الجنة مع الأولياء والأصفياء والشهداء .