احدث الاخبار

"من أغاني الموت "

اخبار السعيدة - كتب - الشاعر وثيق ملهي البريهي         التاريخ : 01-03-2013

 

ماتتْ فِراخُ الشعر في أوكار روحي
وهْي عاريةٌ من الزَّغبِ المضيءِ
تسلَّلَ الثعبانُ من شجرِ القصيدةِ 
واختفى 
في ظلمةِ الشمسِ التي مدّتْ
إلى الثعبانِ 
........................... جسرَ العَوْنِ 
كي ينقضَّ مبتلعاً 
......................... أكُفَّ الأمنياتِ الخُضْرِ 
في وادي الهوى
فتسرْبلتْ عيني حصانَ الشوقِ
للعيش الذي قد كان في زمن الطفولةِ صاحبي
................................................. وضياءَ فانوسي
إذا مدَّتْ عجوزُ الدارِ رجليها 
وبلَّلَتِ القلوبَ محبَّةً
وأفاضَ نهرُ حديثِها عطراً
................................ غريبَ اللونِ 
................................. وضَّاحَ الثنايا
حينما تحكي عن الإنسان 
في ذاك الزمانِ
ترفُّ في فمِها الحروفُ
وتورِقُ اللحظاتُ ظِلّاً خاشعاً 
.......................................مثل الوليِّ
وحينما تدلي بدلْوِ الغيبِ 
في الزمن الذي آتٍ 
فتأتينا بأخبارٍ عجافٍ 
تسكنُ الغِرْبانُ في أهدابِها
تحكي وتمسح صوتَ جفنيها الحزينَ
تقولُ : "يا ولدي
سيأتيكم زمانٌ يصبحُ الإنسانُ مثلَ الملحِ 
لا الكلماتُ تعشبُ في يديهِ 
........................................ ولا الشجرْ
................ * .................
فإذا أتيتَ وبابُه المسجونُ مفتوحٌ 
فلا تدخلْ
فإنكَ إنْ دخلتَ فقدتَ ضوءَ اللهِ 
...........................................في عينيكَ
.................. وانقطعتْ أناشيدُ السما الموصولُ أنتَ 
....................................................................... بحبلِها السُّرِّيِّ
لا تدخلْ ..
ففي عتباته أوراقُ شعْوَذَةٍ تُعَرِّي الداخلين
.......................................................... من البَنَفْسَجِ 
......................................................... من مياهِ الحبِّ
......................................................... من من جلدِ الحياةِ
وفيه يا ولدي شياطينٌ 
.............................مُقنَّعَةٌ بلون الأنبياءِ
ترى الحروفَ البيضَ في أصواتهم تخْضرُّ 
............................................. تحفرُ في المرايا وجهها الطينيَّّ
لا تحفِلْ.......
فإنَّكَ إنْ فعلْتَ رجعتَ مبحوحَ اليدينِ
.................. رجعتَ مكسورَ البَصَرْ
.................*****.................
ماتتْ عجوزُ الدارِ ...مات حديثُها القمريُّ 
جفَّ الظِّلُّّ .... وانتحرتْ عنادلة الحروفِ 
دخلتُ في زمنِ الكآبةِ 
.............................. أعْرَجَ العينينِ 
..............................عاري القلبِ من ثوبِ النبوءةِ والجمالِ
زجاجُ روحي قد تهشَّمَ عند أوَّلِ خطوةٍ في البابِ
.....................وانكَسَرَتْ على العتباتِ أضلاعُ المرايا
.................................................... والشعورُ قد انكسرْ
لا فَرْخَ بعدَ اليومِ ..
لا مولودَ حرفٍ من فمي يحبو
........................................ إلى شفتي
..............................يزقْزِقُ جائعاً أو ظامئاً 
فلقد دخلنا في زمانِ الجوعِ والعطش البخيلِ 
ولا مياهَ 
ولا مياهَ
..........على محيطِ أصابعي 
..................................... انطفأتْ شموعُ الريحِ 
......................................وارتحلَ المطرْ !!!
عدد القراءات : 1923
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات