احدث الاخبار

حتماً

حتماً
اخبار السعيدة - بقلم - صقر عبدالله ابو حسن         التاريخ : 28-02-2013

 

كان قدري ينتظر فقط ان اخطوا الى عالمك لكن بضع خطوات تركت بيننا مسافات كبيرة من الوجع , صغيرة هذه الدنيا بما يكفي ان تجمعنا مرات متعددة ونحن في نشوة ألاختلاف ففي لحظات فرح منك وبؤس مني , تقمص دور لم يكن يليق بي , دور البطل في مسلسل لا يشاهده سوا انا وأنتي.
 
هدى ... ذات الالوان التي أحبها وأهديتك منها اشياء متنوعة , احببت البنفسج , رغم حبي للون البني , لا اعرف متى بدا ينمو حبي للون البنفسجي لكني اجزم اني منذ بدأت اعي حبي لهذا الون تزامن مع انتفض قلبي لأجلك , كان اللون امتداد لك , وكل شيء يحمل ذات اللون يشدني اليك , قد تقولين اني ساذج اني تعودت ان تكون كل اشيائي البسطة الونها بنفسجية .
 
هدى .. حذائك , وحقيبتك ووشاح وحتى طلاء اظافرك البنفسجي , التي كنتي ترددين على مسامعي انك تطلين اظافرك , بهذا اللون لأجل عيوني... فقط لتشاهده يرتسم في يدك , ثم تخفين يدك في كفوف نسائيه اتذكر التفاصيل جيداً , كنتي دائما انيقة كسيدة عصرية تحمل ملامح الريف وبساطة التمدن , وقد تكون مشكلتي ان ذاكرتي لا تستطيع حذف تلك التفاصيل بسهولة.
 
هدى .. عندما ابتعدت منك خطوة واحدة لأرتب لخطوات اخرى , اقترب منك أخر لتمضي معه رحالة حياة .. كابرت عندما وصلتني التهاني بزفافك , وحاولت ان اكون صلباً ومتشبثاً بالحلم.
 
هدى .. كم هو مؤلم ان يكون المكان الذي احضن الولادة البكر لأحلامنا الساذجة ,  والمطعم الراقي الذي اختفت همساتنا خلف شراشفة الشفافة كثيراً , يكون هو الاخر يجعلني بائس بك.
 
هدى .. وجودك تتوشحين البنفسج , في ذات المكان معي , كان يشعرني بقدر كبير من شعور المنتصر في معركة مع الزمن , لكني في لحظة خاطفة , جعلتني اشعر بحقد دفين لك وللمكان ولنفسي , ذات المكان وذات الالوان مع رجل لم اكن انا , صدمة اكبر من ان استطيع تحملها ,, ذلك المساء كانت ذاكرتي طريه بك , وحنيني اليك يشبه غليان الخوف , كنت ارغب لحظتها ان اخنقك , اصفعك , احضنك , ابكي بصدر , اصرخ في وجهك .. لماذا؟
 
لكني عجزت عن ذلك كله , وفضلت ان انسحب ,, انسحاب مقاتل من ارض معركة لم يعد يؤمن بقضه القتال من اجلها ...  جسد المي رسالة قصيرة من صديقي المغرم بالحرية "بسام غبر"  اختصر فيها مرضي بك : قد يحيا الحلم بالصدمات .. لكن يغتال بكذبة واحدة وربما اكثر ,, ربما اكثر .
 
فعلا يا هدى .. ربما اكثر , وصدقيني غيابك كان كافياً ان يجعلني اقاوم عاطفتي نحوك , لكن وجودك الى جوار اخر تشبكين يدك بيده ,  جعلني افرط في توهجي نحوك.
 
هدى .. تصاعد في صدري الالم بقدر لم يجعلني انام لعدة ليالي , جفت دموعي , تصلب قلبي , وكنت قوياً عندما احرقت كل الاشياء التي تتصل بك , احرقت كل كتب الحب والقصص الرومانسية , والشعر , حتى صورك , احرقت كل شيء يذكرني بك , لكني فشلت ان انزع ابتسامتك من ذاكرتي. كنتي حاضرة في كل شيء بي .
 
هدى ,, ربما كنت اناني لاني لم اسمعك جيداً , لم استطع ان اخلق لك الحب بمقدر كافي , ربما فشلت ان احتويك , ربما , كنت عاشق فاشل , استوحى فشلة من تجارب لم يعشها بعد ,, هدى .. تعرفين لماذا لم اجب على اتصالاتك ورسائلك الالكترونية الكثير ؟ , شعرت ان تبريراتك قد تجعلني اغفر لك , وأكابر على المي , كان درس قاسي ان اعلم قلبي الالم والحقد معاً.
 
هدى .. كنت اعرف ان طريقنا سيكون له مفترق حتماً , لكني لم احتمل ان يكون بذلك الشكل الموجع .
 
saqr770@gmail.com
 
عدد القراءات : 1650
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات