احدث الاخبار

عربة الجامعة العربية (2من2)

عربة الجامعة العربية (2من2)
اخبار السعيدة - بقلم - مصطفى منيغ*         التاريخ : 26-02-2013

 

صروف الدهر تجمعت ، فتنت أوصال السوريين الأبرياء وما اكتفت بل ضربتهم بكل أصناف الحرمان ولأكثرهم تحملا أوجعت ، ورواد الحانات وما أكثرهم في بعض الدول العربية لكل الكحول المحرمة في أجوافهم أُفرِغت ، وهم يشاهدون صور ذبح الشرفاء في درة الشام مذاعة على الهواء لحظة وقوعها في شاشات العرض المهيكلة المبثوثة على جدران تلك المسخرة ولا شيء هز مشاعرهم ولا لعالمهم الضيق أفزعت ، كأنهم جميعهم "امرء القيس" يصرخون :"اليوم خمر والغد أمر".. والباقيات من مجون وصد عن سبيل التعقل لحياتهم في طين الانتهازية مرغت.
 
مثل هؤلاء ما شرفوا أمة ولا نهضوا بدولة ولا حافظوا على ملة ، طلقاء في دنيا يساهمون بما يعتقدونها حرية يعتنقونها نأيا بأنفسهم عن أي مسؤولية تجعل من الإنسان العربي المسلم كالبنيان المتكامل الأسس والأركان في وحدة تقر الاندفاع التلقائي لاستنجاد أصحاب صرخة وجع أصيبوا بها من طرف ظالم متكبر في أي مكان وتيك بطاقة التحضر بالأبيض المستقيم الأقوام ناصعة . 
 
... الأردن المحسودة على موقعها كمفترق طرق لمرور من شاء في سلام ، اقتداء بما سلف من أقوام ،عاصروا في الجوار أزمنة اعتي حكام ، التجؤا إليها فلم تكتف في استقبالهم بالأحضان بل جعلتهم يتخذونها نِعْمَ مقام . فما وقع على أرضها ابتداءا من الأسبوع المنفرط وإلى أن اخترق داك الطيار السوري بطائرته الحربية السورية أجواءها منشقا عن نظام "عمدة الطغيان" مجرد ربط الحاضر بالماضي ليحيا المستقبل وصفحات تاريخ التضامن العربي تضاف إليه أنبل صفحات وأثقلها فائدة تستقرؤها الأجيال من الخليج إلى المحيط عنوانا لانتصار الحق على الباطل في سوريا كان الأردن ركنا هاما فيه وإن طواه التستر انكشف في أنسب توقيت ليكون للأردنيين فيه احتفال بيوم الوفاء لروادهم الشرفاء لتربية حميدة محمودة زرعوها في قلوبهم كعقولهم شجاعة وإقداما و تصرفا بالحكمة المؤدية للنتائج المرجوة المحققة تلقائيا دون إشهار بها ما دامت علامات المؤمنين الصادقين في إيمانهم تنعكس على مقامهم هيبة مترجمة لما يحث الاستمرار على نفس النهج .
 
... اختصارا... مسكينة الجامعة العربية ، منظرها لا يفارق من يريد استصغار الشأن العربي فلا يجد غير الرغبة في الابتسام المشكل لوضع علامات استفهام مهيكلة ملاصقة لبداية أو ختام أي اجتماع أو مؤتمر منعقد من طرفها أجمل ما فيهما عناوين النقط المدرجة في جدولي عملهما ، براقة السطح مختنقة الجوهر ، لا فائدة فيها مهما تجولنا في قراراتها وجدنا الفاشل في تطبيقها معنا دار ، وصولا إلى القضية السورية ، التي ما صدقت الجامعة الموقرة اختيار "الإبراهيمي" من طرف الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة حتى صادقت على توسيع تمثيله ليشملها مختبئة وراء هذه الزوبعة من داخل قنينة ملقاة على أمواج البحر/ المحيط يرفرف بها ومعها الشعار الذي بترديده (تقف شعيرات شعر كل عربي تعصبا وغضبا ويأسا) جملة مكونة من كلمة مكررة يتوسطهما حرف ( لا يكتفي بعملية الجر بينهما فقط بل يحثهما على صرب إحداها أخراها والعكس صحيح ) " ضياع في ضياع" . لذا اقترح أن تضاف كلمة عربة لتصبح عربة الجامعة العربية الخاصة بركوب بعض حكام العرب في جولات السياحة السياسية والاستجمام من وجع التحركات الشعبية المطلة في الأفق القريب . 
مصطفى منيغ
مدير نشر ورئيس تحرير جريدة الأمل المغربية 
عضو المكتب السياسي لحزب الأمل
صندوق بريد رقم 4613 / الصخيرات / المغرب
البريد الإلكتروني :
 
mounirh45@yahoo.es
عدد القراءات : 1998
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات