احدث الاخبار

"مزارع رحيا"(كغيرها) بالثورة تحيا

اخبار السعيدة - بقلم - مصطفى منيغ*         التاريخ : 26-02-2013

 

تتحدى المكانة المحاصرة في محيطها قهرا بما أرادت أن تبقى علامة صمود تتغني بها ناشئات كل مرحلة آتية بعد ثورة اندلعت لترسم خريطة الحرية في جغرافية الدولة المستبد فيها حاكم اعتقد أنه البداية والنهاية لما يسمى سوريا ليكتشف ومن تلقاء نفسه أنه لا يساوي حتى ثمن بصلة . إنها قرى محاذية للأردن بقيت تعاني من نقص في كل شيء ومع ذلك تقاوم بالبقاء حيث هي جزءا غاليا من وصية الأجداد المشيدين لها بما استطاعوا من طوب وبالتالي الأجور المثبت بالأسمنت ليستقر فيها الحال ويتطور، ومنها " مزارع رحيا" عكس ما أصبح مسلطا عليها من دمار استرسالا لانفلات مخيخ "بشار" عن أصله ليتخبط مع داء الغرور ، ومن يدري .. قد يسوي تلك التجمعات السكانية بالأرض قبل غيابه بلحظات حارقا كل أسباب الرجوع إن قُُدِّر له الخروج من سوريا متنكرا في هندام امرأة.
... طبعا النظام السوري معتمدا على الافتراء زعم أنه مستمر على سجيته يفعل بالسوريين عامتهم ما يريد كي يعودوا لتقبيل يد "عمدة الطغاة" إن أرادوا التوصل بكيس من الدقيق الإيراني يسد رمقهم ويحافظ على صحتهم بعدما تخلى عن مساعدتهم العالم بأسره . الحال لن يدوم بما يرضي تلك العصابة الأسدية، وروسيا ستتخلى عن موقفها المعروف آجلا أو عاجلا ، إذ السياسة في مجملها لا تقوم على المبادئ والعواطف الجياشة بل على مصالح ذاتية نفعية . روسيا كما قلت منذ البداية في حاجة لشيء هي أدري به لتتوقف عن مناصرة من تعلم أتم العلم أنه احترق كرئيس دولة ولم يعد صالحا لزعامة سوريا اليوم التي لم تعد ولن تعود أصلا سوريا ما قبل الثورة ، لكنها تلعب بورقة ساقتها الظروف بين يديها لتعصرها لآخر مكوناتها . و"بشار" فاغرا فاه لا يدري أين الاتجاه بل أين المفر إن لم تنقذه من الورطة القاتلة لكيانه التي حشر نفسه داخلها ولن يخرج منها سالما أبدا ، وحتى إطالة ما انغمس فيه حتى الأذنين لن يحقق به خط الرجعة فهذا الأخير أصبح الانتحار المحقق ، وعليه بدل أن تمنحه روسيا يعطيها حتى تنفذ خزائنه من آخر مبلغ مستخلص من ضرائب عامة الشعب السوري للأسف الشديد . روسيا لا تملك فائضا تنمي به حصيلة التذبيح و كل مصاب وجريح ، دولة عظمى هذا صحيح لكنها لا ولن تتجرأ الدخول في مغامرة من أجل اخضرار مقلتي بشار الأسد وما يمثله الآن من وصمة عار على جبين الإنسانية برمتها ، متى وجدت تعويضا له أزاحته من طريقها بأسلوب تتقن رسمه وتنفيذه .
الزيارة الأخيرة لذاك "المعلم" غير المتعلم ذات الألقاب والوظائف السامية التي يشغلها لتضخيم وزنه المضخم طبيعيا ، نائب رئيس الوزراء ، وزير الشؤون الخارجية والمغتربين ، الأخ "وليد" ، الذي أرجعها ( كأننا لا نفع مقصودها ) إلى تكليف "عمدة الطغاة" له بنقل تشكرات سوريا رئيسا وشعبا الموجهة للرئيس فلادمير بوتين ، ووزير خارجيته سيرغي لافروف "على الموقف المبدئي الذي تتخذه روسيا الاتحادية في احترامها وتقيدها بميثاق الأمم المتحدة وقواعد القانون الدولي والذي أدى إلى منع التدخل الخارجي وخاصة العسكري في الشأن السوري كما جرى في ليبيا."
... الأخ وليد المعلم الغير متعلم ، يعتبر التدخل الروسي نفسه و الإيراني وعمدة طهران في جنوب لبنان تدخلا ليس بالخارجي وإنما تفسحا مباحا لاصطياد أرواح السوريين أينما كانوا على امتداد الأراضي السورية . أهذا هو الموقف المبدئي المتغنى به للضحك على الرأي العام الجهوي والعالمي ؟ . حقيقة من لم يستحي فليقل ما شاء والزمن كفيل بصفع قفاه .
الأخ المعلم أشار أن الإرهاب جلب من يساعده عناصر منتسبة لثماني وعشرين دولة ، وهنا تستوقفني نكثة مصدرها أحد المتطفلين على مهنة التعليم إذ تدخل في إطار كلمة مُنحت له من طرف الوزير المختص حيث ذكر أن مشكلة توظيف العاطلين عن العمل الحاملين للشهادات العليا عائدة للتساهل الحاصل في وضع أسئلة سهلة تمكن وفرة الناجحين في شهادة الثانوية العامة ، لذا يقترح على الوزارة أن تأمر بالتشديد على وضع أسئلة صعبة إن لم تكن تعجيزية لتساهم لحد بعيد في إسقاط إعداد لا بأس بها من التلاميذ حتى تستطيع تلك الحكومة من تدبير حل مستقبلي يخرجها من الأزمة ، وحينما طُلِبَ منه تقديم عينة من هذه الأسئلة أشار منتفخا كالأخ وليد ، أطلبوا من التلميذ أن يجيب عن سؤال متعلق بعدد سكان الصين ، فتعالت الضحكات وعم الضجيج المرفوق بالسخرية ، هنا وبعصبية فاجأ الجميع بما يؤكد صراحة أنه إما استوطن الغباء في مخه فاقسم أن لا يبرحه، وإما أن مستواه الفكري تافه بامتياز ، إذ خاطب الجميع قائلا :إنني لم أكمل السؤال، ما سمعتموه كان الشطر الأول له، أما الثاني فمتعلق بكتابة أسمائهم ، ليكون السؤال المطروح لاجتياز الثانوية العامة كالتالي: " اذكر عدد سكان الصين مع ذكر أسمائهم" .
... أعتقد أن وزير خارجية بشار قد فهم قصدي لذا أنصحه الالتحاق بالثوار قبل فوات الأوان ، إذ لم يعد في سوريا حكومة شرعية أو غير شرعية اختلط الكل في الكل ، لا أمن ،ولا مرافق خدماتية، ولا استقرار، غير عصابات إجرامية يرأسها بشار،منح لها الدور الأخضر، ليتصرف كل من فيها حسب هواه وما يحصل عليه من غنائم حرام. 
 
*مدير نشر ورئيس تحرير جريدة الأمل المغربية 
عضو المكتب السياسي لحزب الأمل
 
البريد الإلكتروني :
mounirh45@yahoo.es
 
عدد القراءات : 1639
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات