احدث الاخبار

اللجنة التنظيمية تحيي الذكرى الثانية لسقوط أول شهيد في ساحة التغيير بمهرجان فني وخطابي

اللجنة التنظيمية تحيي الذكرى الثانية لسقوط أول شهيد في ساحة التغيير بمهرجان فني وخطابي
اخبار السعيدة - صنعاء (اليمن) صلاح القاعدي         التاريخ : 23-02-2013

 

أحيت اللجنة التنظيمية للثورة الشبابية الشعبية السلمية وشباب الثورة مساء اليوم الجمعة من على منصة ساحة التغيير بصنعاء الذكرى الثانية لسقوط اول شهيد في ساحة التغيير بالعاصمة صنعاء الشهيد عوض السريحي بمهرجان فني وخطابي ومسرحي شارك فيه ألمع نجوم الفن والإنشاد والمسرح وبحضور أسرة الشهيد عوض الذي استشهد في  22/2/2011م من قبل بلاطجة المخلوع في ثاني اعتداء على ساحة التغيير.

وشهدت مهرجان أحياء الذكرى الثانية لسقوط أول شهيد في ساحة التغيير حشود كبيرة من شباب الثورة وفي المهرجان جدد المحتشدون الوفاء لدماء الشهداء بتحقيق اهداف الثورة بما فيها محاكمة القتلة ورفع الحصانة على المخلوع ومحاكمته.

وفي كلمة أسرة الشهيد عوض السريحي والتي ألقاها أحد أقاربه أعلن تمسكهم بمحاكمة القتلة مؤكدا أن الحصانة لا تعنيهم والتزامهم بإستمرار الفعل الثوري حتى تحقيق كافة أهداف الثورة والتي خرج الشهيد عوض ورفقائه للمطالبة بتحقيقها.

أستشهد عوض السريحي مساء ثلاثاء 22 من فبراير 2011م أثناء تواجده في الحاجز الأمني الجنوبي لساحة التغيير بصنعاء لمنع بلاطجة الرئيس المخلوع من إقتحامها فأطلق البلاطجة المسلحون عليه النار وأستشهد على أثرها.

وينتمي عوض السريحي لصنف استثنائي من الرجال الذين تبرز فضائلهم بعد الموت، فهو أول شهيد يتصدر قائمة شهداء ثورة الشباب السلمية في العاصمة صنعاء، فالشاب الذي سقط شهيداً مساء الثاني والعشرين من فبراير الفائت في ساحة التغيير بالعاصمة صنعاء، كان شاباً هادئ الطباع ، ومثابراً ، ومتواضعاً، وما هو أهم من ذلك هو أنه كان شجاعاً بكل ما يعنيه المعنى الحرفي للكلمة.

ولد الشهيد عوض قاسم قائد السريحي العام 1979، في قرية “الشراعي” التابعة لمديرية جبلة، بمحافظة إب. عاش طفولته في القرية، تلقى تعليمه الأولي في مدارسها، وأتم المرحلة الأساسية والثانوية فيها، ويقول السيد عبد الإله الشراعي وهو مدير المدرسة التي تخرج منها السريحي: أنه كان من تلامذة المدرسة المتميزين في مستواهم العلمي، فضلاً عن أنه كان أحد حفظة القرآن الكريم في سن مبكرة.

بعد تخرجه من الثانوية العامة تقدم السريحي لأداء الخدمة العسكرية "الإلزامية" في العاصمة صنعاء، ويقول عنه رؤساؤه وزملاؤه أنه كان مثالاً للانضباط في أداء الواجب، وفي تعامله مع زملائه.

دخل المعهد العالي للتوجيه والإرشاد في صنعاء، وتخرج منه حاصلاً على شهادة الدبلوم في الإرشاد، لكنه ظل كبقية الآلف من الشباب اليمني دون وظيفة، فعمل السريحي معلماً في إحدى مدارس تحفيظ القرآن الكريم بالعاصمة صنعاء، وكان أن تخرج على يديه عدد من حفظة القرآن الكريم.

لم يكن يدرك السريحي أنه سيصبح ذات يوم مثالاً نموذجياً يقتدي به جيل من الشباب اليمني، وفي مساء يوم 21 فبراير الفائت،عاد السريحي (وهو متزوج وأب لطفلة أسمها "ولاء")،من ساحة التغيير بصنعاء ، وقد تمزقت ملابسه، نتيجة تعرضه لاعتداء بلاطجة نظام صالح الذين داهموا اعتصام المحتجين ، نجا يومها السريحي من عدة طعنات آثمة, وحين وصل الى البيت قالت له أخته التي تسكن معه :"إسكه لك يا أخي" ، رد عليها بثبات: "يا أختي .. هي موته تقدمت أو تأخرت ".

وفي مساء اليوم التالي وقف السريحي بشجاعة وجأش في مقدمة الصفوف الأولى مع زملائه الثوار الذين لا مثيل لهم في تاريخ أحرار اليمن، لصد هجوم قوات الأمن وعدد من البلاطجة الذين أطلقوا الرصاص الحي عليهم في شارع الدائري، لفض ساحة المعتصمين السلميين، حتى تلقى السريحي رصاصة الغدر بصدر شجاع ليكون أول الشهداء الذين سقطوا في العاصمة صنعاء دفاعاً عن ساحة التغيير.. ودفاعاً عن حلم الحرية..والتحرر من الاستبداد والظلم.

قبل رحيله بخمس ساعات كان السريحي قد غادر منزله للمبيت وسط الساحة مع الثوار، غادر زوجته ولم يترك غير قبلة واحدة وضعها على جبين ابنته الوحيدة "ولاء"، ومضى بثقة شهيد نحو مصير يبعث على الفخر. وفور إعلان منصة التغيير سقوط السريحي شهيداً، داخل الساحة ،علت هتافات الثوار بترديد :" الله أكبر.. لا إله إلا الله ..والشهيد حبيب الله"، ولم يمر أكثر من أسبوع حتى توالت أسماء الشباب في الشهداء التي يتصدرها السريحي دون تجاوز.

في صباح اليوم التالي لاستشهاد السريحي وإبلاغ أسرته بالأمر، وصل أخوته الثلاثة إلى صنعاء لأخذ جثة أخيهم التي أودعت في ثلاجة المستشفى الجمهوري، وحدث أن حاول القتلة مساومة إخوته بمبلغ من المال نظير صمتهم لمقتل أخيهم.

رفض الأخوة الثلاثة أية ثمن لأخيهم الشهيد، بعد أن عرض قتلة النظام، دفع مبلغ 30 مليون ريال كتعويض أو دية لأقرباء الدم، وحين قوبل عرض النظام الرخيص بالرفض الغاضب ، حدث أن خطفت جثة الشهيد السريحي من المستشفى في صنعاء دون علم أحد وبتواطؤ تام مع إدارة المشفى الحكومي ، ليظهر جثمان الشهيد في محافظة إب بعد بحث أولياء الدم عن جثة أخيهم ، تبين لهم أنها أودعت في ثلاجة مستشفى الثورة بالمحافظة ، ومعها تقرير الطبيب الشرعي المختوم بختم هيئة مستشفى الثورة العام بإب حيث سرح الأمن جثمان السريحي إلى محافظة إب خلسة .. وما من شهيد يمكن سرقة جثمانه على الإطلاق.

عدد القراءات : 2240
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات