احدث الاخبار

قراءه في بيان مجلس الأمن الدولي بشأن اليمن"

قراءه في بيان مجلس الأمن الدولي بشأن اليمن
اخبار السعيدة - بقلم - د/فيصل بجاش المخلافي         التاريخ : 22-02-2013

 

تعد القرارات الأخيرة لمجلس الأمن الدولي بشأن اليمن من القضايا التي يمكن ان نسميها مفصلية، وتستدعي من كل يمني التوقف عندها طويلاً، وحول ما يتعلق بقراءتي لهذا الأمر فيمكن ان أصيغه في شقين:
الأول متعلق بمجلس الأمن ذاته فعندما وقعت المبادرة الخليجية وتمكن اقل اليمنيين بساطة من ان يسحب نصف نفسه المحبوس منذ مدة،وظل النصف الآخر مرتهناً بالدور الذي يمكن أن يلعبه مجلس الأمن في متابعة تنفيذ المبادرة الخليجية، وكان التفاؤل يحمل نسب ضعيفة حيث ان اليمن لا تمثل الا جزئية صغيرة في الكم الهائل من المشاكل المطروحة على طاولته،ويقوم على عاتق اليمني نفسه الهم الأكبر في إنجاح المبادرة على اعتبار ان اليمن تمثل كل شيء أمامه ومن حوله.لكن مجلس الأمن اثبت حرصه ـ المتزايد كل يوم ـ على ان يصل باليمن الى مرفأ السلامة، والأهم في الأمر أن اهتمام مجلس الأمن تفوق على ما يقوم به اليمنيين أنفسهم في هذا الاتجاه. وجاءت قراراته الأخير لتؤكد هذا الأمر بكل وضوح. ونتمنى بهذه المناسبة ان يفهم ابناء اليمن الدرس المستفاد من هذا المشهد وان يتحلوا بروح المسئولية لتقديم التنازلات والتضحيات الكبيرة في سبيل تسريع الخروج من هذا النفق المظلم والوصول الى حيث المستقبل المأمول.
وقرارات المجلس وضعت كل الساسة اليمنيين في السلطة والمعارضة على صعيد واحد امام المسائلة.أما عن ظهور شخصيات علي صالح والبيض على السطح فلا أظن ان هذا الأمر يستدعي طرح أي علامة استفهام. فهما لم يكونا مجرد كمبرز على مسرح الحياة السياسية طوال عقود، فأي نقاش يدور حول اليمن كيف كانت؟، وإلى ماذا آلت؟ حتماً سيتضمن استحضار اسميهما،بل لقد أخذ البعض على مجلس الأمن ذكرهما وفسره في ضوء ان الأمر قد منحهما اعتراف مبطن بكونهما لا يزالان يمتلكان الحضور القوي والمؤثر في اليمن. وكان من الممكن ان نستهجن على مجلس الأمن ان يطفو على سطح قراراته أسماء شخصيات ثانوية لم تكن في رأس السلطة يوما ما، وان كانت تحت ذلك بقليل. 
الشق الثاني يكمن خلف ذلك الكم الهائل والهائل جداً من الردود المتباينة وقد سعى البعض الى الدفع عن نفسه ما فهم أنه إشارة اتهام من قبل مجلس الأمن بحجة أن الدليل يفتقر للمصداقية متجاهلين ذلك الكم الهائل من التفسيرات المنطقية التي غدت في متناول القاصي قبل الداني والتي تذهل اشد المتحمسين للخيال، فهي تنهب الأنفاس. وقد استمرت محاولات إنكارهم في التدفق، مع أن الإنكار الرسمي قد يشكل أحيانا دليلاً إضافيا على الحقائق التي يجري إخفائها. 
" اللهم أحفظنا من شر أنفسهم وشر الشيطان ، ولا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا،وأحينا ما دامت الحياة خير لنا،واقبضنا إليك غير فاتنين ولا مفتونين".
عدد القراءات : 1660
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات