احدث الاخبار

لوزير الصحة المرضى اليمنيون ..السلعة الأكثر طلبا في الخارج

لوزير الصحة المرضى اليمنيون ..السلعة الأكثر طلبا في الخارج
اخبار السعيدة - بقلم - محمد العلوي         التاريخ : 06-02-2013

ليس من الغريب ان تصدر بلادنا الى مختلف مستشفيات الدنيا العديد من الامراض حتى أصبح المريض اليمني اليوم سلعة تجارية يروج لها داخليا عبر استحداث المكاتب والخدمات الطبية الأجنبية في بلادنا وتطور الأمر الى توزيع البرشورات في الجولات والمطاعم وعند مداخل الصالات في مختلف المناسبات وفي فرز الباصات وتوزع في أماكن التجمعات العامة .بالتأكيد هذا يدل على ان التداوي والتطبيب في بلادنا بات ثلاثة أصفار على الشمال وهو ما دفعني للكتابة حين وقعت مثل تلك البرشورات في يدي تحمل شعارات مغرية "الفرصة الذهبية للمرضى اليمنيين"وهذا طبعا عرض حصري لليمنيين فقط ويحمل دلاله تسويقية للمستشفيات الأجنبية الذي على ما يبدوا ان شعوب تلك الدول باتت في غنى عن ارتياد المستشفيات ولا يفتقدون مثل ابناء الشعب اليمني للكثير من الامراض المتعددة التي ألمت بهم ..لو فكرنا قليلا لماذا تبحث المستشفيات الأجنبية عن المرضى اليمنيين بالتأكيد وكما قلت مسبقا لقلة المرضى هناك الأمر الذي استدعى فتح مكاتب في بلادنا لجلب السلعة اليمنية المفضلة "المريض اليمني" حيث أصبح التنافس عليه لأنه يمثل سلعه خاااااااااام جدا وذات جوده عاليه قابل للدفع كما تقول هؤلاء هم السلعة الفائضة التي تعج بها المستشفيات وبمواصفات تنتجها إهمال وزارة الصحة في بلادنا التي نفتخر بانجازاتها ونصدرها تحت مسمى " صنعت باليمن".


اللافت في تلك البرشورات انها تحمل شعار"وداعا للتشخيص الخاطئ والعلاج العشوائي"ليتضح جليا ان هذا هو بيت الداء للأطباء في بلادنا ..المهم ما على المريض اليمني الا ان يدفع ويحصل مقابل ذلك على" تأشير جوازه وحجز تذاكره ومقر إقامته وسيحظى باستقبال في المطار بواسطة مندوبين وووووالخ ..ما نخاف منه فعلا ان ملكية تلك المستشفيات تصبح استثمارات لمسئولين يمنين في تلك البلدان.


ما تعانيه الصحة في بلادنا ويميزها انها تلفظ أنفاسها الأخيرة وأصبحت قاب قوسين أو أدنى من مفارقة الحياة ..بالله عليكم إذا كانت مستشفياتنا الحكومية والأهلية تقدم خدمات حتى نصف معقولة ولديها ننصف الجانب الإنساني المعدوم أصلا تجاه المرضى ,بالتأكيد لن يذهب مرضى اليمن للعلاج بالخارج الذي يضطر لبيع منزله وسيارته وممتلكاته من اجل ان يجد رعاية صحية يطمئن على حياته إليها.


بالله عليكم إذا كانت الوفود الطبية الأجنبية تقطع الآلاف الأميال برحلاتها عبر عدد من الدول لتأتي إلينا لتقدم الخدمات الطبية بشكل مجاني وخيري من اجل معالجة اليمنيين,وإجراء مئات العمليات المختلفة مجانا, في حين انعدمت الأخلاق المهنية عند الكثير من أطبائنا حين انتزعت منهم الإنسانية حتى أصبح لا هم لهم الا تحقيق الربح السريع وياليت هناك تشخيص سليم على حساب المرضى من الضعفاء والمساكين من ابناء جلدتهم الذي لا حول لهم ولا قوة برسوم تشخيص حالة المريض بمبالغ خيالية سياحية جدا.


اعتقد ان قلوب الأطباء في بلادنا مريضة وتحتاج الى العلاج ومحاسبة الضمير تجاه رسالتها العظيمة,الا انه من المخجل أصبح للكلاب والقطط مستشفيات وفنادق خاصة في بلدان العالم ونحن ابناء هذا الوطن لم نلاقي حبة دواء مجانا لدرجة ان المرضى يموتون على أبواب ما تسمى بالمستشفيات ليصل الحال حتى انعدام "للشاش"من بعض المستشفيات الحكومية والاستثمارية على حد سواء.


لوزير الصحة


نتحدث إليك ببساطة المواطن وبلغة المآسي الذي يتجرعها وويلات المعاناة التي يذوقون مرارتها, فقط معالي الوزير..عليك ان تدرك جيدا انك تحملت الم كل مريض يمني وأصبحت كل أناتهم ودموعهم ازاء ما يعانون امانة في عنقك إذ لم تحاسب عليها اليوم بالتأكيد ستحاسب عليها غدا امام رب العالمين.. لن تنفعك التبريرات بإعطائك التوجيهات براءة للذمة..أنت ولا غيرك محاسب امام الله وضميرك وذاكرة الشعب ,كما يجب ان تدرك ان المرضى قد سئموا وملوا وهو ما زاد من معاناتهم الكلام الكثير والعمل القليل على ارض الواقع....واخيرا اضع سؤال أخير لمعالي الوزير وأتمنى ان يقرءا ذلك أو مسؤوله الإعلامي ليوصل رسالة المرضى إليه ..هل باستطاعتك يا معالي الوزير ان تقبل كل دعاوي المرضى عليك وعلى صحتك الشخصية وصحتك أبنائك كما سمعتها من احد المرضى في مستشفى الثورة العام بصنعاء؟ وتذكــر ان دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب..


نتمنى الصحة والسلامة لكل ابناء الوطن.

عدد القراءات : 2048
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات