احدث الاخبار

العالم في صنعاء..

العالم في صنعاء..
اخبار السعيدة - بقلم - د. محمد حسين النظاري*         التاريخ : 31-01-2013

 

لا يمكن ان نسمي مجيئ مجلس الامن الدولي بكافة مندوبيه 15 اضافة لمبعوث الامم المتحدة السيد جمال بن عمر، وامين عام مجلس التعاون الخليجي –عبد اللطيف الزياني- اضافة للسفراء العشرة الراعين للمبادرة الخليجية، الا بكونه حدث تاريخي في المنطقة، كونه الرابع الذي يعقد فيه مجلس الامن خارج نيويورك، والاول في منطقة الشرق الاوسط.
 
لو لم تكن اليمن تستحق مجيئهم لما اتوا الينا، انهم جاءوا ليقولوا للعالم، اننا في صنعاء عاصمة البلد الذي هزم الفوضى، وسطر تغييرا فريدا تمثل في تسليم السلطة بصور سلمية ابهرت العالم.. ففي الوقت الذي ما زالت تونس ومصر غير مستقرتين، وليبيا لم تتضح فيها معالم التغيير بعد، في حين نغرق سوريا في برك من الدماء.. اما اليمنيون فقد غيروا مسار التغيير الفوضوي، وارغموا سعاة الفوضى للانصياع للحكمة اليمنية.
 
يحق لنا والعالم يحتشد في صنعاء مؤيدا لنا ان نكون عند مستوى الحدث، وان نثبت لهم اننا سائرون في الاتجاه الصحيح، ولن يكون ذلك الا من خلال انتهاج الحوار لاكمال حل الازمة، وحتى نبرهن لهم اننا وحدنا الذين صنعنا تغيرنا بأيدنا، ورمينا بالتغيير المصدر الينا جانباً.
 
ان المجمتع الدولي يقف الى جانب اليمن وقيادته برئاسة الاخ عبد ربه منصور هادي –رئيس الجمهورية- في كل كا يمكنه اجتياز ازمته والعبور الى بر الامان.. بالمقابل فإن العالم لن يقف صامتاً امام من يريد ان يعكر صفو التسوية السياسية، او الخروج عن الاجماع الدولي في اليمن، وستكون قرارات رادعة بانتظار من يصورون انفسهم انهم اقوى من رياح التغيير السلمي الذي حققته بلادنا.
العالم في صنعاء عاصمة الجمهورية اليمنية، وهو بذلك يؤكد ان الوحدة هي اساس الحوار وسقفه، وان العالم لن يفرط في امن واستقرار ووحدة اليمن.. لأن البديل يمن ممزق ومتفرق يرسل الرعب لدول المنطقة والعالم.
 
اليمن اليوم وهو يشاهد الاصطفاف الدولي معه في شقه السياسي، ليأمل ان يكون التجاوب الاقتصادي في نفس القوة، لان البلاد تعيش وضعا تقتصاديا صعبا، وهو ما قاد الى حدوث الازمة.. وبدون وجود حل للضائقة الاقتصادية لن يكون للحل السياسي تأثير ملموس على ارض الواقع.
 
نأمل ان يكون تأثر انعقاد جلسة مجلس الامن في البيت اليمني ايجابيا، وان يساهم في ان تتفهم جميع الاطراف انهم تحت سمع ونظر المجتمع الدولي، وان الغير راغبين في اتمام التسوية السياسية لن يكونوا بمنأى عن اليد الطولى للمجتمع الدولي، الذي لن يتوانى عن ردع أي جهة من اجل الحفاظ على الامن والاستقرار في المنطقة والعالم، من خلال استتباب الامن في اليمن... فهل وعى الجميع درس تواجد المجتمع الدولي في صنعاء؟ ام انهم ما زالوا يمنون انفسهم بما لا يمكن ان يسمح به العالم، الا وهو نشر الفوضى في اليمن.
 
*أستاذ مساعد بجامعة البيضاء
عدد القراءات : 1660
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات