احدث الاخبار

مهازل المترفين

مهازل المترفين
اخبار السعيدة - بقلم - الدكتور محمد عبدالله عايض الغبان         التاريخ : 09-01-2013

 

الحمدلله وبعد نحن في دار نأكل ونشرب فيها لنعيش لا نعيش لنأكل ونشرب إذ لو كان الأمر كذلك لساوينا البهائم والعجماوات أعزكم الله في هذه السمة "والذين كفروا يأكلون ويتمتعون كما تأكل الأنعام والنار مثوى لهم" لأنها خلقت لنا ومن ثم هيأها الله وقدرها للحرص على مافيه نفعنا ؛لهذا تجدها في نهم دائم وحركة دؤبة تأكل كل ما يقابلها مما هو صالح لها، وهذه وظيفتها لا تلام عليها بل تشكر على ذلك إن كان مثلها أهلا للشكر، وكثير من بني البشر تفوق عليها في هذا السلوك حتى وصل بهم الحال إلى جمع كل ما وصلت الأيدي إليه، وانتفخت بطونهم انتفاخا لا مزيد بعده، كل ذلك يحدث وهم لا يزالون في لهف دائم لجمع المليارات وإنفاق مبالغ خيالية للصرف على شهواتهم ونزواتهم غير مبالين بحقوق المساكين والمعدمين والمرضى والمحتاجين وكأن الأمر لايعنيهم لا من قريب ولا من بعيد، بل وصل الترف بالبعض إلى درجة لا يجدون طعما لأي شيء بينما مئات الملايين من المسلمين بحاجة ماسة إلى كسرة خبز وإلى حبة دواء وإلى مرشد يعلمهم أمور دينهم، وليس هذا الترف البغيض مقصورا على هذه الطبقة الفاحشة في الغناء بل هناك فئات أخرى تشاركهم هذا الترف في كثير من المجتمعات وإن كانت أقل منهم دخلا، وهذا والله من أسباب الهلاك والدمار"وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرنها تدميرا "

وقال الله عن أصحاب الشمال "إنهم كانوا قبل ذلك مترفين" ولست هنا محرما ما أحل الله من الطيبات لكني منبها إلى ظاهرة تتزايد يوما بعد يوما جنبا إلى جنب مع تزايد الفقراء والمعدمين والمشردين وأحد هؤلاء يصل حفل زواجه أو زواج أحد أبنائه إلى أكثر من خمسة وعشرين مليون دولار ، هذا المبلغ كاف لإنشاء جامعة في أفريقيا تعلم الناس أمور دينهم ودنياهم بل وصلت السخافة إلى شراء مناديل بعض الفنانين الهالكين ببعض ملايين من الدولارات ومما أفرزه الترف والفحش في الغناء في السنوات المتأخرة شراء ما يسمى بمزاين الإبل بالملايين أيضا "واتبع الذين ظلموا ما أترفوا فيه وكانوا مجرمين" وهلم جرا، والمال في الإسلام وديعة وأمانة بيد صاحبه ففي الحديث "إن الدنيا خضرة حلوة وإن الله عز وجل مستخلفكم فيها لينظر كيف تعملون"والنعم تدوم بشكرها وتزول بكفرها ووضعها في غير أمكنتها .

عدد القراءات : 1879
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات