احدث الاخبار

الأستاذ جبران سحاري يعقد أمسية شعرية في صنعاء بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية

الأستاذ جبران سحاري يعقد أمسية شعرية في صنعاء بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية
اخبار السعيدة - صنعاء(اليمن) خاص - غالب حسين النهاري         التاريخ : 27-12-2012

بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية الخامس من شهر صفر نظم جماعة من هواة ورواد ملتقى وحي الثقافة والأدب في صنعاء أمسية شعرية للشاعر السعودي الأستاذ جبران بن سلمان سحاري مؤسس مدرسة الميزان للنقد الأدبي في المملكة العربية السعودية والمحاضر بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض وذلك مساء يوم الأحد الماضي خلف الساحة الشبابية المقابلة لكلية الآفاق والعلوم وفندق نجد في العاصمة صنعاء .


وقد حظيت هذه الأمسية بحضور عدد من المثقفين منهم الدكتور صالح الظبياني والشيخ أبو أسامة الوريش ومحمد النهاري ومحمد الكوكباني وزكريا صالح وفكري الحزمي وغيرهم .


وقد تناول في هذه الأمسية (معلقة صنعاء) للشاعر الجازاني محمد مسير مباركي التي طبعتها وزارة الثقافة والسياحة بصنعاء ضمن مطبوعات الهيئة العامة للكتاب بمناسبة اختيار صنعاء عاصمة للثقافة العربية لعام 2004 م .
والتي قال المباركي فيها:
جلا الطيرماناتِ الزجاجُ معشقاً *** مخال اختيالٍ كوكبيٍّ فرائحي
من القمريّاتِ الحسان تقوزحت *** ببلُّورها واعرورشت بالمصابح
فوجهتها للمنتدى عدنيّةٌ *** وإكسيرها يُذكي الصبا للمطارحِ
خريدةُ يبكي العلمُ جامعة الحِجى *** أتُسقى دوالي صرحها من ضحاضحِ؟
وما هُدِّمتْ أو أُغلقتْ بيد أنها *** خلتْ من نُهى عبد العزيز المقالحِ

وشرح ما أشكل على الحاضرين في المعلقة من غريب الألفاظ وأجاب عن تساؤلات الحاضرين .
كما ألقى مقطوعة شعرية قالها بمناسبة مرور عام على استقرار اليمن في ظل المبادرة الخليجية معرجا على جهود خادم الحرمين الشريفين في نجاحها وتطبيق آليتها ومما قال فيها:
سكونٌ وئام وحدة وترابط *** وفقه يمانيٌّ على الرأس يُكتَبُ
تولى زمان البؤس ليس له صدى *** وعدتم يمانيين كلٌّ مُحبّبُ
وعام مضى في أنسكم واجتماعكم *** وذاك كفيلٌ بالهنا وهو مُخصِبُ
مبادرة كان الخليج قوامها *** وأنتم بحسن الرأي شعبٌ مُجرّبُ
وخادم بيت الله للصلح قد سعى *** فكنتم ملبيه ونعم المصوبُ
مليكٌ رأى في جمعكم غاية المنى *** وأنتم بهذا الظن نعمى ومكسبُ
ثم أثنى على ديوان الشاعر حسن بن عبد الرحمن السقاف (عبر وعبرات) والمجموعة القصصية القصيرة التي تسمى (حكاية كل ليلة) للأستاذة بلقيس أحمد الكبسي وغير ذلك من الأعمال .
وسأله أحد الأدباء عند المسجد الواقع جنوب الهيئة العامة للكتاب عن بعض أدباء ومؤرخي اليمن وعلمائها وشعرائها الكبار فأجابه عن كل ذلك في عجالة وأحاله على بعض الكتب التي تناولت هذا الجانب المهم .
كما اقتنى الأستاذ جبران سحاري ديوان الشاعر العدني الراحل لطفي جعفر أمان ( 1347 - 1391 هـ) الذي طبعته وزارة الثقافة والسياحة بصنعاء وأعد دراسة عن شعره بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية في الذكرى (41) على رحيله .
وقال الأستاذ جبران سحاري: حقا إنه رزق قوة اللغة وبراعة الكلمة وصدق المعاني وروعة الأسلوب لولا ما وقع فيه من مآخذ سببها محاكاته لبعض شعراء مصر الذين أثرت فيهم نزعة التصوف الذي يفقد صاحبه الشعور .
واستحسن بعض الصور المميزة في شعر لطفي جعفر أمان في قصيدته (أصداء وأسداف) نحو قوله: (الصباح الوضي) و(يحفل الكون بالجمال) و(دغدغتها يد الهوى) و(القدح الضاحك) وقوله:
 حرتُ في طبعك الخفيِّ وسرُّ الـ *** ـحبِّ ما كان وادعاً وخفياًّ .
وقوله:
لك عينان تسكبان على الرو *** ح طِلاً أحتسيه من غير كأسِ
نظراتٌ كأنما (بابلٌ) فيـ *** ـها تغنّى في يوم عيدٍ وعرسِ
واستحسن أيضاً روائع التصوير في قوله: (أطلقُ الروح في سماك) و(غمرة الصبا اللماح) و(الشفاه الملاح) وغيرها .
كما عرج على قصيدته (أمس الحبيب) مستحسناً قوله: (مسبح أحلامي العذاب) و(النغمة العذراء) و(قدسي المعاني) و(في الليل طافت عبراتي) وغيرها .


وفي قصيدته (جمال وشوك) وقف عند ثلاثة أبيات هي قوله:
وإن شطّ بي عنكِ بُعدُ المزار *** فذكراكِ في خاطري كامنة
وقوله:
يُعيد لي الذكر لقيا غنمنا *** بها لذة العمر في ليلةِ
وقوله:
شبابٌ تلبّدُ فيه الهموم *** فيا بئس هذا الشبابُ المضاعُ .
وفي قصيدة (النغم السجين) وقف كثيراً عند قوله:
                   * كعذارى رنّحتهنّ الأماني الساكرات *


وقال: لقد تفنن الشاعر جداًّ في هذه الصورة (الأماني الساكرات) .
وانتقد الأستاذ جبران سحاري قول الشاعر: (ولبست الحب صوفيا به طهرت نفسي) وقوله: (إن أشعّ الحب قدسياًّ فمن إشعاع قدسي) وأسدل الستار عن أشياء قائلاً: لا يحسن ذكرها ولو على سبيل النقد !
وأما قصيدته (في الكوخ) فوقف محللاً ثلاثة أبيات يرى الأستاذ جبران سحاري أنها من جميل الوصف وأبلغه وهي:
يا فتاة الخلاءِ تيهي كما شئــ *** ـتِ فما كلُّ ساحرٍ يسبيني
لم أعُد ذلك الذي وزّع القلْــ *** ــبَ هياماً بين الطِّلا والعيونِ
رُبّ لحظٍ معربدٍ وهو صاحٍ *** أوقع القلبَ في شباكِ الجفونِ
كما وصف النشيد الذي كتبه الشاعر لطفي أمان (يا بلادي) بقوله: رزق فيه جزالة اللفظ وصدق المعنى والعاطفة وهو قوله:
إقفزي من قمة الطودِ لأعلى الشهبِ
وادفعي في موكب النور مطايا السُّحُبِ
واستقلي كوكباً يزهو بأسنى موكبِ
فلقد مزّقتُ عن نفسي كثيفَ الحُجُبِ
وأما قصيدته (غريبان) فوصفها بقوله: كتبها الشاعر مكلوماً وكأنه يريد أن يظهر قوة الحجة فيها بذكر بعض الثوابت حين قال:
في غربةِ الأوطان لا سكنٌ *** والأرض لا وطنٌ لمغتربِ
أضَياعُ أوطانٍ وغائلةٌ *** للشكِّ في دينٍ بغير نبي؟!
ومناصبٌ تعلو أسرتها *** خُشُبٌ مُسنّدةٌ لكل غبي
يا طينة الإنسان لا جحدَتْ *** عيناكِ هذا الطينَ بالرُّتَبِ
وختمها بقوله:
حتى إذا ساءلتها قالت: *** نحيا بلا أُمٍّ هنا وأبِ
وفي الجزء الثاني من ديوان الشاعر لطفي يستوقف الأستاذ جبران سحاري بيتان من قصيدة (كم فتاة أحببتها؟) وهما قوله من الشعر الغنائي:
واعتنقنا من الصباباتِ دُنيا *** عطّرتها المنى فهل تذكرينا؟
أُذكري والضياءُ مُضنى يُغنّي *** أن في ناظريكِ دنيا ودينا
وقال: لقد كثر عند الشاعر لطفي جعفر أمان الحوار المسرحي وذلك واضح في قصيدته (خطيئة غريب) و(في محراب ذكرى) و(قصتها كانت معي) وغير ذلك .
ومما قال في قصيدته (خطيئة غريب):
قالت: وقد ضمّ في كفيه راحتها *** أأنتَ من ههنا أم نازحٌ وطنا؟
فقال: إن كنتُ من روما فلا عجبٌ *** أن يشهدَ النيلُ روما عانقت (عدنا)
قالت: غريبٌ إذن مثلي؟ فقال: نعم *** قالت: فتى الشرقِ أنت؟ قال: ذاك أنا


وختم الأستاذ جبران سحاري هذه الجولة النقدية والتحليلية مؤكداً خطأ الشاعر في إغراقه في المعاني الصوفية، وكانت أمسية ممتعة قامت بتغطيتها إعلامياً شبكة أخبار السعيدة .

عدد القراءات : 3390
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات
شاعر
ما شاء الله ما أروع الشعر والنقد فشكرا لمن نظم الأمسية وشكرا للناقد الأستاذ