احدث الاخبار

حــــــــكــايـــــــة الــكـــهــربــاء فـي خــطــابــات رئــيــس الــجــمــهـــورية!!

حــــــــكــايـــــــة الــكـــهــربــاء فـي خــطــابــات رئــيــس الــجــمــهـــورية!!
اخبار السعيدة - بقلم - د.علي مهيوب العسلي         التاريخ : 04-12-2012

 

في الامس القريب بُعيد تشكيل حكومة الوفاق ،كان الاخ الدكتور صالج سميع وزير الكهرباء يعرض في شاشات التلفزيون تشخيصه للمشكلات الحاصلة في الكهرباء وتوصله الى الحلول والبدائل المختلفة لحل تلك المشاكل!وقد حدد معالي الاخ الوزير مواقيت لا نجاز ما وعد به. ومرت الايام وجاءت التوقيتات التي حددها والتي صرح بها و لا شيء يتحقق من حلول بل على العكس الاوضاع ازدادت سوءا ،ورافق توقيتاته توقيتات من يريد لليمنين ان تزداد معاناتهم ، فبكل توقيت يحدده الاخ الوزير يقومون المخربون بعمل شيء ما للكهرباء ! ؛فتنطفئ الكهرباء وبالتالي يتساءل الناس عن جدوى مواعيد الاخ الوزير ، وعن أَيمان الوزير وتعهداته ،فيبدوا الامر وكأنه قد فشل ولا يستطيع تحقيق أي شيء مما وعد به ،غير أن الاخ الوزير ربما ادرك المقصد من تعمُّد إظهاره بمظهر الفاشل ، وبخاصة عندما تحولت العملية الى المناكفة الشخصية بينه وبين صالح وظهرت جليا في وسائل الاعلام والاتهامات المتبادلة كل منهما للآخر ، ففضل بعد ذلك عدم التحدث بأي شيء يعمله فتحقق الحد الأدنى من توفير الكهرباء للناس وسارت العملية على هذا النحو مع حدوث بعض التخريب من وقت لأخر!
وعندما صمت الاخ الوزير أنبرى للتحدث بهذا الشأن الاخ رئيس الجمهورية في كل مناسبة من مناسبة الوطن يخطب فيه الاخ الرئيس تجد الكهرباء في أولويات حديثه من النجاح البهر الذي تحقق في اعادة تشغيلها وتوفيرها للناس أكثر مما كان قبل تسلُّمه السلطة ، ويحشر المبادرة الخليجية والياتها التنفيذية في هذا الانجاز المعجزة ، ويوظف ما تحقق من نجاح في تشغيل التيار الكهربائي والمحافظة على الإضاءات للمواطنين بساعات تفوق اضعاف مضاعفة ما كانت في الحكم السابق !!
ولقد أشاد بحكومة الوفاق في هذا الشأن اكثر من مرة ،ودلل على نجاحها تسير دفة الحياة في الجانب والامني الذي نعرفه تماما ،ثم تأتي الشهادة الكبيرة لنجاح الحكومة في عدم انقطاع الكهرباء وهذا نجاح يحسب لحكومة الوفاق على توفيرها لهذه الخدمة المهمة التي كان توفيرها سيئاً للغاية قبل ذلك !
و الحقيقة الماثلة أمامنا أن الحكومة قد فشلت فشلا ذريعا في شتى مناحي الحياة ،وقد ثبُتَ عجزها في حل المسائل الضرورية لحياة الناس ،ولم يشعر المواطن أن أي شيء تحقق بعد ثورة الشباب الشعبية السلمية والذين لم يجدوا حتى معالجة جرحاهم ! ؛ بل ازدادت ظروف الناس سُوءا وازداد الفساد وطُبعت الحياة بالتعايش السلبي مع الفساد ورموزه!
ووراء كل حديث للأخ الرئيس عن الكهرباء وما تحقق من فروق كبيرة في توفير الكهرباء مقارنة بالماضي تأتي مصيبة جديدة فتفجر المحطات فتنطفئ الكهرباء ولساعات طويلة ترهق المواطن وتحرمه من التواصل مع العالم وما يجري فيه من احداث ،وفي كل مناسبة من مناسبة الوطن بات المواطن العادي يتمنى على الرئيس ان لا يذكر الكهرباء في خطابه مطلقاً!
إن اليمانيين يترجون من رئيسهم أن لا تكون الكهرباء كمادة للمَن والتدليل على النجاح فيما تحقق من جملة أشياء ، والتي هي في الحقيقة ما زالت دون المستوى ، وان مشكلة الكهرباء هي من المشاكل المستعصية ويفترض ان تناقش في مؤتمر الحوار الوطني كقضية استراتيجية لا تقل شئنا عن قضية الجنوب أو قضية صعدة بل قد تفوقها !
إن الكهرباء سيدي الرئيس تحتاج اولاً : إلى استعادت هيبة الدولة ومنع التخريب ،وثانياً : ونتيجة للعجز الواضح في الايفاء بما يحتاجه المواطن ،فانه على الدولة ان تستنفر الجهود وتوفير الموارد اللازمة لإنتاج المزيد والمزيد منها وفي اماكن يتحقق الآمن لهذا الانتاج عبر خطط وبرامج هادفة وتمويلات استثمارية كبيرة من أجل إحداث طفرة إيجابية في مسألة الامداد الكافي للمواطن بما يحتاجه من الكهرباء، عندها فقط يمكن ان تذكرها في خطبك ،أما الآن فلا تنفع مطلقا أن تكون مادة للتباهي بما يُوفر منها!
سيدي الرئيس وطالما والامر كذلك ،ألا يحق لنا أن نطلب منك عدم تكرر الحديث عنها في خطاباتك القادمة ، لكي تفوِّت الطريق عمن يتربص بك ويريد إفشالك في تعمد التخريب كلما جاء الحديث عنها في خطبك ،وبالتالي يؤدي ذلك بالإضرار بمصالح الناس وحياتهم المعيشية ،مما قد يدفعك الى مراضاتهم كما كان يفعل سلفك فيزداد التخريب! ؛أو توجيه القوة والجيش للتعامل معهم كما حدث مؤخراً ،وهذا يعني فتح جبهات جديدة أنت ونحن في غناء عنها وبخاصة قُبيل الحوار الوطني الذي سيكون في القريب العاجل !!
 
alasaliali@yahoo.com 
عدد القراءات : 1686
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات