احدث الاخبار

عفواً.. نوفمبر

عفواً.. نوفمبر
اخبار السعيدة - بقلم: محمد عبدالرب الصُليحي         التاريخ : 03-12-2012

 

بداية لا بعد من الاعتراف بصعوبة الكتابة لك وعنك يا نوفمبر الاستقلال والسيادة، يا ثمرة النضال، وعبير الحرية ورمز الكرامة فماذا نكتب؟ وعم نعبر؟ وماذا يمكن ان نقول؟! نبحث في قاموس اللغة عن مفردات تليق بجلالك وكبريائك، فتغيب عنا تلك المفردات لأننا غيبناك قيما ومبادئ ومثلا في واقع الحياة وضوابط السلوك، نفتش في مخزون الذاكرة عنك وعما يمكن ان نقوله ونسطره، فتخوننا الذاكرة لأنها تعرضت للطمس والتجهيل الممنهج. كل ما تحتفظ به الذاكرة هو خروج آخر جندي بريطاني من هنا، والحصول على الاستقلال ولا شيء غير ذلك، كأن يوم الثلاثين من نوفمبر حدث مقطوع الصلة بما قبله وما بعده.

اسئلة حيرى ومُحيره تتقافز في ذاكرتنا الخاوية عن مسيرة النضال التي قادت الى يوم الثلاثين من نوفمبر وعن سير المناضلين الشهداء، وشهادات المناضلين الاحياء الذين هم صناع الحدث، وكتاب التاريخ النقي. واسئلة اخرى عن معنى احتفالاتنا السنوية الشكلية بأعياد الثورة والاستقلال دون ان نتمثل اهدافها وقيمها ومثلها في واقع حياتنا وبرامجنا وتعاطينا مع واقعنا ومشكلاتنا.

إن مشكلتنا الحقيقية هي اننا قاطعنا ماضي ثورتنا بمنطلقاتها اوهدافها ورموزها ولم نعلن القطيعة مع ذلك الماضي الذي استهدفته الثورة، وضحى الثوار بأنفسهم في سبيل تغييره، ولذلك مضينا نحو المستقبل تائهين لا فناره يُرشد ولا بوصلة تقود. ذلك ما صنعته ايدينا، وجنته حماقتنا وجهلنا على الوطن والتاريخ والثورة والنضال.. فعفواً نوفمبر الاستقلال فأنت أكبر من الكلمة وأسمى من المعني واجل من الحديث.

عدد القراءات : 1805
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات