احدث الاخبار

في أعمال الشيخة اليازية بنت نهيان آل نهيان العالم واسع لكن من خلال رسالة الفنان

في أعمال  الشيخة اليازية بنت نهيان آل نهيان العالم واسع لكن من خلال رسالة الفنان
اخبار السعيدة - بقلم - ندى الهاشمي / فنانة تشكيلية وصحفية دبي         التاريخ : 24-11-2012

 

" أنا اللون

أعيش معكم

حتى في لحظات الخشوع " *

 

لو قدر لي أن ابدأ قصيدة الشعر، بعد رؤية أعمال ولوحات الفنانة التشكيلية الشيخة اليازية نهيان آل نهيان، لاستهللتها بهذا المقطع الذي شعرت بانطلاقه من خلال الشكل الذي كان صوت أعماقنا وأسئلته، وكونه جزء من هذا العالم.

هكذا تبوح أعمال الشيخة اليازية بقصائد قدمتها وهي تقول لنا بشكل إبداعي أن المشاعر والأحاسيس لوحة فنية.

فاللون في أحد وظائفه هو حالة شعورنا وطريقة نطق مشاعرنا.

وفي قراءة شعرية للوحات الفنانة نجد أن الطاقة البصرية تنهض من الإحساس بالحالة، وهذا يعني أن كلما كان انسجامنا اكبر وأعمق مع هذه الحالة كلما كان اللون نصا بصريا وشعريا في نفس الوقت.

ومثل هذه الأعمال تعالج مسألة الحرية من خلال الأثر على المتلقي، وتلك فسحة عريضة تسهم في صياغة الحلم الذي يفتح بابه للجميع وذلك ما نلمسه في مجمل تجربة الفنانة ، وفي مشاركتها في معرض إلى جانب جماعة جدار في معرضهم التاسع في مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية بدبي الذي مازال مستمرا.

الفن موقف من الحياة ذلك أمر لا شك فيه، لكن هذا الموقف يُصنع عبر الفنان والمتلقي معا ، فأن كان الأول مبدعا، فأن هذا الموقف لا يتبلور دون أن يكون المتلقي منفتحا على إبداع الأثر الناهض من بدء علاقته مع العمل الفني. فتعددية الأثر في العمل الفني دوما هي أوسع من صناعته، وذلك ما يجعل كل إبداع مساهمة في الحياة.

هذه الفلسفة هي رؤية الفنانة اليازية من خلال أعمالها، وذلك ما يجعل الفن رسالة تمس الإنسانية والقيم.

وفي قراءة – على سبيل المثال – لإحدى لوحات الفنانة وهي  لوحة المشهد الأخير 3 ومع استدراج الصورة السينمائية لتكون جزء من رسالة اللوحة نكتشف إن سعة العالم لدى الفنان لا تتعلق بالجغرافية ولا بالشكل الفني، بل وبوعي كبير في رسالته إلى هذا العالم.

إن إعادة إحياء اللغة القديمة -الهيروغليفية مثلا - في الرموز الحديثة ومنها التي ظهرت في شبكات التواصل الاجتماعي أمر لم يستقر النظر إليه من وجهة نظر الفن، لكن الجراءة في اقتحامه ينسجم مع فلسفة الفنانة إذ الإبداع هو العمل الفني الخارج عن المألوف.

في مثل هذه التجربة، لا يمكن مناقشة الإبداع باعتباره الأمر  الذي تم تبسيطه، أو النظر إلى شبكات التواصل باعتبارها انجازا تم تضخيمه، فالمنجز الفني هنا ينسجم مع إنسانيته التي تعني أن كل مساحة في هذا العالم و حتى الافتراضية منها فسحة لإطلاق جناح الفن ورسالته وبالتالي نشر الجمال والإبداع .

و إنسانية العمل الفني لدى الفنانة اليازية - وبقدر تأكيدها أن لا لوحة بدون فنان- ينسجم مع كل حالات الإنسان، فاللحظة الجمالية وهي دوما متفاوتة من شخص إلى شخص لا تصنع بدون أبداع، وبالتأكيد هي جزء من هدف الفن والفنان.

 

·       مقطع من قصيدة للشاعر مصطفى سالم

عدد القراءات : 2355
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات