احدث الاخبار

زكريا.. اخرج الآن من "محرابك" ..

زكريا.. اخرج الآن من
اخبار السعيدة - كتب - صدام الزيدي         التاريخ : 21-10-2012

*إلى المجنون زكريا الغندري..يدعى "زكريا الغندري"..شاعر من "بني سعد" مديريتنا الطالعة بعشرات المبدعين والأدباء والمتفوقين في منوالات للتداعي العلمي والأدبي.. يحمل هذا الشاعر الذي لم يبلغ الثلاثين بعد, بين جفنيه وطن من نقاء وسمو وترافة قلب بوسع التبانة..


التقيته في صنعاء الضياع والظلام والغبار والجوع والتشرد لثلاثة أيام وبعدها افتقدته وفي طريقي إلى "صحراء القلب"..
لم أبكي -في حياتي- لفراق صديقٍ تعرفت إليه فيسبوكياً إلا حينما أخذني الإسفلت الطويل في معانقة مع الرمل والبحر وأنين الجنوب..

كيف لا أكون افتقدته وقلبي دافق بالحزن والمشاعر المأهولة بنقاء الإنسان وحزن الإنسان ومواجع الإنسان.. وأي انسان / أي مبدع أنت يا زكريا الغندري..
كلما ابتعدت خطوة واحدة اقتربت الروح من ذكرى لا تعترف بالنسيان..
أقسم يا زكريا إن مثلك لا بد أن تعترضه الظروف القاهرة.. لا بد أن تراوده أغنيات القادم المتموج في خاصرة الضياع.. لا بد أن تعرفه كل الطرقات في صنعاء المنافي شالعراً يجوب المسافات لا يملك ما يهدم جبال الفاقة.. مبدع أنت يا صديقي, لكن مشكلتك ومشكلتنا جميعاً أن هؤلاء المجذوبين على العرصات من بني البشر, أعني "وجه اليمني الطاعن في الغربة والتماهي الموجع" لا يعترفون بأحد, سوى أنانية القلوب وعاهة العشيرة ومرض التشظي حقداً..
لا أستطيع أن أكمل هذه التدوينة المحاصرة بآهاتك... وأجدني مجبراً على أن أكتب اليك هذا الآن من التشرد..
يا صديقي.. "بني سعد" تفخر بك مكافحاً, ثائراً, مناضلاً, شاااعراً, منهكاً, شاااااحب المرأى؛ بديع القلب والمخيلة والرقي..

لا أستطيع أن أكتب بما يكفي لانتشالك من أكمة التوحد وبراري الغياب القسري.. فقط, أقول لك: "أيها الانسان.. كل مزهريات شارع هايل وقناديل الشارع الصنعائي المكبلة باللاضوء, لا تساوي تنهيدة واحدة ترسلها فيما تؤمل أن تخفت أرصفة الانكساح على وقع ترااااتيل التحدي والكتابة المندلعة مطراً ورقصات كائن أهدته السماء كل النبل وتشرد في الأرض -أيما تشردٍ- لأن عناوينه الآن : مفسبك من أقاصي الغياب.. أدعى -أملاً- شااااعر من اليمن"..


مجنونٌ يتحفز كل لحظة لأن تنعتق الروح ناحية اللـــــــــــــــــــــــه..

زكريا.. اخرج الآن من "محرابك" .. انها "صنعاء" لا تعترف بغير "السكارى والعرابدة والأبالسة والأباطرة ذي العمائم الداكنة" .. انها "صنعاء" فتنة التواشجية اللا ممكنة.. نعانقها قسراً فتنبذنا إلى أن يكتب الله لنا الالتئام وحمائم الطريق ساعة من نهارً توشوشه لامعات المحق الجهوي..

يا صديقي.. سأفتقدك دائماً..قل لـ "صنعاء" التي قهرتنا أمسياتها إننا في طريقنا الآن لتدمير كل نزهة من حيازات المستقبل الغامض المريع.. إننا أسرفنا في الكبرياء .. إننا "خلف كل نهدٍ يعبر الشارع, شظااااايا آدمية ونزوات ليل تناهبته متاهة ما بعد القات" قل لـ "صنعاء" ثمة هنا شاعران سيعمران الجوع بالغناء الخافت, سيهدمان الهزيمة بتواشجية الأدمغة العائمة والدهشة.. سيكتبان بداية العبور إلى "الدولة المدنية أبو صميل"..


يا صديقي.. انني فقط, أترحل مخفوراً بوجعنا.. والأغنيات التي كانت.. قذفتنا ناحية الخيبة مجدداً وجدداً, قل لـ "عابد الشرقي" إنه ما يزال قطرات من ضوء في المرأى التطلعي, كما ونحبه ونمجد قلبه الكبير".. قل لـ "الدهشة" أينا سينتصر, أينا سيلملم شتات المنفى المتجذر في الروح.. قل ل"اللواء والعميد" قاتلكما الله.. قل لهذا الشارع المنهار من بعد "جولة مارب" سنفضي بنا الى "موفمبيك القصائد المموهة باندثار الفتية".. قل لهذا الحائط الفيسبوكي... نعم.. شاعران من بني سعد.. سنعمر الأمسيات ركلاً طويلاً حتى "أدغال حزيز" لأننا خلقنا لنكتب الشعر, لا لننزل في "غرف مرتعشة" في "شارع تعز" أو ضمن "خيام الساحة" الأشبة بــ "زنازين اسفلتية" لا تقوى على "ترحيل" انكساراتنا إلى ماوراء الرقميات.!!!


*19 أكنوبر 2012

عدد القراءات : 4272
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات