احدث الاخبار

رسالة .. مَاذا بَعْد؟

رسالة ..  مَاذا بَعْد؟
اخبار السعيدة - الكاتب - سامي الأخرس*         التاريخ : 19-10-2012

أيّ حِبرٍ ينقشُ القَصائدَ

في حِيرةٍ تائه؟

هي... ووطني

مرّوا في الأمثالِ

وحَكّاوي قَصتها جَدتي

قَبل النومِ

تقرأها مع النجوم

حتى أُفولها

وكَفيها تهدهدان

على شعري نبعُ حنانْ

تفتح له وديانُ

تُمزقُ جفاف الصمتُ

وتجلس في ركنِ تبكي

رائحة الشوقِ

وتحتضن صدرَ

وطنُ في كُلّ فجرٍ

مَاذا بعدْ؟

قَد مَجَّ الليلَ

وعانقَ فراقُ

في أرواحنِا

على شواطئ غَزة

كان اللحنَ

في عقرِ دارنِا

وليلة شتاءٍ

تساقطت حباتْ الشوق

عابرة من غروبِ سحيقِ

هجرةُ حريق الاغتراب وهي

تُلملمُ صَوتها

أنشودة حبِّنا الكبير

بلوّنُ عبيرْ

ضوء عينيها

وما زال في أرجاءِ

البيت لها ركنُ

يهتزَ بصدى صوتها

وهَمس عينيها

ليلُ وصبحُ

ماذا بَعدْ؟

بادئة الصهيل ابتسامة

أنا في فلسطين

دعني أحرقُ البخور

فوق كُحلِ عينِ غزة

وربِّنا هو القديم

ننحر لأجلهِ

آثامنَّا

هديةِّ للربِ

وقربانِ للحبِ

صَدحت فجأة

هذا حبيبكَ

وما تُحبه

أتراني ارتديهِ

لكَ عروسُ

في حينِ

أم بعد حين؟

ذابت الكلّماتُ

وهَمس الحنينْ

عروسٌ في كلُّ حين وحين

مَهركْ حفنة شوق

من فلسطين

تتكحل به عذراوات

العشق

في حلقات الضبابْ

ولوّنْ عينيكِ

تائهٍ شريدْ

مَاذا بعدْ؟

مَشجونُ صوتها

الأشجْ

بحنينِ الوردِ

ورضاب البحر

تروي قصتها

مع جدتها

وأرضها التائه في روحِ

تعانق ثورة متمردة

حَرقت سفنُ عَودتها

فانجلت الشمسِ

وقالت:

تخاذلت شمائلنِا

وورثنا الألم

واندفعنَّا نحصدُ

زرع الضبابْ

في رحلةِ

الشقاءِ

من جديدِ

وجلس الصمت

على أبواب

الجنوب يودع

رقصة الشموع

ونرجسة الجبل

الحزين

ومَاذا بعدْ؟

لا زال حلمًا

يصطحبني

بعد سن الأربعين

كندى في نجوةٍ

تهفو إلى حين

مع أم المسيح " مريم"

وكحّلها النسيمُ يضني

زهرة الياسمين

في بلادِ حزينةِ

تصيح

من رخوة جدلتها

وقصورُ تشيدُ

بألمِ الشوقِ

للمحبينِ

آه ... يا كلُّ المعاني

نجومٌ بين طياتِ قلبي

تكبر طفلٌ

أصبح محروسُ

حلمًا ... عريسًا

يكتب تعزية

للحبيب

في يمِّ

على ضفاف فلسطين

 

 

*كاتب فلسطيني

13 أكتوبر( تشرين أوّل) 2012

عدد القراءات : 2057
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات