احدث الاخبار

بعد 24 ساعة.. غوّاصون ينتشلون "حسين بورجي" من أعماق حاجزٍ مائيٍ بالمحويت

بعد 24 ساعة.. غوّاصون ينتشلون
اخبار السعيدة - المحويت (اليمن) صدام الزيدي         التاريخ : 02-10-2012

من بعد غيابٍ عن مدينة المحويت دام قرابة شهرين, عاد بائع السمك, ابن مدينة باجل الساحلية رفقة عمه وعاملين آخرين يشتغلون في محل لبيع الأسماك بالمحويت, دون أن يدري /حسين عبدالله بورجي/ 17 عاماً, إن الموت سيختصر طريق العودة إلى العائلة الحبيبة في "باجل", وإلى الأبد..


انتهى "حسين" وزملاءه بما فيهم "عمّه" صاحب المحل من بيع ما بحوزتهم من أسماك في وقتٍ قياسي "يوم ونصف" ما جعلهم يغادرون "المحويت" باتجاه "باجل".. لكن المكان المطلّ على "حاجز مياه الأحجول" بمحاذاة الإسفلت, تماماً, شدهم للتوقف في فسحة قيلولةٍ على ضفاف الماء الآسر..


جميعهم "تهاميون" ويمتلكون مهارة "العوم".. نزلوا ليغسلوا ما علق بأجسادهم وأرواحهم من إرهاقٍ وتعب.. كان "حسين" يقطع "الحاجز" بشكل عرضي إلى نهاية الماء لمّا أخذ يعود "سابحاً" شوهد يطلب النجدة من سباحين كانوا في الجوار ورغم هتافات من كانوا بالخارج إلى هؤلاء, غادر "حسين" إلى الأسفل الذي يبعد بنحو 14 متراً ولم يعد ثانيةً..كانت الرابعة والربع من عصر الأحد.. تلقت غرفتا العمليات بمحافظة المحويت وإدارة الأمن العام البلاغ, وعند السابعة مساءً عثر على "سباحين" اثنين, تم توظيفهم مؤخراً لذات المهمة..وصلا إلى حيث يتوارى "بورجي" اليافع المقبل على الدنيا, في محاولةٍ لانتشال جثمان الشهيد..

لكن السباحان عادا بخيبة أمل, ومجدداً تواصلت المحافظة والأمن العام لطلب "فريق غواصين" من الحديدة..وصل الغواصون عند الثالثة من فجر الإثنين, وظلا يعومان يميناً ويساراً وهنا وهناك.. تلاشى الأمل في انتشال الغريق,, وهرع إلى المكان عند العاشرة صباحاً محافظ المحويت والأمين العام وقيادات أمنية لمتابعة المهمة ميدانياً.. وبعد طول بحث عُثر على "حسين" في الوحل, نقلوه إلى الخارج, عند الرابعة, عصراً..


أكمل "حسين بورجي" يوماً كاملاً في عناقٍ طويلٍ مع الموت, تحت الماء, تاركاً عزاءات سوداء خيمت على الأهل والأحبة في "باجل الأم" منذ النبأ الأول إلى ما وراء الفجيعة القاهرة..


"حسين" يمضي الآن مغلفاً بأدعية الرحمة وقبلات الوداع الأخير, إلى المقبرة بمسقط رأسه التهامي..


يذكر أن طالباً في الثانوية العامة قضّى في ذات الحاجز قبل عامين, بينما كان عائداً إلى قريته في "بني الشديد" ببني سعد, بعد أداءه امتحان النهائي في مدرسة بمشارف مدينة المحويت.. وغير بعيد, يحصد "حاجز زحام بمديرية الرجم" في محافظة المحويت أرواحاً جديدة بين فترة وأخرى رغم "لوحات" نصبتها السلطة المحلية تحذر من السباحة في الحاجز, وتعيش 20 أسرة على الأقل في المحويت وصنعاء ومحافظاتٍ أخرى فاجعة غرق أحد عناصرها في "سد الرجم", ويتحدث الناس, الآن, عن "حاجزٍ قاتل" ثانٍ, في ربوع المحويت الفاااااتنة.

عدد القراءات : 4838
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات