احدث الاخبار

ثقافة الحيادية

ثقافة الحيادية
اخبار السعيدة - بقلم - إلهام الحدابي         التاريخ : 19-09-2012

الحيادية كلون ليست ثرية بجمال التفاصيل، ولكنها مقنعة خصوصاً إذا رأيناها من مختلف الزوايا، والحيادية كأسلوب ليست خطوة مصمتة كما قد يظن البعض، لا، وإنما خطوة احترازية أو متيقظة من أجل أن توجه الأنظار لطرفي الصراع أياً كانا.


أحياناً ينتقدنا البعض لأننا لا نرتدي نفس نظاراتهم مع أننا نقف وهم على صعيد واحد، وكأننا طالما كنا في الثورة فعلينا أن نلعن صالح، وإن كنا مع صالح فلنشتم المعتصمين، اللغة ليست مقصلة، لنحجم بها الآخرين وأفكارهم وفق مقاساتنا نحن، علينا أن نؤمن بأن داخل بقعة الضوء التي نرى منها زوايا داكنة قد لا نفهمها حتى نحن، وبالمثل بالنسبة للطرف الآخر، قد يرى كل شيء مظلم باتجاهنا ولكن ثمة نقطة اتصال بين كل البقع الداكنة والفاتحة على حد سواء.


الحياد كطريقة للتعبير عن الواقع لها منحنيين، منحنى سلبي، وهو الذي يأخذ طابع اللامبالاة، أو التعامي عن أخطاء الطرف الذي نؤيده، أو تكريس الفكرة في اتجاه محدد مسبقاً دون التفكير الجاد حوله، وتبني هذا الأسلوب له مضار عديدة تنعكس على الفرد حيث تخلق له مرض(النظرة الضيقة)، وعلى المجتمع بأنها تعمل على تفشي نظرية(المؤامرة) وتعمل على تنفيذ مبدأ(من ليس معي فهو ضدي) على مختلف الميادين والأصعدة.


أما المنحنى الإيجابي فيساعدنا على تطبيق مفهوم(النظر من مختلف الزوايا) حيث أننا سنتجرد من التبعية الفكرية المنمطة حول قضية ما، كما سنعمل بشكل جاهد على حل تلك الإجابات التي لا تثار طالما بقينا تحت ظلال الفكر الواحد أو الطرف الواحد دون التفكير من زاوية الآخر أياً كان، وليس بضعف أن نتبصر قبل رمي الكلمة خارج أسوار اللفظ، فما قيمة الكلمة إن لم تكن رسالة! وما أبأسها عندما تصبح أداة تبرر القتل ونشر الفتن بدلاً من أن تكون وسيلة ناجعة للتخفيف من حدة المواقف المتبناة بسبب ظروف الواقع.


حتى في لغة الحياد ثمة تطرف تفرضه القضية نفسها، ولكن يبقى ميزان الإنصاف هو المعيار الذي يحرك دوافعنا ولغتنا في تلك الحالة، فثمة قضايا لا يصح فيها تنفيذ ثقافة الحياد، لأنها خلقت بلون واحد فقط فكيف نراها بألوان مختلفة! ومن تلك القضايا مثلاً قضية (الحصانة الممنوحة لصالح)، لكن ثمة قضايا خلقت بألوان شتى فلماذا ننمطها بالون الأبيض أو الأسود فقط!!!

عدد القراءات : 1603
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات