احدث الاخبار

من اجل اليمن.....

من اجل اليمن.....
اخبار السعيدة - بقلم - عارف العمري         التاريخ : 15-09-2012

دلف اليمنيون مع صبيحة يوم 21 فبراير الماضي مرحلة جديدة تختلف عن الماضي, مرحلة ميلاد الجمهورية الثالثة– إن جازت التسمية- ودخل اليمنيون تلك المرحلة وجمهوريتهم مثقلة بتركات كبيرة من الفساد, ورصيد كبير من السمعة الملطخة بالفساد لبعض كبار المسؤلين الذين تولوا مناصب قيادية أو إدارية, فهناك ملايين من الفقراء ومثلهم من العاطلين عن العمل, إضافة إلى التشظي الواضح للعيان في اللحمة الوطنية والتي كان ابرز أسبابه غياب الأمن والمناكفات السياسية التي أجادها صالح خلال سنوات حكمه.

هناك بعض من أدركوا أهمية التغيير وتكيفوا معه باعتبار التغيير سنة من سنن الله في الأرض, وعامل مهم لحفظ التوازن بين البشر, وفي المقابل فان الكثير من اليمنيين وللأسف لايزال يعيش بعقلية الماضي البغيض, عقلية الانفراد بالحكم وحب التسلط والاستبداد, وهو على أهبة الاستعداد لارتكاب اسواء الأعمال نكاية بالوطن نظراً لان هناك مصلحة فقدها, وكل من فقد مصلحة في ظل التغيير الذي شهدته اليمن كانت مصلحته غير مشروعة إطلاقاً.

لقد جاءت حكومة الوفاق كمدلول بديهي للحكمة اليمانية التي تثبت وجودها مع كل كارثة تحل بالوطن, وليس من الضروري أن يكون جميع اليمنيين حكماء, بل من المهم أن يكون هناك من يسمع صوت الحكمة للآخرين, فما يجري في بعض المناطق اليمنية يدعوا للإشفاق على هذا الوطن والمواطن الذي يكرس حياته للحصول على لقمة العيش,في الوقت الذي يسعى فيه أمراء الحرب إلى طحن الوطن والمواطن من اجل امتيازات خاصة.

أن المرحلة تتطلب من الجميع التغلب على جميع الخلافات الضيقة, والتخلي عن المطامع الشخصية, وتحويل النزاعات العدوانية والطائفية والأنانية إلى أعمال خير وتكافل وتعاون لبناء اليمن الجديد, من اجل استعادة الصدارة لليمن بين جميع بلدان المنطقة العربية والتي فقدها منذ أن ابتلي بالملكية وحب التوريث, ان الانقسامات والنزاعات الموجودة سواء في صعدة او ابين او أي مكان اخر في هذا الوطن العظيم لن تؤدى الا إلى الحروب والصراعات المستمرة التي ترفع أعداد الايتام وتفاقم مشاكل اليمنيين جميعاً.

علينا أن نتجه إلى مرحلة بناء السلام وتعزيز الشراكة الوطنية في الجنوب أو الشمال وان نتجه الى المشاركة الفاعلة في مؤتمر الحوار الوطني, والذي من خلاله نستطيع ان نتجاوز كل الخلافات والمؤامرات التي تحاك لليمن من اطراف اقليمية ودولية لاتحرص على مصلحة اليمن بقدر حرصها على مصلحتها.

اننا لسنا كائنات بلاحول ولاطول في عالم يقوم على الفوضى – بحسب تعبير رديتشارد نيكسون – بل ان لدينا الادوات اللازمة لبناء اليمن الجديد والاستقرار الاجتماعي, فمن يبدأون بالاعتداء على المواطنين في حجة او يعتدون على ابراج الكهرباء وانابيب النفط لن يفعلوا ذلك  إلا اذا اقتنعوا بأنهم سيربحون من وراء ذلك العدوان, ولن تمضي أي جماعة في خوض الحرب إلا إذا اقتنع قادتها بأنهم يستطيعون أن يحققوا أهدافهم ولو على أشلاء المغرر بهم من قليلي المعرفة وشحيحي الاطلاع.

ماذنب أبناء صعدة وحجة وهم يهجرون من ديارهم ويدفعون ضريبة القتال الدائر هناك, لقد هجرت الآلاف الأسر وتعيش أوضاع معيشية قاسية في مخيمات النازحين, وقتل المئات من الشباب الذين أصبحوا ضحية لكذبة كبراء مفادها " الموت لأمريكا " وكان حجة أصبحت ولاية أمريكية , أني أشفق على أولئك الشباب المحسوبين على الحوثي وأبنائهم يتعرضون لليتم ونسائهم يصبحن أرامل بلا عائل لهن, في الوقت الذي يعيش فيه يحيى الحوثي في أرقى فنادق ألمانيا, ويتنعم أخيه عبدالملك بعائدات الخمس التي تفرض قهراً على ابناء صعدة.

ومنذ ان اندلعت المعارك المصطنعة بين الحوثي والنظام البائد وصعدة تدفع الثمن, يقتل شبابها والمستفيد هو الحوثي, تخرب ديارها والرابح الوحيد هو الحوثي, يعطى شبابها قليل من فتات الدولارات التي تضخ بها خزائن الملالي في ايران ويتنعم الحوثي برغد العيش, فمايجري في شمال الشمال لعبة اقليمية يساق فيها ابناء صعدة الى محرقة الموت لتحقيق طموحات غير مشروعة لآية الله العظمى في ضحيان.

على شباب صعدة ان يعرفوا جيداً ان من يعتدون عليهم في حجة وعمران ودماج هم يمنيون في المقام الاول والاخير وليسوا جواسيس لأمريكا او اسرائيل, واليمنيون لن يستسلموا او يركعوا لاي شخص يريد ان يعيدهم الى حضيرة التقديس والتجيل لذاته, وهم مستعدون لدفع ارواحهم فداء لكرامتهم, وبالتالي فان مايرسمه لهم الحوثي من احلام طوباوية في السيطرة على اليمن وحكم ال البيت ضرباً من الخيال, فحكم الفرد الواحد والاسرة الواحدة قد انتهى في 26 سبتمبر 62م, وثار الشعب اليمني ضده في 3 فبراير 2011م. 

لنتجه جميعاً إلى أبناء صعدة ونمد إليهم أيدينا بالسلام والمحبة, فمن اجل اليمن عموماً وصعدة خصوصاً  يسقط عبدالملك الحوثي ويعيش المذهب الزيدي, ومن اجل اليمن القوي المستقر وداعاً للعنصرية واهلاً بالأخوة القائمة على الود والاحترام, من اجل امن واستقرار صعدة سحقاً لمشاريع الملالي وبعداً لطموحات إيران, لأجل اليمن نعم للشراكة والديمقراطية والبناء الواعد من اجل مصالح اليمن.

انني من خلال مقالي هذا ادعوا الى ثورة ضد كل من يخدم اجندة خارجية سواءا ً كان في جنوب الجنوب او في شمال الشمال, ثورة تحرر صعدة من قبضة الحوثي, وذي السفال من عنجهية محمد المنصور, ان المرحلة تتطلب ثورة ضد كل من يحلم بعودة اليمن الى مربع الجهل والفوضى والاستبداد.

 

aref734667667@gmail.com

عدد القراءات : 2362
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات