احدث الاخبار

الفتوحات الطبية

الفتوحات الطبية
اخبار السعيدة - بقلم - د . شيخه سلطان آل علي*         التاريخ : 30-08-2012

عند قراءتنا للتاريخ الاسلامي وغير ه، وكذا دراسة المعارك المختلفة على مر الأزمان ، نرى كيف كان التخطيط لتلك المعارك على اختلاف العصور، ومع تقدم وتطور الوسائل ، يختلف هذا الإعداد فكلما زاد التطور زادت قدرة الجيوش على التجهيز بأحدث  وسائل الدفاع المتنوعة وذلك لضمان تحقيق الفوز والنصر .  

 ومن ضمن تلك الخطط بل وأهمها ، هو معرفة العدو على اكمل وجه من جميع الجوانب ، فعندما ندرك قوته او ضعفه سيجعلنا ذلك اقدر على ان نشحذ انفسنا بالعتاد والعدة المناسبة لمواجهته فليس مواجهة العدو القوي كالضعيف ولا نستطيع قتل اسد بحجر مثلا فتلك وسيلة لا تناسب هذا المفترس،  فكم من معارك خاضها الانسان على مر التاريخ منها ما ربحها ومنها ما خسرها، ولكن عندما نحلل اسباب النصر والهزيمة سنرى ان الاساس كان هو عدم معرفة العدو حق معرفته او الاستهانة به وبالتالي لم يكن الاستعداد بالشكل المطلوب فكانت الهزيمة محققة.   

وكذلك هو الحال بالنسبة للمرض فهو عدو حقيقي للمريض ولكن قوته تختلف بنوعيته فمنه الشديد الفتاك ومنه الضعيف القابل للهزيمة باقل الامكانيات والطبيب هو القائد لتلك المعارك فعليه ان يخطط للمقاومة بذكاء وحرفية وذلك اولا عن طريق معرفة نوعية العدو جيدا وأي عضو يصيب ودرجة تلك الاصابة 

كما يبرز ذكاء القائد بعدم الإستهانة بأي عرض كان مهما بدا تافها او هينا، فبعض الأمور تكون مقدمات لما هو أشرس وأشد فتكا، فبعد الإلمام بكل تلك المعلومات عليه وضع خطة المقاومة وبما أننا في القرن الحادي والعشرين ، وتطور الأسلحة بلغ أعلى مراتبه فليس للقائد حجة ألا يستخدم جميع الأساليب البسيط منها والمتطور وذلك حسب نوعية العدو (المرض) ودرجة قوته    

وعليه أيضا ان يكون على علم ودراية بكيفية إستخدام تلك الأسلحة وكيفية تطويرها لتكون أشد دمارا وتأثيرا، كما يجب عليه توزيع المهام على الجنود (الأدوية والتحاليل ودور المريض في العلاج)والإستعانة بالحلفاء في أمور قد لا تسعفه إمكانيات جيشه بالقيام بها(كاستشارة أطباء في تخصصات أخرى أو الإستعانة بدراسات وعلاجات في شتى أنحاء العالم )      

وليعلم القائد بأن قيادة المعارك ليست بالأمر الهين والسهل ، ومن ثم لا يوجد في هذه الدنيا للطبيب ما هو أجمل من معركة مع مرض شرس قاتل والإنتصار عليه ، وسحقه قبل أن يفتك بالمريض ،  و يجعله يعود ادراجه مهزوما جارا اذيال الخيبة ، وألا يفكر مجددا مجرد تفكير في مواجهة هذا القائد الذكي ، الذي عرف نقاط الضعف فيه ، واعد العدة فهزمه شر هزيمة فكان النصر والشفاء دليل على مهارة هذا الطبيب القائد بإذن الله

وألتمس العذر على قسوة الموضوع ، كون الأطباء دائما في معركة مع المرض ، ولم أجد أفضل من هذا التشبيه حتى تتضح صورة ما يقوم به الأطباء من مواجهة لشتى انواع المرض ، وهنا تبرز قدرتهم على القيادة والمواجهة ، ورفع معنويات المريض ، لأنه جزء مهم بل هو الأساس في هذه الأحداث اليومية ، و تذكروا دائما أن كل معركة تنتهي بالإنتصار هي فرحة لا تقدر بثمن.
 

إخصائية طب الأسرة*

عدد القراءات : 2435
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات
بو خليفة الصباحي
موضوع شيق ونادر ومليئ بالعبارات الراقية وهذا يدل على غزارة ثقافة الدكتورة ربي يحفظها ويوفقها الى كل خير