احدث الاخبار

التمديد : خيانة الأحزاب ورئيس الوفاق وسقوط الوصاية الخارجية

التمديد : خيانة الأحزاب ورئيس الوفاق وسقوط الوصاية الخارجية
اخبار السعيدة - بقلم - إسلام صادق         التاريخ : 17-08-2012

هتفنا وهللنا وصفقنا ورقصنا في يوم تنصيبه رئيساً  لليمن وايدناه وناصرناه ورحبنا بقراراته على مضض كونها غير جذرية ومجدية للوطن .إنه زعيمنا التوافقي الرجل الوطني الجسور المشير عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية والقائد العسكري الذي عرفه اليمنيون إبان حرب 94م وعرفوه أكثر خلال أيام الثورة الشبابية السلمية ومواقفه الوطنية التي جعلها مع الوطن ومن أجل الوطن .

أطعمنها في الواحد والعشرين من فبراير ثمرت نضالنا الطويل في ساحات الحرية والتغيير وحملناه أمانة اليمنيين جميعاً -احلام الأحياء منهم وامنيات الشهداء والموتى ، تاريخ الحضارات السبأية والحميرية والحضرمية ،و ما قبل الميلاد وما بعده  .

إلا أن رئيس الجمهورية وللأسف لم يستفد من الظروف المرحلية والفرص الكثيرة لإحداث تغيير جذري ينقل السلطة سلمياً ، وفق نصوص  المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ،ولم يستغل الصلاحيات الغير عادية  والمطلقة والتأييد الشعبي والشبابي  والتحالف الكبير للقوى السياسية من أحزاب المشترك وشركاءهم المؤيدين للثورة وبين المؤتمر الشعبي العام وحلفاه في الحكم آن ذاك .

يتخذ فخامته سياسة النفس الطويل في نقل السلطة إلا ان النفس أمارة بالسوء ،ليحلم فخامته بفترة إضافية وتمديد للمرحلة الانتقالية لعام 2016 م  كما نقلة احدى الصحف الإماراتية "بأن قرار تقدمت به  الدول الراعية للمبادرة الخليجية يقضي بتمديد فترة الرئيس عبدربه منصور هادي لعامين إضافيين  لمواصلة ما أسموه "الإصلاحات "،مضيفه" إن سفراء الدول الراعية للمبادرة الخليجية عقدوا سلسلة من الاجتماعات مع الأطراف اليمنية للنظر في موضوع تمديد عامين انتقاليين للرئيس هادي.

وما يجعل الأمور ملتبسة توقيت مثل هذه الخطوات بٌعيد دعوة رئيس الوزراء محمد سالم وانتقاده في مقال للدول الراعية للمبادرة بقوله "  "وفي حين كان اليمنيون يتوقعون إجراءات حازمة من قبل رعاة المبادرة تبين أن حالة من التراخي بدأت تدب إلى دورهم، الأمر الذي شجع بقايا النظام على التمادي في ممارسة الأعمال المقوضة للتسوية السياسية، والناكثة بالالتزامات الواردة في المبادرة".ودعوته الصريحة لإستعادة الفعل الثوري والتخلي عن التسوية السياسية التي أفرغت من محتوها الفعلي. "

كانت رسالة رئيس الوزراء واضحه وصريحة وكاشفة للنية الخطيرة للدول الراعية للمبادرة والتفافها على التسوية السياسية متخليه عن عهودها في دعم اليمن وتحقيق مطالب الشعب ونقل السلطة سلمياً .

ابعد  رئيس الوزراء نفسه  من هذه الخيانة لتدور علامات الإستفهام حول القوى السياسية وبالأخص المؤيدة للثورة ،وموقفهم من مثل هذه الخطوات .

أما الرئيس عبد ربه منصور فموقفه واضح جداً من قراراته الجمهورية التي يوزعها هنا وهناك إشغالان للناس عن القرار الذي ينتظره الجميع ، في المؤسسة العسكرية ، وهذا ما يراه   السياسيين في الرئيس الانتقالي عبد ربه منصور هادي وتعمده في  ترحيل الأزمات وتقسيط حلولها وتمديد الوضع السياسي للاستفادة في فرض بقائه لفترة رئاسية قادمة بعد انتهاء المرحلة الانتقالية المحددة بسنتين والتي مضى منها نصف عام،

ويستشهد المحللين بتردد هادي في اتخاذ قرارات  بإبعاد بقايا عائلة صالح من المناصب العسكرية والمدنية رغم أن إقالتهم صارت من المسلمات التي لا يستطيع هادي أن يتراجع عنها إلا لشيء في نفسه .

ويتضح لنا جميعا ان الرئيس الذي يمسك العصى في الوسط يلعب بأطراف العصاء و يستخدم بقايا عائلة صالح كسلاح ليحتفظ بالوضع القائم حتى يتم التمديد له لفترة  رئاسية قادمة .

لكن هادي يتنسى النظرية التي اطحت بسابقه والذي طلب إمهاله لنهية الفترة الرئاسية مع
إصلاحات وتلبية لمطالب الشباب ،وانا باعتقادي أن هادي وفي الفترة التي لا زال يحظى  بتأييد  الشعب والقوى السياسية لم يحقق أي نقل فعلي للسلطة ،ولا نأمل منه في فترة انتقالية ثانية أن يحقق ما عجز عنها في الأولى ، والمؤمن لا يلدغ من الجحر مرتين  ، ولهذا شباب الثورة وشباب الأحزاب لن يكونوا في صف هادي وسيكون للثورة في هذا الحال خطين متوازيين أولهما إسقاط فلول النظام بما فيهم رئيس الوفاق وثانيهما إسقاط قيادات الأحزاب المؤيدة للتمديد  .

وربما أن أول مؤيد لثورة ما بعد الثورة رئيس الحكومة باسندوة الذي لا نشك في تأييده للحسم الثوري و قائد الفرقة والجيش المؤيد الذي نثق  أنه مؤمن  بالعمل الثوري أكثر من إيمانه بالتسوية السياسية .

islamsadq@gmail.com

عدد القراءات : 3326
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات