احدث الاخبار

جُرمٌ في تهامة !!..

جُرمٌ في تهامة !!..
اخبار السعيدة - بقلم - خالد بريه bureh2010@yahoo.com         التاريخ : 29-07-2012

أمضيتُ خمسةُ وعشرين عاماً من عمري خدمةً لهذا الوطن وكانت مكافأتي هدْمُ منزلي وتشريدي , قالها أحد الذين نُكبوا بهدم منازلهم التي تم تدميرها في قرية منظر بمحافظة الحديدة ..إن ما حدث من جريمةٍ نكراء في هذه القرية من هدم للمنازل وتشريد لساكنيها لأمرٌ جلل وجُرم لا يُسكت عنه .. فعندما يشعر الإنسان أن الإنصاف من الظالم معدوم .. وأن الرضا بالظلم والبغي هو السبيل الوحيد للعيش بسلام .. عندها فلنتوقع أن يحصل الكثير والكثير من هؤلاء المنكوبين المظلومين ..


إن الإقدام على هدم منزل إنسان بدم بارد وبأسلوب إجرامي مخيف يدل دلالة واضحة أننا نعيش على أنقاض دولة هشة يعيث فيها الثعالب فساداً وإفساداً ..


فأين الذين يتشدقون بحقوق الإنسان صباح مساء ؟ّ!..
أين هم من مأساة أقوامٍ فقدوا مساكنهم في لحظاتٍ وقد امضوا أعمارهم وأفنوا شبابهم لجمع ما يكفيهم لبناء بيت يعيشون فيه كغيرهم من البشر ؟
أين أعضاء مجلس النواب الذين لا يراهم المواطن إلا في فترة الداعية الانتخابية ثم ما يلبث أن يغيب عن أعينهم ولسان حاله : وداعاً فلا لقاء بيننا بعد اليوم .. أين هم للوقوف مع هؤلاء الذين بُددت أحلامهم بهدم منازلهم ؟!


أين أرباب القانون ليُظهروا للناس ما حكم من هدم منزلاً على إنسان أمنيته أن يحيا كريماً في أرضه ؟
أين السادة العلماء ليصرخوا في وجوه الظلمة الذين لا يرقبون في مسكينٍ إلاًّ ولا ذمة ؟
إنني أناشد كل حرٍ شريف أن يقف مع هؤلاء المساكين .. إنه من الواجب على كل حرٍّ أن يثير الرأي العام بقضيتهم لكي يعلم الجميع أن في تهامة - وليس في غزة أو حمص - تُهدم المنازل ويُطرد ساكنيها .


إن من هدم المنازل والمساكن في قرية منظر ثلة من المتنفذين الذين لا يفكرون إلا في مصالحهم ولا يُلقون للقانون أي اعتبار لأنهم لم يتربوا على احترامه في يوم من الأيام ..
إن هدْمَ البيوت والمساكن لا يتم إلا بقرار من قضاء مستقل عادل لا بقرار أحدٍ سواه .. وطالما ظل القضاء مغيباً والقانون منسياً فلنعلم أننا نحتاج إلى ثورات وثورات لنعيد الأمور لنصابها والحقوق لأصحابها .


إن تهامة التي لا تزال إلى اللحظة تعيش مسلسل النهب والعبث بأراضيها تأنُّ اليوم من هدم مساكن مواطنيها .. وكأنهم لا حق لهم في العيش الكريم .. ولهذا نناشد رئيس الجمهورية أن ينظر بعين الاعتبار لتهامة بشكل عام وان يقول كلمته في من هدمت مساكنهم بشكل خاص لأن الله لا يرضى بالظلم والبغي والطغيان .. وإن كان الفاروق عمر خشي أن يسأله الله عن بغلة عثرت في العراق فإن الله سيسألك- يا سيادة الرئيس - عن بشر سويت منازلهم بالتراب ولم يجدوا ناصراً ولا معيناً .. لتعلم أنك راعٍ وانك مسؤل عن رعيتك الذين يناشدونك بإنصافهم وإنصاف قضيتهم العادلة والقصاص ممن اعتدى على حقوقهم بشكل قمعي همجي ..

عندها سنشعر أننا قطفنا ثمرة من ثمار الثورة التي ما قامت إلا لتطيح بدولة الاستبداد وتقوض بنيان الظلم والطغيان الذي ظل شامخاً لعقود مضت .


فهل أنت فاعل ؟
ستسفر الأيام عن ذلك .

عدد القراءات : 1637
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات