احدث الاخبار

إلى السيد الجفري .. مع التحية

إلى السيد الجفري .. مع التحية
اخبار السعيدة - بقلم - أمجد عبدالمجيد amjdarab@gmail.com         التاريخ : 27-07-2012

تموج الحياة السياسية اليمنية بالكثير من الأحداث والمتناقضات.. تبرز وجوه وتختفي أخرى.. تظهر أحزاب وتغيب أحزاب أخرى.. الانتهازية السياسية هي المتسيد؛ ولا بقاء إلا ’’لمتعددي الوجوه والألوان’’..أتابع مجريات السياسة بشيء من التفصيل والدقة منذ إعلان الوحدة اليمنية 22 مايو 1990 والتعددية السياسية والصحفية؛ أو هكذا أحسب نفسي، أحلل وأقرأ ما وراء السطور لنفسي وليس مع الآخرين أو من أجل الآخرين ..

نحو 22 عاما شهدت اليمن فيها متغيرات وأحداث جسام جسام، ظهر خلالها للشعب الغث من السمين .. المزايد والمخلص.. ربما كانت تجربة ما بعد الوحدة وقبل حرب 1994 المشؤومة ؛ هي من شكّل ملامح الفترة التالية.

ولأنني هنا أخاطب الشخصية السياسية المعروفة عبدالرحمن الجفري؛ فليغفر لي القراء من المحبين للجفري والحاقدين أن غردت بما يخالف هواهم، أما هو؛ أي ’’الجفري’’ فلا أراه إلا متفهما لما أكتب ومتقبلا له, كما يُعرف عنه –وإن كنت لا أعرفه شخصيا’’ لكنني اعرفه سياسيا ومعرفيا وأخلاقيا ودينيا-

أتساءل اليوم ومع أحداث ثورتنا المباركة في الشمال والجنوب لماذا تحاول الآلة الإعلامية والسياسية التابعة لفرقاء النفوذ والمال تجاوز الجفري.. هل هو انتهازي؟ أم متآمر على الوطن؟ أم متآمر على مصالحهم الشخصية.. بعد ذلك أتساءل الجفري لماذا صوته يطل فجأة ويخفت فجأة..

دعني سيدي أقول: كنت بعد الوحدة نجما يتلألأ في سماء اليمن, واستطعت توحيد جبهة المعارضة اليمنية وقدت لواءها, كنت إلى جانب الفقيد الغالي عمر الجاوي-رحمة الله عليه-  والمخلافي والوزير والمضواحي-رحمة الله عليه- وغيرهم. واليوم أصبحت في الهامش, هامش الهامش, هل هي تصرفاتك الفردية, أم ان المستشارين غير أمناء.

في الوقت الذي كنا ننتظر حكمتك ومع أحداث ثورة 2007 و2011 كنا نؤمل في قيادة حكيمة ورؤية سليمة ولم شعث الأمة، صحيح ظهر أمين عام الحزب الذي ترأسه ’’رابطة أبناء اليمن/أو/الجنوب العربي’’ وأيد ثورة الشباب، لكنهم الشباب كانوا ينتظرونك في الميدان لتكون واحدا منهم كما كنت في عدن 1994.

دعني بعد هذا أذكرك ببعض تصريحاتك ومقابلاتك وأحاديثك الصحفية –احتفظ بجزء منها يؤكد ما أقول- ألم تكن داعية وحدة سليمة, ما الذي تغير اليوم؟ في التكتل الذي أنت طرف فيه, المنادي بالاستقلال؟! (لا أختلف معك في الفيدرالية) أما الاستقلال فعن من؟ أتذكر تصريحك في أوج حرب 94 بأن إعلان الانفصال هو عن نظام صالح وليس عن الوطن؟ ألم تكن داعية وحدة عربية وفق أسس علمية.. أليس هذا هو خطابك وخطاب الحزب الذي تتزعمه.. هل ما ورد في بيان التكتل الوطني الجنوبي الديمقراطي جاء من محض إرادة وقناعة.. إم أنها إملاءات أخرى.. صدقني حتى الآن لست مقتنعا بذلك وانها تخالف رؤيتك وقناعتك.. كيف لا؟ وأنت سليل أسرة فاضلة لم تدعو يوما إلا للوحدة والألفة والمحبة والخير وجمع الكلمة, وأنت ابن حزب كان الأول في الدعوة للوحدة وان حاول المعسكر القومي والإسلاموي واليساري تشويه صورته.

هناك الكثير من الملاحظات التي يجب أن تقف عندها وتراجع أداءك السياسي وتتخلص من مستشاري السوء. ولست بحاجة إلى أشباه السياسيين قليلي الدين والأخلاق ممن يبيعون قضاياهم بعرض من الدنيا قليل. نعم القضية اليمنية وعلى رأسها القضية الجنوبية بحاجة إلى رجال راشدين" ليس من أمثال الأحمرين والأبيضين وال وال.. هي بحاجة إلى صوت حكيم ورجل رشيد يعيد للناس أملهم في الحياة الكريمة بلا عقد ولا كراهية –هل تتذكر جدر الكراهية التي طالما كررتها- هل تعتقد أن شابا يسيل لعابه للسلطة والثروة يستطيع حل مشكلة اليمن، وهل ترى أن عسكريا شارك 33 عاما في ظلم الشعب ونهب واستباح خيراته وثرواته ورجاله ومن ثم ركب قيادة ثورة الشباب ان يسهم في حل قضية الشمال أو الجنوب، وهل ترى في شخصيات أذاقت شعب الجنوب الويلات.. شردت من شردت وقتلت وسحلت ووأدت.. ومن ثم ركبت موجة الوحدة وهرولت إليها, واليوم تهرول لإلى فك الارتباط والاستقلال وتدغدغ عواطف الجماهير بها، هل ترى فيها أي خير للجنوب. وهل يمكن لقيادات عسكرية ودينية ملطخة بدماء الشعب في الشمال والجنوب أن تبحث عن الخير والاستقرار لليمن.

هل تعتقد أن النافذين في الشمال والجنوب المستأثرين بالثروة والسلطة والطامعين فيها أن يكون على أيديهم الخلاص.

الآن وأنا أخاطبك لأعول على حكمتك ورجاحة عقلك.. ودعك من الاستثناء والإقصاء والإلغاء الذي يمارس بحقك وحزبك.. نحن نعلم من يقف وراءه.. انهم يهابوك ويخافوك لأنك تقدم مصلحة الوطن على المصالح الشخصية.. لذلك يعتبرك أولئك أنك خطر عليهم.. وعلى مصالحهم الشخصية وعلى حضورهم ، والحقيقة أنك كذلك.. صوتك المجلجل, صراحتك, أمانتك, دينك, علمك، أخلاقك، لا تسمح لك بممارسة الانتهازية السياسية.

السيد الجفري: لا أراك اليوم إلا ممتشقا سيفا ليس لك وجوادا أعرجا ودرعا صدئا, بحق الله ونبيه محمد, أخرج إلينا وأزل سوء الفهم عنا, ولا تدع المغرضين والحاقدين يشمتون بنا/بك.

نحن بحاجة إليك: في الشمال والجنوب’ وفي الشرق والغرب.

عدد القراءات : 1778
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات