احدث الاخبار

زواج تعسفي

زواج تعسفي
اخبار السعيدة - بقلم- سارة طالب السهيل         التاريخ : 26-07-2012

هل تجرؤ الفتاة على المواجهة ؟ على البوح بأفكارها ، بآرائها ، بمشاعرها ؟ هل تستطيع أن تعترف بالحب مثلاً ؟ هل يمكنها أن تقول سأتزوج فلانا ، ولن أقبل بفلان ؟ للأسف ، ونحن نعيش في الألفية الثالثة وما تشهده من دعوات تنتصر لحقوق المرأة ، فإن الكثيرمن المجتمعات تحظرعلى الفتاة حقها في التعبيرعن ذاتها وفي اختيار شريك حياتها بل وتعتبرالبوح بذلك محظوراً أو جريمة لاتغتفر .


وأنا هنا لاأحث على الانفتاح الخارق لقيمنا بما يجعل من الفتاة إنسانة غيرمبالية بالأصول والعادات والدين ، ولكنني أتساءل : إذا كانت الفتاة ملتزمة بكل الأصول والحدود الأخلاقية ، ووضع الله بقلبها حب رجل ما ، فهل يتاح لها الارتباط به وفق شرع  الله ، وكما أمرالنبي عليه الصلاة والسلام بأن يتعرف الزوج على زوجته بحضورأهلها ، وأن يروا بعضهما البعض قبل الزواج بهدف التحقق من إمكانية حدوث القبول بينهما ، واكتشاف القدرة على التواصل الفكري والاجتماعي والوجداني ، وبحيث يصبح الاقتران شيئاً مألوفاً وطبيعياً بينهما ، ودون أن تزف الفتاة إلى شخص غريب عنها ، وكأنها ذاهبة لجريمة أو مشاهدة فيلم رعب ؟! 

وللأسف فإن بعض المجتمعات العربية مازالت تزوج بناتها إلى أشخاص لم يرينهم بحياتهم وهذا ليس مخالفاً للإنسانية وحقوق المرأة فحسب ، بل للشرع والدين .


واعتقد أن من يرتكب مثل هذه الجريمة في حق ابنته فإنه غيرملتزم دينياً ولا أخلاقيا بل هو من المتعصبين قبلياً للعادات والتقاليد البالية التي نهى عنها الإسلام أصلاً ، فمن يمنع أبناءه من إتباع السلوك الاجتماعي السوي فإنه حتما سيقع في الخطأ ، وكل شيء في وضح النهار أمام أعين الأهل سيكون بعيدًا عن الريب والشك أو الأخطاء وكل ما هو مستور أو مخفى لابد أن يقود إلى الكوارث ،  ومشاكل كثيرة لاحصرلها .. فالإنسان خلقه الله من قلب وروح ودم وجسد ، وكل له وظيفته التى يجب أن تسخربالطريق الصحيح الذي خلقه الله من أجله .
لذلك لانستطيع أن نمنع القلب من الخفقان ، وأعني هنا الخفقان بالحب ، حتى لوأغلقتم بالترابيس والأقفال على بناتكم ، فسيجدن أي سبيل ليعشن هذا الخفقان حتى ولو أظهرن الالتزام بالتعليمات والقوانين الصارمة التي وضعها أهلهن . وحتى لوصرحن بغير ذلك أمام الأهل والأصحاب والجيران ، وأصررن على إبداء المظهر الذى يدل على الوقار الخداع ، حتى يرضين المجتمع والناس كقدوة حسنة . ولكنني أتساءل من الذي قرن الحب بالإسفاف والابتذال والسفه ؟


فالحب قيمة إنسانية عظيمة ، يجب أن تقترن بالشرف والالتزام والمبدأ ، وألايكون الحب مصدرا للهو واللعب بالمشاعر، وتضييع الوقت ، بل يكون هدفاً للارتباط ، والزواج وطريقاً سريعاً له حتى يلاقي الاحترام والتقدير منا جميعاً .

فكيف تتزوج فتاة بشخص لاتعرفه ، ولاتوجد أية إشارات لنجاح هذا الزواج أو  فشله ؟ إنها مشكلة كبيرة ، قادت المجتمعات العربية إلى ظاهرة ارتفاع نسب الطلاق وبالأخص بالدول التى تسيطرعليها العقلية القبلية أو الريفية . فمتى يتفهم الأهل هذا الموضوع وأهميته لسعادة أولادهم ، ولإنتاج مجتمع صحي سعيد يمكنه الإنتاج والتقدم ، بدلاً من الغرق في حل المشكلات الزوجية ، والدخول في حالات من الاكتئاب والعزوف عن العمل والإنتاج .


إن الزواج الناجح يثمر أولاداً سعداء أصحاء ناجحين ، وبالتالي ينعكس على المجتمع والوطن بأسره..فاتركوا أولادكم يختارون من سيشاركهم بقية حياتهم،فالزواج ليس زيارة واجب تقضيها سريعاً لتعود لمنزلك..فهي رحلة عمروكفاح وحب وتضحية وعطاء .

*شاعرة وكاتبة وقاصة عراقية
 alsouhail@hotmail.com

 

عدد القراءات : 2992
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات
ميثااق
عاشت ايدك