احدث الاخبار

علمني غيابك ( ج-1)

علمني غيابك ( ج-1)
اخبار السعيدة - كتب - أدونيس حسن سوريا         التاريخ : 23-07-2012

أن الوحدة لا تتجزأ وهي تصفع الحضور براحة العزلة

وأنني لم أكن أكثر من ظلك في مساء اللقاء ومن الممكن أن يشرق الفجر

ولكن دون أن تلمع حبة الندى بذهب الشروق

 

علمني غيابك ...

كيف يكون الصمت أعلى ضجة من صوت الكلام

وأن ضربة شمس الاحتمالات واقعة على رأسي بين مفارق الطرقات

قبل أن أرى رأس النخلة وهو ينحني فوق الواحات

 

 

 

علمني غيابك ...

أنني بساتين نعناع... سحبتْ رداء لونه والبهاء من وجه رائحته

أيدي المسافات

وأن السنابل لا تنحني

 

بعد أن غادرتها حبات الابتسامة من عينيك

 

 

 

علمني غيابك ...

أنني لست أكثر من شجرة بلا لون

لا يتوقف تاجها عن التسلق إلى سماء السخرية

ولا يكف جذرها عن السفر بعيداً في أرض البكاء

وأن أبقى أطرح أكثر من سؤال

 

هل سيتوقف نبضها في قلبي

وهي بلا أوراق

وهل سيأتيها الخريف

 

علمني ...

 

أنني لست أكثر من زبد من أمواجك

ترتاح الشواطئ من ثقله

عندما يجلس حضور الغياب بين صخور البعد

وعلمني كل فراغ الألوان من لونها

و خلو الوقت من عقارب الساعة

وهي تسابق الريح في السكون

 

وكيف يكون العتق من كل شيء

 

إلا من العبور إليك

على جسر الغياب

عدد القراءات : 2305
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات