احدث الاخبار

عناق إستقبال حالم باكي

عناق إستقبال حالم باكي
اخبار السعيدة - بقلم - خالد عبد الملك الشيباني         التاريخ : 20-07-2012

أنت قادم الينا – كالعادة- لكنك لستَ بذلك القادم المعتاد الذي يطرق افئدتنا ليحل علينا ضيفاً ونحن نطاطأ عنده الروؤس خجلاً وإعترافاً والماً.تحل علينا ضيفنا الغالي ونحن نتلهف شوقاً اليك ،وتعابير وقسمات وجوهنا هي لغتنا معك ،وها نحن نفرش لك الَبُسط الحمراء ترحاباً لتتربع في سويداء قلوبنا ضيفاً غالياً مقدساً.

تحط رحالك – رمضان  - هذه المرة وأنت تطلق إبتسامة رضا وفخر واعجاب بنا.

فنحن لم نعد نحن ،ولم نعد امة هزائم تثير لديك التقزز والشفقة والغضب في آن واحد .

نحن اليوم – ضيفنا – نصنع الأنسان والحضارة والحياة، لقد ركلنا الضعف والخوف والإنطواء جانباً ونهضنا  من كبوتنا لنتقدم مسافة الى الأمام ونحن نعتذر للأوطان عن طول سهاد وغيبوبة عن الحياة.

استطعنا الوصول الى صُناع الهزائم والنكبات لنزيحهم عن دروب الانطلاق ونحن نقدم جسراً من الشهداء والجرحى لنعبر مسافة الوهم والخيال التي خطها اللئام حولنا.

تحل علينا وطواغيتنا  لم يعودوا في أفياء قصورهم يسرحون ويمرحون، فلا زين للعابدين ولا مبارك ولا قذافي ولا صالح ولا بشار .

لقد أرسلناهم جميعاً  للجحيم وأضحوا مابين قتيل وشريد وسجين ومحروق معتوه يموت كل لحظة موتات وموتات ،وهاهو أخرهم يترنح  بجنون والشعب يطوقه بغضب،وإغماضة عين هي وسيسقط وأيما سقوط .

ضيفنا الغالي ، ها نحن نسجل رقماً لنا في قاموس البشرية وها نحن نخط لنا أهدافاً ننطلق منها لصناعة الحياة.

إنه الانسان العربي يفيق من اغماءات الواقع الأليم ليصنع ثورات الربيع العربي .

هي إضاءات الأمل تشع هنا وهناك ، وبشائر انتصارات نعانقها في دروب صناعة واقعِ قادم حالم .

لتهنأ بنا أخيراً رمضان ولنهنأ بك ، فنحن مازلنا في أول الطريق ، لكننا بدأنا ،ولن نعود الى غيبوبة  

الحياة مجدداً .. نحن قادمون  ..  قادمون.

 لقد إفتقدتنا البشرية طويلاً..طويلاً .

 

 

عدد القراءات : 1499
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات