احدث الاخبار

تضامنا مع باسندوة وصخر الوجيه

تضامنا مع باسندوة وصخر الوجيه
اخبار السعيدة - بقلم - محمد عبده العبسي*         التاريخ : 11-07-2012
علينا أن نختلف مع الآخرين بمروءة وشهامة. لا ينبغي الانحدار بالرأي إلى حد الإساءة المؤذية والمتناقضة مع كل قيمة نبيلة ترتقي بالإنسان وتهذبه. ولا يستقيم الحديث عن دولة مدنية ومواطنة متساوية ما لم يكن منسجما مع سلوك المرء وأفعاله على أرض الواقع. ربما تكون إحدى أهم معضلات النخبة السياسية في اليمن هي الهوة الشاسعة بين خطابها وما تدعوه إليه في الإعلام وبين ما هي عليه على الحقيقة. أنها على الدوام تحث الناس على قيم العدالة والحرية والمساواة وما أحوجها هي ذاتها إلى ذلك.

حتى الآن لا أدري ما الذي دفع الشيخ محمد بن ناجي الشايف إلى التفوه بتلك الإساءات المؤذية حتى للحجر لو قيلت له فكيف وهي موجهة لزميل له تحت قبة البرلمان. ولأنني أعرف الشايف جيدا ويعرفني هو جيدا أقول له إن أقل ما يمكن أن يقوم به -مع أنه غير كاف- أن يسارع بالاعتذار حالا عن تلك الإساءة التي صدرت عنه اليوم في مجلس النواب.

إن ما قاله الشايف اليوم لا يجرح صخر الوجيه ومحمد سالم باسندوة وحديهما فحسب، وإنما يجرحتني أنا قبلهما ويجرح أي إنسان سوي في هذا البلد. لا تصدق من سيقولون لك كذبا ونفاقا أنك "دقيتهم" وأن ما قمت به اليوم بطولة. على العكس. صدقني أنت تسيء بهذه العبارات لنفسك أكثر من إساءتك لهما.

انتقدت صخر الوجيه بقسوة، لكن بمهنية، واختلفت معه ككثيرين بشان رفع أسعار الديزل ومازلت على قناعة بكارثية قرار رفع سعر المشتقات النفطية في هذا الوقت. وقد سمعت من الزميل صخر الصنيدي أن الشيخ الشايف وزع بحماسة صورا من مقالي عن الديزل في قاعة البرلمان يوم مناقشة الموضوع. سرني جدا أن يقوم شيخ قبلي كالشايف بالاستناد والمحاججة بمقال صحفي لا حكم شيخ ضمان، وأن تكون المادة القائمة على المعلومات والأرقام الحقيقة محور الخلاف بين أعضاء المجلس وليس التمرس الحزبي والمواقف المسبقة. وقد شكرته على تفاعله مع المقال الذي للاسف لم يحول دون تطبيق قرار الحكومة. لكن عندما ينتقص الشايف عمدا أو عن دون قصد من صخر الوجيه لمجرد أنه من تهامة فإنني أنحاز تماما إلى صخر الوجيه وأتضامن معه لأنني بهذا الموقف المبدئي لا أتضامن فحسب مع صخر الوجيه وهو صديق أيضا. بل أتضامن مع احترامي لنفسي ومع قناعاتي في الإيمان بالمساواة والمواطنة المتساوية.

ذات الشيء يمكن قوله على رئيس الحكومة. انتقدت محمد سالم باسندوة -وربما أظل أنتقده لعدم اقتناعي بأدائه حتى الآن- لكن عندما تمس إنسانيته ويلمز الشايف وهو ذاته رئيس لجنة حقوق الإنسان برئيس الوزراء مطالبا فيما لا تصلح نكتة برئيس وزراء يمني لا صومالي ولا حبشي مع إجلالي الكبيرين لأي شخص ينتمي لهذين البلدين أو (مولد). في هذه اللحظة فإنني وبلا تردد أضع باسندوة في حدقة عيني وأنحاز إليه تماما وأتضامن معه. لأنني وقتها أكون قد انحزت إلى الثقافة العظيمة التي تنشد العدالة والمساواة والعدل وتنبذ العنصرية والمناطقية السامة والمدمرة للمجتمعات.

ياشيخ محمد بكل نزاهة وصدق ومحبة أقول لك أنت مخطئ. وإن كنت كما تقول وكما تحب أن تقدم نفسك دوما كشخص منفتح ويسعى لأن يكون مختلفا وأن يطور من نفسه، فعليك أن تبرهن ذلك بالتواضع واللطف والقيم المدنية. عليك الاعتذار علنا وفي الحال لصخر الوجيه وباسندوة فهذه هي البطولة والشجاعة بحق.
عدد القراءات : 2281
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات