احدث الاخبار

مقاومة الزوال

مقاومة الزوال
اخبار السعيدة - بقلم - صقر عبدالله ابوحسن*         التاريخ : 11-07-2012

يظل عنفوان الثورة في أوجه وقدرته على التغيير وممارسة الحماس الثوري بامتياز, طرز ذلك الحضور الثوري والقدرة على تجاوز مفردات الصراع , إلى مربع التحاور البناء الذي يخلق الكثير من الوعي المرحلي بأهمية وجود الأخر كجزاء مهم من العملية السياسية القائمة والحالة الثورية المعاشة, ذلك كان في الأشهر الأولى للانطلاق الثورة الشبابية... وألان على ما يبدوا اختفاء ذلك مع انفراط التلاحم الثوري, ليصل إلى مراحل تقترب من الملل والكثير من الخوف من القادم الذي ما يزال مبهماً بشكل كبير.

للأسف, لم يعد شي يوحي أن الحالة الثورية ما تزال باقية في قلوب المرابطين في ساحة التغيير , وان بقيت فهيا في مراحلها الهامشية, ساعد على تهميشها الوعي السياسي القائم أجمالاً على الولاء المطلق للفكر السياسي والحزبي وعدم الأيمان بثورية الثورة وليس حزبيتها.

ألان الذي يحصل, وببساطة , أن الثورة بدأت تتسرب إلى اتجاهات مختلفة, لنجدها فجأة تنزلق بين إتون الصراع السطحي , لتسير في بقية أهدافها مشورة الملامح والرؤى , مشوهة الوجه والضمير , مزدراة ومستضعفة وبسيطة , ويعيش أنصارها المرابطين بؤس ويأس مفرط, يصل إلى مدى اليأس إلى الشعور متنامي أن التغيير بالثورة بات آمر ضروري لبناء أيدلوجية ثورية بأدوات أكثر مدنية وأسرع مكاسب, وخلق ثورة لتساند الثورة القائمة, ثورة وقودها الفكر, اولاً.

في شارع الرباط, كان هناك العشرات من الائتلافات, وفي غرفتي المطلة على الساحة من فندق" ايون" كان يمتعني أن اشرع صباحي بمشاهدة عشرات من الخيام, والمئات من المرابطين يتقاسمون هم المستقبل,  ما أن بدأت الساحة تفقد بريقها والقها, وبدا المرابطون يتركون أماكنهم للفراغ, لم يعد المشهد حماسياً كما كان, بل صار يقترن بملامح الإسفلت الأسود, الخالي من المارة, وحدهم الحداثيون وعدد قليل من الائتلافات المدنية يقاومون الزوال, في هذا المكان من الشارع الأنيق.

تتسرب ألان, نار ترك الخيام, في  هشيم الساحة, ومساحتها المترامية الإطراف تتقلص وتقترب إلى نقطة البداية بإطراف متقطعة.

كان مشهد صديق ورفيقي في الحزب, وهو يشير بيده إلى جولة عشرين, التي أطلق عليها جولة جيفارا, مؤسفاً جدا, هنا: كان المنبر ألتصعيدي ,, هنا خيام المستقلين, هنا الاشتراكيين, وهنا كانت خيمة احد الشهداء, ذلك المكان أيضا تخلى عنها الثائرون وحملوا أمتعتهم نحو اتجاهات مختلفة, لم يدافع احد عن المكان , لكنه بشكل أدق كان خاليا منذ أشهر من ألان, فقد انعكس الملل في الحالة الثورية على ذلك المكان.

إلى متى يظل الجميع في الساحة؟ سؤال.. مفتوح لتأتي الإجابة أكثر تعدد, و ثورة أخرى تولد من رحم الشارع, البسطاء هم من يرعونها ومن يحملون على عاتقهم هم الوصول بها إلى مرحلة البلوغ, يشرع هنا سؤالاً جديد.. أن لم تصل.. ما هو التالي؟

................

*عضو المكتب التنفيذي للمجلس الإعلامي للثورة

مدير تحرير شبكة أخبار السعيدة الإخبارية

saqr770@gmail.com

عدد القراءات : 1547
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات