احدث الاخبار

الانفتاح اللغوي

الانفتاح اللغوي
اخبار السعيدة - بقلم - سارة طالب السهيل*         التاريخ : 09-07-2012
هل حقا حركة الترجمة أقوى ما هى عليه في عصرنا هذا ؟ حين نسمع أن يحيى بن خالد البرمكي أمربترجمة كتاب فى الطب ( لمنكه ) الهندي إلي اللغة العربية بالرغم من أصل البرامكة الذى يعود إلى الفرس ولكنهم لم يكتفوا بالاهتمام باللغتين العربية والفارسية .
 
بل امتدوا إلى اليونانية والهندية حيث تجلى كرم البرامكة فى كل شيء حتى امتد للثقافة  والعلم دون تعصب أوعنصرية ، فإن اقتباس العلوم من الشعوب الأخرى وتبادل الفكروالأدب ليس موضعا لاختلاف الآراء والتوجهات السياسية ، فبالرغم من كون الحملة الفرنسية على مصركانت تعتبراحتلالاً وغزوا فإن الشعب المصري الذي رفض هذه الهيمنة الفرنسية بشتى أنواعها لم يرفض التقدميات العلمية التي قدمتها فرنسا لمصرعلى صعيد اللغة والكتابة والآثاروغيرها .
 
وبما أن اللغة المنطوقة والمكتوبة هي أداة التخاطب وتبادل الأفكار والآراء فسيتعذرتواصل الأمم أمام عائق اللغات المختلفة وهنا يكون دورالمترجمين ممن أجادوا وأتقنوا اللغات الأجنبية أن يكونوا أداة لربط الشعوب بعضها البعض..حيث يقول بعض المؤرخين إن الملكة كليوباترا السابعة كانت تتقن سبع لغات على الأقل من بينها المصرية والعبرية والآرامية والفارسية.
 
ومن أهم الترجمات التى حدثت في التاريخ هي ترجمة الهيروغليفية أوبالمعنى الأصح فك رموز حجررشيد ، هذا الحجرالذى كشف سرالحضارة المصرية القديمة وأضاف الكثيرإلى التاريخ وحل الألغاز..حيث كان اللوح على نفس النص مكتوباً بثلاث لغات : الهيروغليفية واليونانية القديمة والديموطيقية التى نشأت عن الهيروغليفية ، فشامبليون الفرنسى الذي أتقن اليونانية والقبطية والعبرية والكلدانية والعربية والسريانية والفارسية والبابلية هومن فك رموز حجررشيد .
 
أما في هذا الزمن فنجد الكثيرين ممن يتقنون اللغات الأجنبية لكن قليلاً منهم يسعى لترجمة الكتب القديمة. ونجد أن الترجمة تكاد تكون محصورة بين اللغة الإنجليزية والفرنسية متناسين أن أكثراللغات نطقا بالعالم هي الإسبانية وأن اللغة الصينية ستكون في القريب من أهم لغات العالم وأن هناك بعض الدول بالرغم من صغرحجمها وقلة عدد ناطقي لغتها إلاأننا بحاجة للتواصل معها كالإيطالية لغة الفنانين والمبدعين .
 
*شاعرة وكاتبة وقاصة عراقية
عدد القراءات : 1897
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات