احدث الاخبار

الرجل المثالى

الرجل المثالى
اخبار السعيدة - بقلم - سارة طالب السهيل*         التاريخ : 26-06-2012
لم يسأل الرجل نفسه قط كيف تنظرالمرأة له ؟! كيف تقيمه ؟ كيف تحبه ؟ متى يكون الفارس المقدام بنظرها ؟ ومتى ينزل عن هذا الفرس ؟  ويصبح مرثية الفروسية ؟ لم يحاول الرجل معرفة من هو الرجل المثالي الذى تطمح المرأة إلى احتوائه بروحها ، فقد جرت العادة بأن نقول ونشعر ونناقش كيف تكون المرأة جميلة بعين الرجل ؟ وبماذا تجذب الرجل وتحافظ عليه ؟ وكيف تحتويه وترضيه ؟  وتجد الكثير من المطبوعات ما يناقش صفات المرأة المثالية وماذا يحب الرجل بامرأته ، وكيف يريدها أن تكون ؟
ولكن النساء كما عهدناهن أقل حظاً من حظ الرجل بكثير، وأنا أعتقد بأنهن من ظلمن أنفسهن بأيديهن ، لأنه كما يقال ( لايضيع حق وراءه مطالب ) .. وليس مطالباً فقط بل أسلوب المطالبة والدفاع والمرافعة ، فالشرف والذكاء والصدق والقوة مفتاح النجاح والوصول إلى الحقوق ، وحقوقها من الحرية والفكر والعلم والعمل وتقرير المصير وغيرها ، حيث إن بعض النساء اعتقدن أن الحقوق هي العري والإسفاف والانفتاح الزائد ، ونسين أن هذه هي العبودية وليست الحرية ، ولذلك بقين بالعبودية ولم يحصلن على حقوقهن . ولو أفترضنا أن النساء وصلن إلى حقوقهن ، وأصبحن يناقشن ويطالبن بمقاييس معينة لفارس أحلامهن .. فما الصفات والمؤهلات التي من الممكن أن يطلبنها ؟
وبما أن الموضوع موضوع مقياس وميزان يختلف من امرأة لإمرأة كما هو الحال بالنسبة لنظرة الرجل للمرأة ، لأن لكل امرأة رجلاً مثالياً يناسبها هى دون النساء ولأن لكل رجل امرأة بعينها يشعرمعها بالحب والدفء والطمأنينة دون كل النساء . فالموضوع هنا يكون صعب حصره ، ولكن لو أخذنا أعم الصفات وأكثرها تداولاً وتردداً بين النساء لوجدنا أول كلمة هى : الرجولة .. نعم الرجولة أهم مابالرجل ، فهي اختصارلكل المعانى الجميلة .. فالرجولة حب ، وقوة ، وشجاعة ،  وإقدام ، وعطاء ، وتضحية ، وحنان ، ولين ، وفروسية ، وشهامة ، وموقف ومبدأ ،  وخلق ، والكثير والكثير . حيث قالت الشاعرة سلامة : ​
وهــــو كالليــــث إذا مــــا  ​عــــد أصحـــاب الــــــدروع
يقــذف الأبطــال ضــربــاً     ​في مـضـــــى ورجــــــــــوع
وقول سهية :​
     مـن يكـرم الضيـف فـى أرضـه ​  ومــن للمـنـــــادى إذا مــا زعـــــــق
  لقد صرت مــن بعــده فـى ضنـا     وقلبـي لأجـل الـفــراق احتـــــرق
 
حتى صفاته الشكلية تريدها المرأة مقترنة بالرجولة ، بمظهره ولباسه ، حتى صوته .. ولكن هل استطاعت النساء التعبيرعن آرائهن طوال السنين الماضية ؟
اعتقد أن المرأة اليوم أكثر جرأة عن القرن التاسع عشر وبدايات التسعينيات ،  ولكنها كانت جريئة جدًا في العصورالقديمة ما قبل الإسلام وصدره حيث قوة شخصيتها كانت واضحة جداً بالأخبار والأشعار التي وصلتنا ، حيث كانت تعلن المرأة حبها أو كرهها للرجل ، أن تحارب أهلها وعشيرتها علنا لتتزوج بالشخص الذي احبته ، ناهيك عن لقاءات الحب والسمر في البادية ، وعند بئرالمياه ، وتحت ضوء القمر .
فما كانت تخشى المرأة وصف حبيبها بأبيات من الغزل ، مثال على ذلك :
قول بثينة بنت حبا ، صاحبة جميل ، وقصتها مشهورة :
إن سلوى عن جميل  لساعة            من الدهر ماحانـت ولاحان حينها
 سواء علينا يا جميل بـن معمر​إذا مـت - بأساء الحيـاة وليـنـها
وكما قالت الشاعرة جيداء لسيف الدولة الحمداني :
لك أن تـمنـع الجفــون هجوعاً       ​ولنـا أن نمسـح فيهـا الـدـموعا
  يا بديع الجمال أبدعت بالصد​         كما في هـواك صـرت بديـعاً
المرأة لاتحب نقيضها كما يزعمون ، بل المرأة تحب من يشابهها بصفاتها وفكرها ومشاعرها وتطلعاتها وطموحاتها ، لدرجة أننى ألاحظ أن المرأة تبحث عن من يشابهها شكلاً بالإضافة إلى المنطق والأسلوب ، حتى بهواياته ومهنته ومواهبه ، فبنظرها تكون الحياة أسهل وأجلًّ، فهى لاتحتاج للكثيرمن الشرح والإقناع ليفهمها ، فالحياة لاتستحق أن نضيعها بمحاولة تغييرالآخرين ، بل بالاستمتاع بكل لحظة بين الشريكين . 
ولعلي بمقالي القادم اناقش سر النجاح و التلاق و اسباب التنافر بين الزوجين
 
 
*شاعرة وكاتبة وقاصة عراقية
عدد القراءات : 2749
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات