احدث الاخبار

الشيخ منقارة للوطن القطرية :تيار «المستقبل» يستجلب الأزمة السورية

الشيخ منقارة للوطن القطرية :تيار «المستقبل» يستجلب الأزمة السورية
اخبار السعيدة - طرابلس - لبنان - حوار نورما أبو زيد خوند         التاريخ : 19-06-2012

 اتهم المنسق العام لجبهة العمل الإسلامي، الشيخ هاشم منقارة، تيار «المستقبل» والأحزاب التي تدور في فلكه بالعمل على استجلاب الأزمة السورية إلى لبنان، معتبراً أن الفوضى بنظرهم هي «مقدمة لدعم الحراك في سوريا ولإسقاط الحكومة ومعها الرئيس نجيب ميقاتي وكل مشاريعه السياسية والإنمائية».

 

ووجّه الشيخ منقارة في حوار مع الوطن سهامه إلى «فرع المعلومات» متهماً إياه بالعمل على إيقاد الصراع بين منطقتي باب التبانة وجبل محسن بغطاء من قيادات سياسية، شارحاً أن رئيس الفرع العقيد وسام الحسن «أعطى الضوء الأخضر لذلك» وأن عناصر من الفرع «تتحرك سواء في حرق المحال التجارية أو في توجيه المسلحين أو حتى في تمويلهم بالذخيرة والسلاح».

 

وفي مقابل اتهامه لعناصر من «فرع المعلومات» بأعمال ميليشياوية، حيَّد نفسه عن اتهام المدير العام لقوى الأمن الداخلي بالضلوع بالأمر، كما فعل النائب والوزير السابق سليمان فرنجية من خلال قوله إنه لا يعرف مدى صلة ريفي بما يجري وبأنه لا يعرف ما إذا كان الجهاز كاملاً قد اتخذ قراراً بما يجري «ولكن ما أعرفه هو أن بعض الشخصيات المنتمية لهذا الجهاز هي التي تحرّك الشارع وتعطي الناس الذخيرة».

 

ورأى الشيخ منقارة أن القول بأن «فرع المعلومات» يقود بطريقة غير مباشرة معركة إخراج الجيش اللبناني من شمال لبنان من خلال دعمه للمسلحين الذين يرفعون سلاحهم بوجهه «فيه شيء من المصداقية والصحة لأن الجيش اللبناني يصح فيه قول أحرجوه فأخرجوه».

 

وفي سياق متصل، شدَّد منقارة على أن «الجيش اللبناني هو المؤسسة الضامنة لأمن واستقرار لبنان»، واعتبر أن من المهم جداً أن تخرج طاولة الحوار بغطاء سياسي كامل له «لأن الغطاء السياسي وحده يستطيع أن يفقد السلاح المنتشر قوته».

 

وفي الإطار عينه، نفى الشيخ منقارة تركز ضاحية شمالية في مقابل الضاحية الجنوبية، واعتبر أن الكلام عن هذا الأمر «ليس واقعياً ولا يعدو كونه استفزازاً ومماثلة للأمور في غير محلها»، شارحاً عدم توافر مقومات قيام ضاحية شمالية، وفي ما يأتي نص الحوار:

 

_ ما هو مبرّر وجود سلاح الشمال الذي غيَّر الخريطة اللبنانية بوجهيها الأمني والسياسي؟

 

- ما يجرى اليوم في الشمال وفي طرابلس بشكل خاص له ارتباطات فعلية وحقيقية مع ما يُجرى من حراك في سوريا، وبمعنى آخر هناك تقاطعٌ بين ما يُجرى من حراك في سوريا وما يُجرى عندنا.

 

_ هل ما تقوله فضيلتك يعني أن سوريا تصدِّر أزمتها إلى لبنان أم أن أطرافاً لبنانية تستجلب الأزمة السورية إلى عقر دارها؟

 

- سوريا لا تصدِّر أزمتها إلى لبنان، إنما الذي حصل هو أن هناك أطرافاً لبنانية ارتبطت بالحراك السوري، واليوم هناك مجموعات مسلحة في الشمال عموماً وفي طرابلس خصوصاً لها ارتباطات بـ «الجيش السوري الحر»، وقد ربطت هذه الأطراف لبنان بالأزمة السورية بشكل أو بآخر لأن مشروعها وجد له بيئة حاضنة.

 

_ هل تقصد أن تيار «المستقبل» يعمل بالتعاون مع الأحزاب التي تدور في فلكه على استجلاب الأزمة السورية إلى لبنان؟

 

- هذا الأمر لا شك فيه. لا شك أن الأزمة السورية تُستجلب إلى لبنان من خلال هذه التيارات ومن خلال بعض السياسيين المعروفين الذين يجعلون من أنفسهم غطاءً، ولذلك ما يُجرى الآن في لبنان مرتبطٌ بما يُجرى في سوريا. من حق الشعب السوري أن يطالب بحريته وكرامته، ولكن هذا الحراك المسلح المدعوم من أميركا وأوروبا ومن الدول العربية المرتبطة بهما لهو حراك مشبوه لن يحقق للشعب السوري إلا جزءاً صغيراً مما يريده من حرية وكرامة.

 

_ ما مصلحة تيار «المستقبل» والتيارات التي تدور في فلكه بإثارة البلبلة في شمال لبنان؟

 

- هناك ملفٌ شائك ٌيحمل كل أدوات الفتنة كملف صراع باب التبانة– جبل محسن، وهناك أجهزة تعمل على إيقاد هذا الصراع حسب المراد والظروف، وهذا الأمر يتم بغطاء من قيادات سياسية راغبة في إشعال هذه الأزمة؛ لكي تتمكن من طرح أمور معينة على الطاولة. مطلوب أن تكون الفوضى مقدمة لدعم الحراك في سوريا ولإسقاط الحكومة ولإشعار الناس بأن هناك جهات تهددهم بأمنهم ودمائهم ومالهم على أن يكون هذا التخويف مقدمة لدفعهم إلى المطالبة بإسقاط الحكومة. هناك جهة سياسية معنية بأمن وسلامة الناس، وهناك جهة تضرب أمن الناس وسلامتهم لإرساء معالم سياسية جديدة.

 

_ اتهمت آنفاً جهازاً أمنياً بالعمل على تحريك الصراع على محور باب التبانة- جبل محسن.. هل تلاقي بذلك سليمان فرنجية بقوله إن قوى الأمن تنظم مجموعات عسكرية للقتال في الزواريب ومديرها العام اللواء أشرف ريفي «يتفرعن» بعدما لم يجد من يضع له حداً؟

 

- هناك نوعٌ من التجانس بين موقفينا، ولكنني لا أعرف مدى صلة اللواء أشرف ريفي بهذا الموضوع..

 

_ (مقاطعة) مَنْ هو الجهاز الذي تتحدث عنه؟

 

- في الحقيقة أنا أعرف أن هناك شخصيات معروفة تنتمي إلى «فرع المعلومات» بالذات وتتحرك بشكل أو بآخر سواء في حرق المحال التجارية المملوكة من أبناء وطننا وأخوتنا وجيراننا من الطوائف الأخرى، خصوصاً من الطائفة العلوية أو في توجيه المسلحين في كيفية الصدام أو حتى في قضية تمويلهم بالذخيرة والسلاح وسوى ذلك، وكل ذلك معروف وتراه الناس، وأنا لا آتي بجديد الآن. فإذا سألت الذين يقومون بالمعارك عن مصدر ذخيرتهم يقولون من فلان وفلان.. وفلان وفلان على ارتباط بـ «فرع المعلومات»، ويضيفون أن المساعدات التي تأتيهم من فلان وفلان هي بشكل شخصي ولكن هذا غير صحيح. هناك ذخيرة تصل إلى المسلحين في طرابلس بشكل غير محدود. طلقة الكلاشينكوف ثمنها حوالي 1.5 دولار أميركي، فكيف يمكن لنا أن نصدّق أن إنساناً فقيراً يطلق 30 طلقة في ظرف دقيقة واحدة من ماله الخاص، والسؤال: من أين يأتي بالمال لهذه الذخيرة؟! فقذيفة الـ B 7 التي وصل ثمنها إلى 1200 دولار أميركي يطلقونها في الهواء، ولذلك نقول إن المسلحين يحصلون على دعم حقيقي وتصلنا معلومات أن هناك من المعروفين بتبعيتهم لـ «فرع المعلومات» من يمدون هؤلاء الناس بهذا السلاح وبهذه الذخيرة.

 

_ ولكن هناك من سيفسّر كلام فضيلتك على أن «فرع المعلومات» يخوض معركة إخراج الجيش اللبناني من شمال لبنان أو معركة استهداف الجيش اللبناني في شمال لبنان؟

 

- ليس بالضرورة ولكن الجيش اللبناني يُحرج..

 

_ (مقاطعة) إذا كان «فرع المعلومات» يدعم المجموعات المسلحة التي توجه سلاحها إلى الجيش اللبناني من ضمن الذين توجه إليهم سلاحها.. ألا تكون الخلاصة أن «فرع المعلومات» يخوض بطريقة غير مباشرة معركة ضد الجيش اللبناني في طرابلس؟

 

- هذا الكلام فيه شيء من المصداقية والصحة؛ لأن الجيش اللبناني يصح فيه قول أحرجوه فأخرجوه. لقد اُحرج الجيش اللبناني في هذا الموضوع، ولكن أنا أقول أن كل ما جرى ويُجرى هو مظلة لمشروع سياسي كبير متعدد الأهداف تمده عدة دول كبرى تخطط له، وهذا المشروع فيه الأصول وفيه الفروع، والمجموعات المسلحة في طرابلس تسير بهذا المشروع إلى أقصى حد، وتظن بعض القيادات السياسية في البلد أنها بهذا الخرق الأمني تؤمن لنفسها فرصة لإسقاط الحكومة ومعها إسقاط الرئيس نجيب ميقاتي وكل مشاريعه السياسية والإنمائية في مدينته.

 

_ تتحدث عن معمعة كبيرة في طرابلس وتعتبر أن «فرع المعلومات» يقف خلفها..

 

- أنا لا أستطيع أن أعرف ما إذا كان الجهاز كاملاً قد اتخذ قراراً بما يُجرى، ولكن ما أعرفه هو أن بعض الشخصيات المنتمية لهذا الجهاز هي التي تحرك الشارع وتعطي الناس الذخيرة.

 

_ هل تقصد العقيد وسام الحسن كونه ابن طرابلس؟

 

- وسام الحسن على ما يبدو أعطى الضوء الأخضر بشكل أو بآخر، وربما سليمان فرنجية يملك معلومات أكثر مني، ولكن الأمور كما أراها على أرض الواقع تقول إن أفراداً يتبعون لهذا الجهاز يقومون بتسخين الأمور على الأرض.

 

_ الشيخ السلفي عمر بكري فستق تحدَّث مؤخراً عن تركز ضاحية شمالية في مقابل الضاحية الجنوبية.. إلى أي حد هذا الكلام يحاكي الواقع؟

 

- هذا الكلام ليس واقعياً ولا يعدو كونه استفزازاً كلامياً ومماثلة للأمور في غير محلها.

 

_ ألا تقول فضيلتك الشيء ونقيضه؟ لقد تحدثت آنفاً عن أسلحة ثقيلة بأيدي الشماليين وعن عمليات حرق لمحال تجارية.. فما الذي ينقص طرابلس لإعلانها ضاحية شمالية خارجة عن إرادة الدولة وسلطتها؟

 

- هذا الأمر لن نقبل به بأي طريقة من الطرق؛ لأن الحديث عن ضاحية شمالية في مقابل ضاحية جنوبية يُراد منه الفتنة، ونحن ضد هذه الفتنة بكل أشكالها بالمطلق، ولن نقبل بمشاريع هؤلاء الناس الذين ينادون بالفتنة ولا بأدوات الفتنة. لقد قال (عمر بكري فستق) هذا الكلام وهذا رأيه، وهذا شأنه، ولكن ليس هناك من ضاحية شمالية مقابل الضاحية الجنوبية وليس هناك أصلاً من مقومات لهذه الضاحية، ونحن جميعاً في طرابلس متفقون على ألا يكون هذا المثال عندنا ولا بأي طريقة من الطرق حتى أن بعض السياسيين الذين يؤمنون غطاءً للمسلحين لا يمكن أن يقبلوا علناً بهذا الموضوع.

 

_ إذن ما تفسيرك لتآلف الدولة اللبنانية مع ما يُجرى في الشمال ومضيها بكف يد الجيش اللبناني وسكوتها عن انتشار السلاح ووقوفها موقف المتفرج على عمليات الخطف.. هل التآلف تعبير عن عجز الدولة؟

 

- الدولة ليست عاجزة إنما هناك رأفة بالبلد وبالناس. لا يستطيع الجيش أن يلجأ إلى كم هائل من عمليات التدمير والقتل أو الدخول في اقتحامات معينة، والحل السياسي مقدَّمٌ على الحل العسكري في هذه الأمور. لقد تم استخدام السلاح المنتشر بشكل كثيف في غير محله وبناء على إشارات من بعض السياسيين، ولكن الجيش لن يدخل في صراع لأن الصراع أصلاً ممسوكٌ. الصراع برأيي ليس منفلتاً، إذ بالرغم من الانتشار الكثيف للسلاح نجد أن التواصل بين السياسيين كفيلٌ بإطفاء الحرائق وتهدئة الأمور.

 

_ ولكن ألا تعتقد فضيلتك أن الأحداث الأخيرة أثبتت أن مَن يملك قرار الحرب والسلم في طرابلس هو المجموعات المسلحة التي ظهرت وكأنها دون مرجعية قادرة على التحكم بها؟

 

- هذا الأمر ليس دقيقاً. الأمور تنفلت عندما يترك الحبل على غاربه وتصبح ممسوكة مع شد الحبل. أغلب الناس الذين يحملون السلاح هم من الفقراء.

 

_ معظم التحليلات السياسية تقول إن جميع الأطراف في طرابلس تملك مجموعات مسلحة في المدينة بدءاً من تيار «المستقبل» مروراً برئيس الحكومة، نجيب ميقاتي، ورئيس الحكومة السابق، عمر كرامي، وصولاً إلى كل طرف يتعاطى السياسة في المدينة، ويثار أن أكثر طرف لديه مسلحون هو تيار «المستقبل»..

 

- (مقاطعاً) تيار «المستقبل» هو أضعف طرف في المدينة..

 

_ (مقاطعة) ولكن الضعف يعني أنه لم يدخل في لعبة السلاح.

 

- دخل «المستقبل» في لعبة السلاح وإنما من خلال جهاز يتحرك على الأرض له ارتباطات فعلية به، وهذا الجهاز هو طرف قوي، أما تيار «المستقبل» كتيار سياسي وحزبي فهو ضعيف على الأرض وقوته الوحيدة تكمن في استعانته بهذا الجهاز.

 

_ هل توافق الذين يقولون إننا أمام «شمالستان» غير معلنة في طرابلس وعكار؟

 

- كلا، وما أقوله هو أن هناك بعض المجموعات الإسلامية التي كانت متصدرة بعض القضايا مثل قضية السجناء الإسلاميين. صحيح إنهم يملكون بعض السلاح ولكنهم لا يرتقون إلى مستوى ضاحية شمالية موازية للضاحية الجنوبية.

 

_ «حزب الله» يقول إن هناك مَن يعمد إلى نشر السلاح في الشمال حتى يُصار فيما بعد إلى مقايضة سلاح الشمال بسلاح المقاومة.. إلى أي حد هذا الأمر يحاكي الواقع؟

- أصبحت أحداث طرابلس مقدمة للكلام عن سلاح المقاومة، وهذا يندرج ضمن المشروع الكبير الذي يُخطّط لهذه المنطقة. هناك سلاح مقابل سلاح، نحمل السلاح هنا مقابل السلاح الآخر وعندما يتم نزع السلاح الآخر ننزع السلاح الموجود هنا، علماً بأن السلاح الذي لا يوجّه ضمن مشروع لقتال إسرائيل هو سلاح مشبوه، وكل سلاح لا يوجَّه للدفاع عن قضية فلسطين وبيت المقدس هو سلاح مشبوه وسلاح فتنة وسلاح غير مقاوم.

_ هل يعني كلامك أن سلاح طرابلس هو سلاح مشبوه؟

 

- البعض منه مشبوه، وهنا لا يغيب عن بالنا أبداً أنه لو قام الذين يحتضنون ويدعمون المجموعات المسلحة اليوم باحتضان المقاومة الفلسطينية ودعمها لربما كنا وصلنا إلى تحرير بقية أرضنا وإلى إعادة اللاجئين إلى أرضهم.

 

* تنعقد طاولة الحوار تحت مظلة رئيس الجمهورية وأحد بنودها سلاح المدن. هل ستنجح الدولة في سحب سلاح الشمال فيما لو توصل المؤتمرون إلى آلية لسحبه؟

 

- القضية تتجاوز قضية سحب السلاح. القضية قضية مبدأ وإيجاد حلول سياسية وغطاء سياسياً لوجود الجيش اللبناني في طرابلس والشمال. ما جرى ويُجرى في طرابلس مدعوم من أجهزة استخباراتية خارجية تملك القدرة على الحراك الفتنوي ولولا وجود الجيش اللبناني في طرابلس لكانت الأمور أسوأ بكثير ممّا هي عليه، ولهذا أقول إن وجود الجيش مع غطاء سياسي هو مقدمة حقيقية للاطمئنان.

 

_ هل تعتبر أن الغطاء السياسي مؤمنٌ للجيش اللبناني؟

 

- جزئياً نعم. القضية ليست قضية سحب سلاح لأن السلاح لن يُسحب، ولكن القضية هي قضية اتفاق سياسي، وهناك اتفاقٌ ضمني بين كل القوى الأساسية لمنع الصدام.

 

_ أي أن الأهم هو أن تخرج طاولة الحوار بغطاء سياسي كامل للجيش اللبناني؟

 

- صحيح والغطاء السياسي وحده يستطيع أن يحمي البلد وأن يدعم الأمن ويفقد السلاح المنتشر قوته. الجيش اللبناني هو المؤسسة الضامنة لأمن واستقرار هذا البلد..

 

­­­­­­

Minqara _alwatan_alqatariya_19-6-2012_34_thum.jpg

عدد القراءات : 2177
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات