احدث الاخبار

المرأة المثالية

المرأة المثالية
اخبار السعيدة - بقلم - سارة طالب السهيل*         التاريخ : 13-06-2012

 قرأنا الكثيرمن الشعروالكتب والمقالات التى تتحدث عن المرأة المثالية ، وسمعنا الكثيرمن الأغنيات التى تصف وتتغنى بتلك المرأة ، فمنهم من وصف جمال الشكل والقد والشعر . كقول الشاعر ذي الرمة :

بيضاء صفراء قد تنازعها           لونان من فضة ومن ذهب

ومن الشعراء من غاص فى بحورها روحانياً ، وأشاد بأحاسيسها ومشاعرها ، وخلقها ونسبها . كقول الشاعر :

مغيـرية كالبـدر سنـة وجهها                    لها حب ذاك وعرض مهذب

من الخفرات البيض لم تلق ريبه

                  مطهرة الأثواب والعرض وافر

وعن كل مكروه من الأمر زاجر

                   ولم يستملها عن تقى الله شاعر

 

ومن الشعراء من آثر قوة المرأة وشخصيتها الشديدة ، بل إن بعضهم أحب فيها ضعفها وهوانها وانكسارها أمام عنفوان الرجل .. ومن هذا نستنتج أنه لاتوجد امرأة مثالية ، بل توجد امرأة مثالية لرجل معين بذاته ، فكل رجل له ذوقه ومزاجه الخاص يتصور به امرأته وحلم حياته وقمر لياليه وفارسة أحلامه . ولايمكن ذكر المرأة والحديث عنها دون ذكر الشاعرالكبيرالذى كتب في كل شيء ، ولكنه تخصص في المرأة إلى أن أصبح يوصف بأنه شاعر وحبيب كل النساء ـ الشاعر نزارقبانى ، والذي نظم الكثيرمن الشعر يتغزل بالمرأة ، إلا أننى أذكرقصيدة قال فيها :

                    أشهد ألا إمرأة أتقنت اللعبة إلا أنت .

وأنا طبعاً أوافقه وأشاركه الرأي .. بأن الحب والزواج والتعامل مع الرجل ماهو إلا لعبة خطيرة تستوجب الاتقان والخبرة والفن والتفنن ، وهذا لايعنى « لاسمح الله» كذباً أو خداعاً أو مراوغة لا ، بل يعني صدق المشاعر والإحساس والطيبة والحنان والعطاء والتضحية ولكن لدوام نجاح العلاقة مع الرجل يجب أن تشعرالمرأة دوما بأنها في لعبة أو مسابقة كلعبة شطرنج مثلاً ، ويجب أن تنتهي بفوزها ، بل وتفوقها . فبذكائها تشغل نارالحب وتؤجج  الأشواق ، حتى ولو بعد عشرين عاما من الزواج .. ليس فقط بمظهرها وجمالها ونظافتها ورقتها ، لأنه بالرغم من أهمية ذلك فإن هذه الصفات أصبحت متوافرة بكثيرمن النساء في هذا العصر، بل بجمال الروح وعبقرية العطاء والتفنن ، فالتعامل هو الأهم بأن تعرف :

متى تخضع ؟ ويكون خضوعها كبرياء وانتصار .

ومتى تترفع ؟ ويكون ترفعها دلالا واقتدار.

ومتى تسكت ؟ وفي سكوتها كل المعاني .

ومتى تتكلم ؟ وكلامها لحن وأغان .

ومتى تصبر ؟ ومتى تتسرع ؟ ومتى تقف ؟ ومتى تضحك ؟ ومتى تبكي ؟ ومتى

تغضب ومتى ومتى ؟

فكل شىء مباح إذا كان فى مكانه ووقته الصحيح .

وكما قال أيضًا شاعرنا المحبوب نزار قبانى في نفس القصيدة :

                 تحرقني ، تغرقني ، تشعلني ، تطفئني ..،

    فكل هذا مباح ومحبب ، ولكن كيف ومتى ؟

حتى الاحتلال حيث يقول :

               تحتل نفسي أطول احتلال وأجمل احتلال .

لأن الرجل إن لم يجد من تقوم باحتلاله فسوف يظل يبحث عن النساء حتى يجد من  تحتل قلبه ووجدانه وعقله وفكره ، ليشعر معها بالاستقرار والراحة بعد تعب الحل والترحال .

ويكشف لنا الشاعرالرقيق صفات محبوبته المثالية حيث قال :

أيتها : الشفافة اللماحة العادلة الجميلة .

أيتها : الشهية البهية الدائمة الطفولة .

وهكذا يكون قد جمع كل الصفات من الجمال والذكاء والطيبة والصفاء والجاذبية والبراءة ، وهى صفات يندر اجتماعها في امرأة واحدة كامرأة الشاعر نزار قبانى :

أما خالد بن صفوان : فقد أراد الزواج فطلب من الخاطبة أن تبحث له عن امرأة .. بكر كثيب أو ثيب كبكر، حلوة من قريب ، فخمة من بعيد ، كانت فى نعمة ، فأصابتها فاقة ، فمعها أدب النعمة ، وذل الحاجة ، فإذا اجتمعنا كنا أهل دنيا وإذا افترقنا كنا أهل آخرة .

حقا صفات رائعة ، ولكنها نادرة ولن يجدها بسهولة ، ولكنني اتسائل: من الرجل المثالي بعين المرأة ؟ فهل سأل الرجل نفسه هذا السؤال ؟

 

 

*شاعرة وكاتبة وقاصة عراقية

 alsouhail@hotmail.com

عدد القراءات : 3579
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات
عهدى موافى
أجمل مافيكى مش صورتك الحلوة ولا ابتسامتك الطعمه ولا احساس بأنك أخت وصديقة أجمل مافيكى أنك حلم وأمل وشمس بكره وبعده انتى عمر جاى وأحلى ذكرى انتى عراق ودجله ورشيد و بصره وكوت وعماره انتى جامع وجامعه وشط و حضارة انتى طفل اتبعث من وسط شعب اندهس طالع وشايل شمعه نورها خلى الصب