احدث الاخبار

وزارة التأليم ويوم من معلم

وزارة التأليم ويوم من معلم
اخبار السعيدة - بقلم:عبدالعزيز العرشاني         التاريخ : 12-06-2012

ما سأذكره ليس من نسج الخيال أو سمعت بها نقلاً عن قيل وقال كما ليست كل الأساليب والوسائل القمعية بل البعض, وتتسع الأمثلة والنماذج وتتغير بتغير الزمان والمكان ويبقى الفعل الإجرامي واليد الآثمة لتعاملهم الراقي نحوي ونحو غيري من التربويين ممن أبتلاه الله وسلك مهنة المتاعب وكلها تهدف لكسر وتركيع وإذلال المعلم والتعليم باعتبارهما من الكماليات وحاجة زائدة لا مبرر لها لسان حالهم يقول (المعلم والتعليم الذي يأتي مِنّهْ الريح سده وأستريح) حتى أصبحت قوانين حمورابي أخف وطأة من قانونهم وتعاملهم ونظامهم.

أن تعمل في سلك التعليم فهو تفرد ونعمة كونها مهنة الأنبياء والرسل إلا في اليمن فهي عقوبة ومحنة واسمحوا لي أن أقول أن في وزارة التأليم يتم التعامل بالاستهداف والممايزة بعد التصنيف ضمن حزب أو فئة.. ليس اشتباه أو ظن أو عقدة المؤامرة لدي لكنه واقع مر عانى منه الكل فالتربوي لا يحق لي ما يحق للآخرين فحرمت وغيري مثلي ولعقود من أبسط مقومات المواطنة والوظيفة العامة من مساواة وعدالة وترقية حتى أصبحت أمامهم وفي نظرهم هندي أحمر أو زنجي يعمل لدى السيد الأبيض أو مواطن درجة ثالثة, ومن خلال قانون الغاب وفي ظل عدالة سيفهم المصلت تفننوا في تعذيبي بدأ من إيقاف راتبي وبدون سبب ووجه حق مبررين بالقول بعد معاملتي لإطلاق الراتب - حدث خطأ غير مقصود- ويعود الغير مقصود إلى إيقاف راتبي مرة بعد أخرى وكأن الآلة الصماء المتمثلة في الحاسوب لا تستسيغ أسمي أو أنه حجر عثرة أمام كشف الراتب وسابقا كان أمين الصندوق المحسوب ضمن فرسان الحاكم يجمع النقود البالية والممزقة من فئة الخمسين والمائة ريال ليعطيها كراتب لي بينما شلة فرسان الحزب الحاكم لهم النقود الجديدة من فئة الألف والخمس مائة ريال وفي أحيان كثيرة يكون راتبي ناقصا بفعل طول يد أمين الصندوق فإن لم أحصي راتبي في ذاك الوقت فقد تضيع النقود المنقوصة ولا أمل في استعادتها, وقبل كل هذا يوقف راتبي بدعوى أن المدير منعه من صرفه لي وعلى أن أراجع المدير الغائب الذي قد يمتد غيابه ليومين أو ثلاثة بالرغم من أن الأخير لم يوقفه ولكن هذا الفعل يروق له وهذا حالي سابقا وفي كل شهر.. أنا المغلوب على أمري ممنوع من تدريس المراحل الإعدادية ناهيك عن الثانوية حتى لا أمسخ عقول النشء بأفكاري كمعارض مُلقِيّن بي في الصفوف الأولى للمرحلة الأساسية بالرغم من تخصصي بحكم شهادتي الجامعية.. وفي ثورات غضب المدير أو وكيله قد يمد يده على مدرس باللطم وخاصة من يحس منهم الضعف والسلمية.. وحافظة الدوام تتسع لغيري ويضيق بها أسمي فخانة الحضور والانصراف تكاد لا تخلو من التأكيس بالرغم من وجودي.. وكتسلية بي يظل المدير أو وكيله يتقاذفني من فصل إلى أخر بمبرر تغطية حصص وإكمال النصاب.

في نهاية الدوام ويكون الوقت بعد الظهر أخرج من المدرسة (بالأصح السجن فهو معتقل مصغر يدار بطريقة بوليسية) شارد الذهن ورجلاي تكاد لا تحملاني وبالكاد أسمع أبواق السيارات المنبهة لي عن جنوحي نحو الطريق الإسفلتي وسباب السائقين لي يخترق أذني ظنا منهم أني أريد الانتحار بإلقاء نفسي أمام السيارات المسرعة غير عارفين أني استنفدت حواسي وطاقتي في معركتي اليومية التي لا تنتهي.. ألج الحافلة وألقي بنفسي على أقرب كرسي مهدود الحيل وأدخل في حالة سبات أو شبه غيبوبة أمام عيني غشاوة سوداء والطنين يكاد يمزق أذني وصوتي شاحب أسعل بين الفينة والأخرى.. من يرى حالي يسوءا ظنه بي حتى أني أسمع البعض من الركاب يهمس لنفسه أو لمن بجواره أبسر الحبوب ما بتفعل بهم! وآخر يقول ملابيق في وضح النهار! خلال هذا أتحاشى النظر للكل أو الحديث فطاقتي نفذت ولا أستطيع حتى الإشارة ناهيك عن الكلام والدفاع عن نفسي.

بعد كل هذا أسئل وزير التعليم ماذا صنعت لي ولغيري من المعذبين؟ لي في سلك التأليم عقدين من الزمن! وحتى الآن لاحس بأي تغيير ولو طفيف المسه سواء في وضع التعليم أو المتعلم والمعلم أو حتى في يومي التعليمي ينقذني وينتشلني مما أنا فيه ويرمي لي طوق نجاة فهل يظل الوضع كما هو عليه وخوفي أن يؤثر الوضع فيك ويضع بصمته عليك بدل أن تؤثر فيه أنت وتضع بصمتك عليه.

عدد القراءات : 1829
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات