احدث الاخبار

فلسفة قادمة

فلسفة قادمة
اخبار السعيدة - بقلم - رياض صريم*         التاريخ : 10-06-2012
أن يكون هناك ما يمارس طقوس الحكاية الجميلة في زمن اللاعودة فهو فلسفة قائمة لصراع أقل دموية ووعي بماهية النتائج الحتمية التي قد يعاني منها الجميع في ظل التغاضي المتبلد للواقع ..وما أجمل أن يكون للقيم والمبادئ وطن يعيش بداخلنا كي نعمر به الوطن الذي نعيش فيه وهذا بحد ذاته هو الحياة التي يمكن لنا أن نصارع دخانها لنكون الأفضل ونترك بصمات الفرح والجمال على صدرها لنزين التاريخ بالأجمل ..

في ظل التراكمات الغريزية التي تلتهم الإنسان منذ ولادته ولكونها فطرية فيه فقد أصبح من اللازم علينا أن نعي ونبحث ونعرف طرق وسبل التحكم بها وكيفية إدارتها حتى نتمكن من صياغة مستقبل أكثر إشر اقاً على الأقل للأجيال القادمة من بعدنا ..

ماذا يمكن للفوضى أن تصنع غير العبث والتشتت نحو اللاشيء الذي يهوي بالفكر والثقافة والحضارة والتاريخ نحو النهاية لتصبح الحياة مجرد ممر قابل للردم والقطع في أي لحظة نمر بها .. إذ لابد لنا أن نصنع فلسفة قادمة لحياة جديدة نصنعها بفكر أكثر رقي وإشراق يحمل في طياته أمل متجدد ومستقبل أروع ..

ليس هناك ما يمكن قراءته فالواقع يشرح نفسه ويطرح كل التناقضات والحلول في ذات اللحظة أمامنا علنا وعسانا نؤمن بأن هناك ما هو أفضل ، إلا أن البرمجة التي تعود عليها العقل حتى تحجر تقف دون أن نسير إلى المقدمة ، لهذا وقفنا في نهاية القافلة نتصارع حول مشروعية التآلف والتعايش مع بعضنا البعض حتى تلاشت معالم المدنية والإنسانية التي خلقنا من أجلها .

ما زلت أتذكر أقوال غاندي السلمية الرائعة التي يقول فيها : "إن الفرق بين ما نفعله وما نحن قادرون على فعله يمكن أن يحل معظم مشاكل العالم" ، وكذلك مقولته المشهورة (ليس هناك طريق إلى السلام ، بل السلام هو الطريق) .

إذا فالسلام هو الفلسفة التي يجب أن نعمل بها لتكون فلسفتنا لحياة أفضل تقودنا نحو مستقبل قائم على الحب والتعاون والإخاء والصدق والعمل ، هذه الفلسفة ليست مجرد حكاية عابرة بل هي تاريخ بحد ذاتها أثبتت جدارتها على مر العصور إلا أن العبثيات النفسية والسيكولوجية والإيديولوجية التي عاصرها الإنسان على هذا الكوكب جعلت من عقليته خليط من الغرائز والسلبيات الواجب علينا مصارعتها في الوقت الحاضر حتى تتمكن الأجيال القادمة من تجاوزها ..

هل بإمكان العقلية البشرية الحاضرة أن تعيش هذه الفلسفة البسيطة ليس بالضرورة أن تكون متكاملة المهم هو أن نستشعرها عندها بإمكاننا التعايش بها .. لهذا وذاك أطرح رحال الكتابة في شواطئ السلام المنشود ولابد بأنه سيكون لنا توجه نحوه لأننا بحاجة إليه فعلاً ..

* رئيس مؤسسة الأجيال للتنمية – ذمار
عدد القراءات : 2074
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات