احدث الاخبار

خسائر ما بعد الربيع العربي

خسائر ما بعد الربيع العربي
اخبار السعيدة - بقلم - رشاد الشرعبي         التاريخ : 06-06-2012

عقب صدور الحكم على الرئيس المصري السابق حسني, لفت انتباهي خبر يفيد بأن تكاليف تجهيزات استقباله بغرفة العناية الفائقة في مستشفى السجن بلغت 5 ملايين جنيه.وهناك طائرة خاصة تقله من وإلى المحكمة وأطقم طبية على مستوى مهني عالٍ تهتم وتتابع حالته الصحية, وظروف احتجاز استثنائية (إيجابية) ترافقه بسجنه وتكاليفها ملايين الجنيهات من خزينة الدولة وأموال الشعب المصري.

حقوقياً وقانونياً وقبل ذلك دينياً, يتوجب توفير الرعاية الصحية اللازمة لمبارك كأي إنسان وليس فقط أي مصري, لكن المشكلة في استمرار تكبيد الخزينة العامة لبلده خسائر باهظة جراء ذلك ولا نعلم حجم خسائر أخرى يتسبب بها الآخرون, نجلاه ووزير داخليته ومساعدوه وصديقه حسين سالم.

كل ذلك رغم أن مبارك والعادلي ومساعديه كانوا لا يوفرون القليل جدا منها, ولا يكبدون خزينة بلدهم, التي نهبوها 3 عقود, خسائر مماثلة للسجناء السياسيين بذات السجن وغيره، سواء كانوا إخوان مسلمين أو يساريين وقوميين أو ليبراليين وكتاباً ومثقفين وغيرهم.

الأمر لا يتوقف عند ذلك, فهناك أرقام كبيرة كتكاليف للقاعة التي أعلن منها الحكم بالسجن المؤبد لمبارك والعادلي وبراءة الآخرين, مع استنفار 20 ألف جندي لحمايتها, غير المصابين باشتباكات الغاضبين من الأحكام المخففة وأنصاره.

ويعلم الله وحده حجم الخسائر التي ستلحق مصر وخزينتها في قادم الايام لرعاية رئيسها السابق صحياً وحمايته أمنياً ونظر الطعون وقضايا أخرى ضده وحاشيته.

بالمعايير المادية, البعض منا يقول إن إزاحة رئيس سابق في بلدان الربيع العربي بطرق أخرى كما حدث في تونس وليبيا واليمن, كان أوفر ولم يكلف خزائن تلك البلدان, بعد الازاحة, بالاصرار على العدالة مثلما يحدث في مصر مع استمرار شعور الضحايا وأقاربهم والقوى الثورية والمصريين جميعاً بعدم تحقق العدالة وتدليل مبارك ونجليه وحاشيته بأحكام براءة أو مخففة.

مع رفضي القاطع لخيار الليبيين بالخلاص من زعيمهم السابق معمر القذافي بتلك الطريقة البشعة واللا إنسانية,
لقد كانت تونس هي النموذج الأفضل في الخلاص بعد أن كان لها الفرادة والتميز في انطلاق شرارة ثورات الربيع العربي وإن لازال الكثيرون يطالبون بتسليم بن علي لمحاكمته, وأرى أن الله كفى التونسيين شر الخسائر والرعاية والحماية ونفقات المحاكمة .

ففي اليمن, فإن ما كنا سنخسره مقابل محاكمة المتهمين بارتكاب جرائم ضد المتظاهرين والمعتصمين سلمياً, ها نحن نخسره في تكاليف الاعتداءات على أبراج وخطوط نقل التيار الكهربائي من مأرب إلى صنعاء وما يترتب على تفجيرات أنابيب النفط في صافر والغاز في شبوة وأنواع أخرى من الأمور المتسببة بالخسائر العامة والخاصة..

ما يتعلق بموضوع الحماية, هناك إلى الآن أكثر من 30 لواء تابعاً للحرس والقوات الخاصة وغالبية قوات الأمن المركزي وشرطة النجدة وجهاز الأمن القومي تعمل على حماية بقايا النظام السابق بمختلف الصور وشتى الأشكال والطرق والأساليب .

وباختصار, فلا الطريقة اليمنية وما فيها من حكمة وتدخل خارجي أفادت خزينتنا وأوقفت خسائرنا , ولا الطريقة المصرية أثمرت ووفرت على الخزينة العامة .

حسم الأشقاء الليبيون أمرهم على طريقتهم رغم رفضنا لها, وفعل رئيس تونس السابق بشعبه خيراً بفراره إلى جوارنا, ويعلم الله كيف سيزيح إخواننا في سوريا طبيب العيون وأركان نظامه وكيف سيخلصون منه, فيما يبدو أننا وأشقاءنا المصريين سنظل نحصي خسائرنا لسنوات أخرى من أجل خاطر عيون «من تم إزاحتهم».

شكر
لم يحظ مقال كتبته بالإهتمام كشأن مقالي الأسبوع الماضي عن «عدم مسئولية حزب الاصلاح عن تصرفات وتصريحات منتسبيه قيادات عليا أو سفلى, وضرورة محاسبته على قرارات مؤسساته ومواقف هيئاته».

وأشكر من تواصلوا مؤيدين لمضمونه, وهم كثيرون, خاصة الاصلاحيين, أو من عاتبوا بأدب على ذكري لأسماء بعينها.

لكن عتبي على من علقوا في المواقع الالكترونية و الفيسبوك, وهم قليلون جداً مقارنة بالمؤيدين, والذين توزعوا مابين من اعتبروني (بأسماء مستعارة) شيطاناً رجيماً تطاول على مقدسات دينية ورموز ثورية, وآخرين يرون الاصلاح شيطاناً يريدون رؤيته بحسب قناعاتهم المسبقة و«لا يعجبهم عجب ولا الصيام في رجب».

عدد القراءات : 1767
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات