دعهم يحصدون الندامة!
الوطن لا يزالُ يئنُ تحت ضربات عبثهم وغيهم واسفافهم وتطاولهم وعنجهيتهم وصلفهم..ولكن الى متى؟ ألا يكفي ناس هذا الوطن ، ما يعانونه ويتجشمون معاناته ، بفعل منغصات عديدة ، قد لا تبدأ بالتسبب في قطع التيار الكهربائي ، عن مدننا واحيانا الفقيرة..
ولكنها تنتهي بزرع بوادر الفتنة ونشر الرعب والارهاب والقتل والتنكيل ، واستباحة دماء الابرياء ، في اكثر من بقعة ومساحة جغرافية ، ضمن الخارطة ، لما بعد الاعلان عن يوم 22 مايو 90م الاغر الذي فرحنا ببزوغ فجره ، ولكنا أسفنا وندمنا ، ان حلمنا -حتى اللحظة- لم يكتمل بعد ، رغم مرور حوالي 23 عاما!
ليس عيبا ، ولا اعتسافا للحقيقة ، ان اكدتُ –هنا- ان علينا كمثقفين وحاملي مشعل التنوير ، ان نصارح الجميع ، وبدون (رتوش) ولا مساحيق تجميل !
وان ندلو بدلونا ، ونستعرض همنا الذي -اصلا - ينبعُ ، من الهمِّ الوطني العام ، ونكون اكثر شجاعة ، في الطرح وشفافية "المكاشفة" لقضايا الامة ، بعيداً عن "مقصات" الرقيب التي كانت تتربّصُ بنا ، في فترات سابقة.. لمجرد محاولتنا ، البوح ، بمكنونات ، ما نعانيه ، تحت سقف الوطن الذي هو (ملكٌ للجميع)- كما كانوا يرددون-!
وطننا –يا جماعة- بحاجةٍ الى "مبضع" جراح ماهر ، وقبله الى صحوة ضمائر!
وليعلم (العناديون) و(المكابرون) ان الندامة هي حصادهم ، مهما حاولوا التنكر، انهم براء مما نعانيه ونكابده!
سمعنا بالامس القريب ، عن جهود حثيثة وحريصة ، على ابعاد الوطن ، عن كل ما يسيء الى سمعته ، بين الشعوب والامم..
وان تلك الجهود لا تزالُ مرهونة بتكاتف وتعاون والتفاف كلِّ (الغيورين) على تلك السمعة..
وهنا لا بدَّ لي ، ان اضع الجميع -سلطة ومعارضة وقوى مجتمعية مدنية اخرى- تحت مجهر الحقيقة المُرَّة ، ان (الاصدقاء) القادمون ، من وراء البحار والمحيطات الذين يمدون ايديهم لانتشالنا ، مما نعانيه ، لا يعملون ذلك ل(سواد) عيوننا او طيب (خاطرنا) بل هناك (اجندات) مرسومة للمنطقة عموما ، وينبغي ان نتأنى كثيرا ، قبل اتخاذ اي قرار (...)!
وعودة الى صلب و(صميم) الموضوع ، اقولُ ؛ إن "من يَزْرَعُ العِلْقََمَ لا يحصدُ به عِنَبا" وان النَّدامَة -لا شكَّ- ستكون مصيراً محتوماً ، لكلٍّ يد ، تلطخت بوحل (العمالة) للذات.. او لما هو ابعد من (الذات) –احيانا-!
دعونا بشيءٍ من التروي والعقلانية ، ان ننصت الى (انات) البطون الجائعة ، ونتفرغ لبناء وطن جديد.. وكفى عبثا في اوقاتكم (الضائعة) -يا من نتطلع ونرجوا ، ان تكونوا قد وعيتم الدرس جيداً-
وللحديث بقية إن شاء الله تعالى
صنعاء 14/5/2012