إشهار مجموعة فِتيةُ التراث بثانوية تريم للبنين
في يومٍ جميلٍ ومُشرقٍ بالتفاؤل والخير، ورغم صعوبة الأوضاع التي تمر بها بلادنا غير أنّ هناك جمعية تأبى أن تتوقف عن أداء مهمتها وهدفها المرسوم قيد أنملة.. فلا وقت لديها تضيعه دون أن تغرس بذرةً هنا أو فسيلة هناك ..تلك هي الجمعية اليمنية للتاريخ وحماية التراث والتي تتخذُ من قصر الكاف (عشة) مقراً لها -وكما عودتنا- هي مستمرةٌ في أنشطتها وفعالياتها التي تفاجئنا بها من حين لآخر.. ولطالما حملت على عاتقها همّ الحفاظ على الموروث الحضاري والأثري ووسائل التوعية به نتابع هنا في هذا التقرير حلقة من حلقات مسلسل العطاء.. فبتوفيق الله وفي ظهر يومنا هذا الاثنين 16 جمادى الثانية 1433هـ الموافق 7 مايو 2012م قامت الجمعية وبالتنسيق مع إدارة التربية والتعليم بحضور الأستاذ عبدالقادر عطاس الكاف رئيس قسم الأنشطة بمكتب التربية بمديرية تريم، وبحضور الأستاذ أحمد محفوظ بارفيد مدير ثانوية تريم للبنين والأستاذ صبري حميد باصبيح وكيل الثانوية، والأستاذ سالم باسدس أمين المكتبة والأستاذ منير سالم بازهير وعدد من الأساتذة بالثانوية بإشهار (مجموعةِ فتية التراث) بثانوية تريم للبنين كفرعٍ ورافدٍ للجمعية اليمنية للتاريخ وحماية التراث .
وهذه بادرة طيبةمن الجمعية وسبق وأن أقامت مثلها حيث أسست مجموعة (فتيات التراث بثانوية تريم للبنات) ومن خلال تلك النجاحات في مجموعة فتيات التراث جاء تطبيقها اليوم في ثانوية البنين لتكتمل ألوان الصورة ..
بدأت هذه الحفلة بكلمة مدير الثانوية الأستاذ أحمد بارفيد وأشاد به بدور الجمعية والقائمين عليها وبكافة الأنشطة والفعاليات والدعم الذي تقدمة الجمعية للثانوية من حينٍ إلى آخر. ومن ثم كلمة لأمين عام الجمعية الأستاذ خالد باغوث وشكرَ فيها إدارة الثانوية على تقبّلهم لفكرة مجموعة (فتية التراث) حتى يحصل نوع من التبادل المثمر في إحياء تراث بلدنا وحمل همّ الحفاظ عليه .. كما قال الاستاذ باغوث في كلمته بوضع مقترح وهي مسابقة علمية في البحث العلمي بحيث يُقدِّم مجموعة من الطلابُ بحوثاً عن مدينة تريم في زوايا متعددة وتقوم الجمعية بتقديم جوائز لأفضل ثلاثة أبحاث ..
ومن ثم كانت كلمة مسوؤل الأنشطة بالجمعية الأستاذ صبري عفيف حيث كرّر الشكر لإدارة الثانوية بقبولها لهذه الفكرة وتعاونها ووعد بعقد المزيد من الأنشطة بجهد متبادل بين الجمعية والثانوية .. وختام هذه الكلمات كانت كملة الأستاذ منير بازهير وهو حلقة الوصل مستقبلا في هذه الأنشطة بين الجمعية والثانوية وقام باستعراض أسماء هذه المجموعة حيث تم اختيار الطالب علي صالح بافضل رئيساً لهذه لمجموعة فتية التراث، والطالب حماد صالح جميل نائبا له.
وقامت الجمعية في هذا الحفل والإشهار بتقديم مجموعة من الكتب القيّمة في الجانب التاريخي والأدبي والتعريف بمكانة تريم وحضرموت عبر مدى التاريخ، وكل ما من شأنه بعث روح الهمّ والتوعية والمسؤولية في قلوب الطلاب المنتخبين لهذه المجموعة وعن طريقهم يتم نشرُ وغرسُ هذا الهمّ في زملائهم سوى بالمدرسة أو خارجها .
كما قدمّت الجمعية أيضا مبلغا مادياً مساهَمةً منها في تنمية مثل هذه الأنشطة وتطويرها والتي من شأنها أن تبني أُسُساً مهمةً في الحفاظ على التراث الذي تزخر به مدينتنا الغنّاء والتوعية به.
ومن ثم اصطحب الأستاذ أحمد بارفيد والأستاذ سالم باسدس الحضور في زيارة للمكتبة والتعريف بها، وكذا إلى حديقة الطالب وهي مجاورة للمكتبة وهي المشورع الذي تعتزم الثانوية بتهيأته وجعله حديقة جميلة تزوّدها بالمظلات والكراسي والمناخ المناسب لخلق جوٍ مناسب للقراءة وتشجيع الطلاب على القراءة والبحث العلمي ، وتم الوعد من مكتب التربية بتجهيز المكتبة والحديقة المذكورة في قابل الأيام .
حضر هذا اللقاء عن الجمعية اليمنية للتاريخ وحماية التراث الأستاذ خالد سعيد باغوث الأمين العام ، والأستاذ صبري هادي عفيف مسؤول الأنشطة، والأستاذ مراد رمضان صبيح المسؤول الإعلامي بالجمعية .. في حين غاب عنه جسدياً رئيس الجمعية الأستاذ محمد بن عبدالله الجنيد نظرا لوجوده خارج الوطن ، غير أنه كان حاضرا بهمّته وروحه السخية، وما هذا الإشهار وتحقيقه في هذا اليوم إلا بإلحاح ومتابعات حثيثة منه، فهو وإن غاب في الصور الملتقطة فهو حاضر بجهده وفكره وتشجيعه في صُورٍ ستبقى حيّة في قلوبنا ومحفورة في سجل الإنجازات على مدى التاريخ.
| مراد صبيح جميل ورائع أن تقام مثل هذه الجهود الطيبة في الغناء تريم |