جمال بن عمر رجل السلام ؟؟؟؟
حقيقتاً كان الدور الأكبر في نزع فتيل الأزمة وإخراج اليمن من محنته يرجع إلى دكتور السلام الرجل الفاضل جمال بن عمر الذي دخل التاريخ من أوسع أبوابة وما بذله من جهود كبيرة في إنجاح واستقرار الأمن والتقريب بين الإطراف بحنكته وصبره على جميع الأطراف.
أيضاً كان الدور الأكبر الثاني الذي لعبته لجنة التهدئة التي كنت أنا عضواً في لجنة التهدئة من بداية الإحداث وكذا دور اللجنة العسكرية التي أكملت ونفذت المبادرة وتحقيقها على أرض الواقع وذلك لتحقيق الأمن والاستقرار في اليمن.
ففي البداية لتلك الأحداث التي شهدتها اليمن سعت لجنة التهدئة برأسه اللواء غالب مطهر القمش ومن معه للتحاور مع الإطراف السياسية وبالتواصل المستمر في أخراج المسلحون من متاريسهم وخنادقهم من أماكن الصراع الدار بينهما..فكانت لجنة التهدئة ناجحة بكل المقاييس في التهدئة للأمور وللحفاظ على المواطنين ودماء الناس التي تسفك من أي طرفاً كان.
وقد تدخلت لجنة التهدئة في العديد من المواقف والأزمات التي كانت تحدث .. حيث قامت بواجبها مع لجنة الوساطة التي تم استهدافها في منزل الشيخ عبدا لله بن حسين الأحمر بالحصبة.. وهناك خطوات ايجابية حققتها لجنة التهدئة ونجاحات كبيرة كان دوري كعضواً في تلك اللجنة أن نقوم بالتدخل الفوري عند حدوث أي اختراقات لأي إطلاق نار يحدث فنقوم بعملية التهدئة وإلزام الطرف الآخر بالتوقف.
فأن لجنة الوساطة قد تعرضت لخطاً كبيراً وفادحاً من الطرف المرسل لها وذلك في ضربها واستهدافها أثناء تأدية عملها في منزل الشيخ الأحمر فكان هذا بمثابة عيباً أسوداً وتجاوزاً للخطوط الحمراء.. ورغم كل ذلك فقد استمرت لجنة التهدئة بتهدئة الوضع من أن يتشعب وتتوسع دائرة الصراعات في اليمن.. كما إن هناك الفضل الكبير في التجاوب مع اللجنة العسكرية وبشكلا واضح وشفاف يرجع إلى الشيخ صادق عبدالله الأحمر الذي خضع لكل المطالب التي طالبت بها اللجنة العسكرية من أنصاره ونفذها بالحرف الواحد وذلك لأجل اليمن الجديد وللحفاظ عن الأمن والاستقرار باليمن.
بعد ذلك جاءت المبادرة الخليجية وجاء معها رجل السلام جمال بن عمر الذي قام يدروا كبيراً وتردد مراراً وتكراراً وبصدر واسع .. فكان ناجحاً في كل حوارته ووساطته فهو أكبر رجل قدم خدمة لليمن واليمنيون وذلك باستطاعته بصيانة وحفظ دماء الأطراف المتنازعة وحقن دماء اليمنيون بشكل عام.. والذي من المفروض علينا كيمنيون أن نمنحه الجنسية اليمنية..
وسنظل نقدر الجهود الذي بذلها ويتحدث عنها الأجيال فقد دخل هذا الرجل التاريخ فعلاً والمؤرخون قد أرخو ودونوا ما قا م به ولا زال يسعى إلى حد الآن لتذليل الصعوبات التي تعيق عمل تنفيذ المبادرة ولإنجاحها بشكلاً نهائياً .. ونتمنى من وزارة التربية والتعليم أدراج أسمه في منهج التاريخ لليمن ليتم تدريس شخصيت بن عمر ولما يحمله من ملامح وبطولة وكرامة عربية أصيلة.
بعد ذلك آتى دور اللجنة العسكرية التي لعبت هي الأخرى دوراً مهماً وكبيراً وتغلبت على الكثير والكثير وذلك في تحقيق الأمن والاستقرار ليس في العاصمة ولكن كان دورها ملموساً في جميع محافظات الجمهورية اليمنية ..حيث استطاعت نزع واجتثاث المتاريس وأخلت الشوارع الرئيسية والفرعية من المسلحون ونزعت النقاط المستحدثة من الطرفين وأبعدت التوتر الحاصل فيما بينهما.
كما كان دور اللجنة العسكرية دوراً بارزاً في إخراج اليمن من الأزمة التي حلت به وعملت ولا زالت تعمل في إزالة وإخراج المتخندقين من متاريسهم وإخراج المتواجدين في أماكن الصراع في أرجاء العاصمة أو في المحافظات الاخرى.. وتشكر على عملها الدءوب وجهودها المتواصلة والتفاهم الذي نشاهده في تعاملها مع الأطراف لاستكمال جهودها المبذولة وبما يخدم مصلحة الوطن لحفظ الأمن.
وكوني عضواً في لجنة التهدئة فأني أثمن دور جمال بن عمر في المرتبة الأولى وما قام به وكذا دور اللجنة العسكرية وما قامت به من نقل الحقائق للناس وتهدئة الأطراف وإيقاف أي اختراقات تحدث من هنا أو من هناك ..فكان حقيقتاً اختيار قيادتها موفقاً وناجحاً فهم سيكونون إنشاء الله على استعداد لتنفيذ المبادرة وبنودها خطوة بخطوة.. أيضاً لا ننسى دور الشرفاء والعقلاء من المواطنين ممن تعاونوا مع اللجنة العسكرية وهذا يرجع بفضلاً كبير وذلك بتدخل الرئيس عبدربه منصور هادي – رئيس الجمهورية الذي دعا للتهدئة وشكل اللجنة ودعمها ونحن من جهتنا سوف نقف جميعنا إلى جانبه وندعو كافة الإطراف السياسية والحزبية بالوقوف إلى صفة وكل مواطن شريف يجب عليه التعاون مع الرئيس هادي وذلك لإخراج هذه البلاد من الأزمة وإلى الأبد. فالرئيس هادي قوته من قوة الشعب ..فهو أنتخب منهم وانتخبوه جميع الإطراف والأجناس اليمنية كرئيس توافقي.
ونتمنى من الرئيس هادي أن لا ينجر إلى حزب فقوته من قوة الشعب وبقوة مجلس الأمن والخليج فقراراته ستكون قوية بهؤلاء دون أن ينضم إلى أي حزب .. فالشعب اليمني يعلق آماله الكبيرة في شخصيته وحنكته في أخراج اليمن من أزمته ومن العاصفة التي حلت به.
كما ندعو كافة وسائل الأعلام المحلية والخارجية إلى التهدئة في التغطية الإعلامية على اليمن وتسليط الأضواء على عملية الحوار الوطني وما ستحدثه من نقله نوعية هذه العملية على أرض الواقع حيث ستكون حدثاً تاريخياً عظيماً .. وعلى الإعلام العمل على التوعية الشاملة والدعوة المستمرة لجميع الأطراف إلى الابتعاد عن التصريحات التي لا تخدم إنجاح الحوار الوطني المرتقب حدوثه خلال أياماً قليلة .. وعلى الأطراف المتنازعة طيء صفحة جديدة لأجل اليمن ليس لأجل حزب أو شخصاً بعينه.
فلا بد من حوار جاد لإخراج اليمن من هذه الأزمات والمشاكل والدعوة عامة كحوار شامل يضم الجنوب والشمال والشرق والغرب في اليمن وجميع الأطراف والأحزاب والمذاهب لترجيح لغة العقل ولإثبات للعالم أجمع حقيقة اليمنيون وما يتصفون به من صفات حكيمة ورشيدة في هذه المواقف ..
كما نشكر كل من تعاون وقدم الجهد الكبير في حلحلة هذه الأزمة فيجب على الجميع من الشعب اليمني المسئولية الكاملة في السعي لإنجاح هذا الحوار والابتعاد عن الأحقاد السابقة ودفنها من أجل اليمن وأمنه أولاً وأخيراً.
*عضو لجنة التهدئة- وعضو بارزاً في الوساطة بين الأطراف المتنازعة في الأحداث الأخيرة