احدث الاخبار

الحوار مع الضمير أولا

الحوار مع الضمير أولا
اخبار السعيدة - بقلم - محمد العلوي         التاريخ : 24-04-2012

الأحداث الماضية أثبتت ضعف أدوات الحوار بين مختلف الأحزاب والقوى السياسية التي كان جميعها تعاني أزمة ثقة ان صح التعبير لانعدامها للنظرة الوطنية المستقبلية وهذا ما أوصلنا إلى هذه المرحلة التي عشعشت ثقافة وسلوك غياب مبادئ التعددية السياسية ليصبح كل طرف يريد أن يفرض آراءه على الطرف الآخر لتغيب عندها الرؤية الوطنية الصادقة.


مع قرب الترتيبات لانعقاد مؤتمر الحوار الوطني الذي نتمناه اليوم وفي هذه المرحلة المتكالبة على اليمن نتمنى الا نفتقد لأدنى قواعد الحوار بعد الذي عانيناه طوال العام المنصرم.فلو امتلكنا ادني حد من أخلاق الحوار الذي يهدف بناء اليمن واستقرار أمنه واستقراره لكنا اقل تفككا بل واقل تباعدا وأكثر ائتلافا وتلاحما وتوافقا وقوة ضد ما يواجه الوطن اليوم من تحديات قد تقوده الى المصير المجهول.


الأمر الذي يجب على كل القوى والأطراف السياسية ومن سيدخل معها بالحوار الوطني المزمع إقامته في الفترة المقبلة أن يسبق ذلك ويجري حوارا مع نفسه أولا ومع الذات والضمير ليعزل ما سيخرج به عن مواضع الخلاف والاختلاف والبناء على ما هو عقلاني وتطويره وتقليص مساحة الاختلاف وإيجاد آلية وطنية حقيقة لاحتوائها ومعالجتها مع القبول بفكرة الآخر ومناقشتها بدلا من رفضها,مع العلم بأن تعددية الآراء والأفكار والأطروحات ستسهم بالالتقاء والإجماع مؤخرا مهما كان على رأي واحد هو جوهر الحوار ومدى نجاحه ,لان الحوار الوطني بين الأطراف السياسية في بلادنا يهدف أولا وأخيرا لحل القضايا والمشاكل الوطنية بالدرجة الأولى, كقضية كل أبناء الوطن بما يفضي بشكل عام للاتجاه باليمن الى مرحلة جديدة من البناء والتطوير .


إذا لابد أولا من تعزيز الوحدة الوطنية بتوافق الجميع وترميم الشروخ والتصدعات التي أصابت تصدع نسيجه الاجتماعي وباتت خلافاتنا بل وتجاوز تناقضاتنا حتى لا ندخل في دوائر ومتاهات يصعب علينا الخروج بالوطن منها بسهوله.


مختصر الكلام لابد إن يفهم الجميع أن الحوار ضرورة ومسألة وطنية وأخلاقية من الدرجة الأولى لابد إن تلتغي كل المصالح الشخصية والحزبية الضيقة عند مصلحة اليمن.


إذا استطعنا أن نصفي القلوب ونهيكل ونهيئ العقول نستطيع أن ننتقل بالوطن إلى المستقبل الآمن وبدون خوف من الغيبيات التي تقلق البعض.

عدد القراءات : 1990
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات