احدث الاخبار

مبدعون لكن في أوطان طاردة

مبدعون لكن في أوطان طاردة
اخبار السعيدة - بقلم - د.عبدالله الشعيبي         التاريخ : 16-04-2012

في البلدان المتقدمة والحضارية التي تحترم نفسها وناسها وبالذات مبدعيها وعلماءها سواء الذين ابتكروا أو أخترعوا أو بنوا أو أطربوا الناس وثوروهم بأغنياتهم وأناشيدهم وغيرهم من المبدعين الذين يصبحوا هامات وطنية وتاريخية لايمكن لاحد تجاوزها أو نسيانها ، وفي البلدان المتخلفة والعربية منها فدور المبدعين يتضاءل لصالح الفاسدين والمجرمين والقتلة حتى دور الأبطال وصناع الثورات والشهداء يصبحوا في خبر كان في اللحظة التي يسيطر على الحكم فئة أشباه الثوار والأبطال الذين يجدون في محو تاريخ الشجعان من الشهداء والأبطال .

المبدعون هم نخبة المجتمعات ورواد التغيير أن جاز لنا التعبير ، هم صناع المنجزات بكل أشكالها والوانها ... وهم يأتون في مقدمة المجتمعات عند كتابة التاريخ ... طبعاً هذا في المجتمعات المتقدمة ويصعب علينا في العالم المتخلف أن نفكر ونهتم بالمبدعين والشهداء والأبطال ... ويمكن لو فكرنا سيكون تفكيرنا متأخراً ويكون المبدع قد مات ورحل عن الحياة وسيكون تكريمة برسالة او قطعة معدنية قيمتها ربما تكون أقل من دولار .

 كثير من الأبطال والمبدعون رحلوا ولا أحد من الجيل الحالي واللاحق سيعرف عنهم أو عن ماقدموه لوطنهم ، وهناك من بقي منهم على قيد الحياة ولكنهم يعانون من ضيق الحال وتعاسة الحياة ونكران وجحود لهم من قبل المجتمع ومؤسساتة بل سنجدهم يتحسرون على تاريخهم وماقدموه من تضحيات وانجازات ، نحن نجد أنفسنا أمام تحديات كبيرة حينما لانعترف بتاريخنا وتضحيات وانجازات عظيمة ونسقطها على أناس ركبوا موجة الأحداث وسرقوا تضحيات وانجازات الأخرين وبالذات الشهداء الابطال والمبدعين الذين يغادرون مسرح الحياة تباعاً من دون مانلتفت اليهم ونسأل عنهم ونعالجهم حين يمرضون ونفرح لهم يوم يفرحون ونكرمهم في كل المراحل .

 اليمن دولة طاردة لمناضليها ومبدعيها فحين يمرض واحد منهم فلا نلتفت اليه إلا وهو ينازع أي في اللحظات الأخيرة مثل حالة الفنان الكبير أيوب طارش عبسي وكذلك الفنان محمد مرشد ناجي وقبلهم كان الفنان فيصل علوي مريض ويعاني من المرض، ولم يلتفت اليهم أحد إلا بعد طلوع الروح ... ومن منا لايتذكر الفنانين أيوب و المرشدي وغيرهم من رواد الفن والابداع وماقدموه للفن وللوطن وللتاريخ أم إنهم كانوا مجرد أبواق لمرحلة والسلام ... لما لانمنحهم فرصة للراحة بعد أن قدموا أحسن ماعندهم ولم يبخلوا مع وطنهم وكانوا خير رُسل للفن العريق والوطني والراقي ؟ من فكر مثلاً أن نكرمهم قبل أن يغادرونا ؟ متى فكرنا أن نقرر لهم درجات وظيفية رفيعة تشرف دورهم وتاريخهم ؟ متى فكرنا بدعوة الفنان أبوبكر سالم بلفقيه ليحقق أمنيتة في إقامة معهد فني عصري مع مؤسسة إنتاجية فنية ؟ ومتى ومتى ومتى ؟ بالطبع لانفكر فيهم إلا بعد فوات الاوان !!! للأسف نحن في عصر النسيان والماديات والأقصاء .

ومن منا يتذكر الشهداء الأبطال الذين فجروا الثورات وأسسوا الدويلات والحكام ؟ ومتى رفعنا صورهم بجانب صور الزعامات الجديدة التي قفزت في لحظات الغفلة والصدفة وماتخللتهما من أفعال ومؤامرات خسيسة أضرت بالوطن والشعب .

   لقد أحزنني النداءات التي نشرت في بعض أجهزة الأعلام اليمني حول حالة الفنانين والتوسل من الحكومة لعلاجهم ، وقلت أن هذا تسول غير طبيعي وأهانة للأشخاص ولدورهم وتاريخهم ... فلو كانت دخولهم مريحة لما تنازلوا وقبلوا الهوان ... ولو كانوا يملكون من تراثهم الفني العريق والمسروق لما قبلوا أن يتنازلوا ويهانوا ؟ ... هولاء هامات وطنية تستحق الرعاية طوال فترات حياتهم وليس أثناء أحتياجنا لهم في المناسبات وجعلهم فنانوا مناسبات ولوقت الحاجة ...!!!!!!!

أبريل 2012م

عدد القراءات : 1718
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات