احدث الاخبار

الى اين ذاهبون؟

الى اين ذاهبون؟
اخبار السعيدة - بقلم - ختام الفرا         التاريخ : 13-04-2012

فلسطينية أنا ولدت في أرضها  المباركة ، أبي من هناك أمي من أرض الإسراء والمعراج وأخي سجين محرر من ظلم السجان اعطونا أوراقاً ملونة… تشبه الهوية ، كتبوا عليها أسماء تقليدية ووزعونا علي أراضي الشتات وقالو عنا حالات إنسانية ، قضيت طفولتي بين أكوام الحجاره ، وشبابي ترعرع في أزقة المدائن ذاك هو إسمي وعنواني فأنا منكم وأنتم مني يا شعوب العرب والإسلام ولا بديل عن الحرية والإستقلال ولن نبقي الضحية وليدرك العالم والبشرية.

رغم إننا نشترك في لغة عربية واحده ، وديانة واحدة ، وجذور واحدة وأهداف متشابهة أتساءل إلى أين العرب ذاهبون؟ ثورات و مظاهرات تجتاح الدول العربية مصر و ليبيا واليمن منذُ عدة شهور تطالب بالتعديل والإصلاح ، وها هى المظاهرات  تجتاح سوريا والأردن ، ولا ننسى ما حدث فى العراق وفلسطين ، لماذا نثور لساعات وللأيام قليلة ثم نعود ، نتجاهل وننام لأننا لا نملك حيلة ، وصار من طبعنا الإستسلام حتي النقاش أصبحنا نتجاهله ونتجنبه والحوار لمن أراد النقاش ، ويغمض عيناه ، و يتجاهله ، و الأمر صار عادة مستحبة للجميع وتوقع الاسوء.

 

 ألم يكفينا أسلوب القمع والتعذيب ، وإهدار الحريات الإنسانية ، (مات الضمير وماتت قلوبهم). لقد داهمت أحاسيسهم عقارب الساعة فكبرت ، وهرمت وماتت ولكن لم نجد من يدفنها وتلاطمت في قلوبهم  أمواج الحيرة فتحطمت سفن الصواب. داعبتهم نسمات الصدق ولكن عند أول منخفض أخذتهم أعاصير الكذب والخيانة يفعلون المعاصي ويجهرون بها ، يظلمون فيضحكون و يكسبون الإثم فيفتخروا ، فإذا آتي الليل بدأ يسبحون ويستغفرون خوفاً من ليل لا نهار بعده. كيف لتلك القلوب القاسية أن تصحو من غفلتها ، وقد غلفها الحقد والقسوه وكيف لها أن تشعر بغيرها و قد مات فيها الإحساس والشعور، أما تلك القلوب الضعيفه المظلومة التي تعيش في غابة مليئة بالوحوش الضاربة لا بد أن يأتي يوم تكون فيه منتصره لأن الله سبحانه وتعالي يمهل ولا يهمل ،  لذا عليكَ بأن تفكر بمن تحب ، وكيف لك أن تجعل أو تعيد لهم الإبتسامة والحياة والعيش بكرامة ، والإرادة مطلوبة ، وهي السبيل الوحيد لتكون قوي وتعيد حياتك وحياة من تحب الى الاحسن. وطبعاً لا بد وأن تكون مؤمن بالله تعالى وقدرته.

   

العمر يمضي مثل القطار، لا يعرف التوقف يمر علي محطات ودول عربية محطة بعد أخري ربما لم نختر نحن محطتنا الأولى ، ولم نحدد موعد إنطلاق قطار حياتنا ، لكن يمكننا إن أردنا نقود القطار. كم من البشر يعرفون إلي أين يسير قطار حياتهم ؟ وكم منا علي الأقل يعرف محطتهُ القادمة ، وأغلبنا ولد في قطار لا يعرف إلي أين يمضي.

 

في خضام حيرتي عن ماذا أكتب أزاء الأحداث الراهنة في الدول العربية وفلسطين. قد لا أكون سياسية محترفة ولست من إحدي القيادات العربية أو من المسؤلون لكنني إنسانة من الشارع العربي البسيط ولي الحق البحث  عن مبرر لهذه المجازر الوحشية في حق الشعوب العربية ، وهل هذه سياسة قمع أم إرهاب أم خطة إستراتيجية ثمنها أرواح الأبرياء. وهل سينتهي مصير الشعوب العربية كمصير إعدام صدام حسين ، وإغتيال بعض الشخصيات والرموز العربية علي أيدي مجرمين عملاء لأمريكيا وإسرائيل. أحببت أن أطرح هذا الموضوع ونحن نعلم أننا لن نغير في الأحداث شيئاً ، لكننا مللنا الصمت ونتساءل من وراء هذه الأحداث هل هي الأحزاب السياسية ، والشخصيات التي تمتلك الأموال والقوة ، أم هي مؤامره غدتها أمريكيا وإسرائيل!!

وحلمنا بالربيع العربي ومنذُ عدة شهور و الشارع العربي يمر بإضطرابات ومواجهات وعدم إستقرار للشعوب العربيه ، منها ما تطور إلي صدامات مسلحة وحرب شاملة ، مثلما الذي يحصل في ليبيا واليمن ، ومنها ما تطور إلي قمع دموي من جانب السلطة والحكومة ، مثلما يحصل في سوريا وغزة ، ومنها ما أُخمد مثل ما حصل في مصر وتونس والبحرين وغيرهما. بعد هذه المقدمة السريعة عن ما يسمى بالربيع العربي تتبادر إلى الأذهان جملة من التساؤلات حول هذه الأحداث ، إلي أي مدى وأين سترسو سفينة هذا الربيع ؟ وهل يمكن الخروج منها بتحقيق أحلام الثائرين في الحرية والكرامة ، وهل تسمية الربيع هي مناسبة لكل هذا القتل والدمار، وكلنا نعلم أن قدوم الربيع وخصوصاً في هذه المنطقة من العالم يعني قدوم كل معاني الفرح والسعادة والسلام . لكن الذى نراه هوعكس ذلك تماماً ، لقد تحول الربيع إلى خريف حزين حيث يتساقط فيه كل ما هو أخضر وجميل ويموت بعدها مثل تساقط الشباب العربي هذه الأيام ، وتدمر وتسحق كل المنشآت ليضيف إلى بؤسهم وحرمانهم أكثر مما كان عليه ، و يبدو أن المنطقة كلها مرشحة لهكذا من أحداث.

أخي القارئ مازالت سفينة الحياة تتلاطم مع الامواج العاتية التي يتقاذف بها الشعوب العربية ،  فتارة ما يسمى بالمعارضة تزيد من مطالبها مهددة بالخروج إلى الشارع مرة ثانية إن تم تجاهل مطالبها ، وتارة توقع هدنة قصيرة الأمد يبحثون بها عن الإصلاحات ، و لكن هذه الإصلاحات المطالب بها أصبحت مبهمة وغير واضحة علي الطرفين المتحاربين ، الشعب والسلطة فلا الشعب يعرف تماماً ما يريدهُ لكثرة أطرافه وإختلاف آرائهم التي تكاد معظمها لا تتقارب لا من بعيد ولا من قريب ، و الأمور تسود أكثر اضطراباً والمواجهات تتشابه ، وهو البحث عن الحرية والديمقراطية و الأكثر منهم أعداء في الفكر والعقيدة فكيف لهم أن يتحدوا لا السلطة قادرة علي المضي في طريق. فأصبحت الشعوب لا تتحكم في قطار حياتها ، وإختيار المحطه للوقوف عندها بحرية وأمان.. (ياتري أيهما أرحم الإعدام أم السجن) أجنحتي  وإن تعددت بي تطير لفك القيد عن كل مظلوم وسأكتب  كلماتي بقلمي  دفاعاً عن الإنسانية ،  تعبيراً عن  الحقوق الإنسانية والظلم والحرمان ، والله ­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­المستعان.
 


 

عدد القراءات : 2889
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات
d >samei jakweer
اختي والاستاذه ختام الفرا اقسم بالله العظيم احترت وصفك في هذه الكلمات التي تجمع الكثر والكثير من الواقع المؤلم انت مبدعه بااحساسك كل التقديروالاحترام لنساء عربيات امثالكم حقا انت فلسطينيه مبدعهبكلماتك
المستشار نبيل بدوي
باستطاعتنا ان نحرر فلسطين في ساعات بشرط حسن اختيار القيادات فمصيبتنا في قادتنا وليكن بشار الاسد مثال علي ضعف القادة فتخيلوا ان اسرائيل ارسلت خبراء لسوريا للمشاركة في قمع المظاهرات لانه حليف اساسي
أبو أسامه
كلام رائع وجميل من كاتبه تخط بقلمها علي صفحات قلوبنا فتثير فينا النخوة العربيه كل التقدير والأحترام لشخصك العظيم أستاذه ختام
الدكتوره هبه أل خليفه
با احترام وتقدير لهذه الشخصيه النسائيهالراقيه للنساء العرب واخص فلسطينوحبنالها لم اجد كلمات اشكرها بهذه الكلمات الجميله واجداستاذ ختام تعجز الحروف وصفك د.هبه
fidaa jamal
مقال جميل ورائع وربنا يحفظك ويحفظ قلمك ووفقكي الله وجعل من أمثالك كتير ليعرضوا معاناة وحقيقة الشعوب العربية