احدث الاخبار

ثقافة العرب وعصر المعلومات

ثقافة العرب وعصر المعلومات
اخبار السعيدة - بقلم - عادل يحيى البدري         التاريخ : 27-03-2012

تكنلوجيا المعلومات, الفضاء الإلكتروني, التكنلوجيا الرقمية, عصر الإتصال والمعلومات, ليست هذه مسميات وعناوين التطورات العلمية والتكنلوجيه التي يشهدها العالم اليوم؟.. أليست هي التطورات المذهلة والمتقدمة التي اقتحمت الفضاء الرحب وشرعت لها ابواب العالم على مصراعيها وألغت بتدفقها الهائل القيود والحواجز السياسية, والثقافية, والاقتصادية, والعسكرية بين بلدان العالم!
وغيرت البنى الاجتماعية, والقيم الإنسانية وقادت إلى صراع ثقافي بين الثقافات المختلفة ..! ولم تقف عند هذا الحد فحسب بل ازدادت سرعة بعدما سجلته من انتصارات فتضيف إلينا كل يوم جديد..!
أنا هنا في تناولتي الموجزة هذه لست بصدد أن أعيب او انقد هذا التطور, فهو مطلوب, لكن ما أريد أن أشير إليه هو حالنا كعرب غائبين عن كل هذه التكنلوجيا الرقمية المذهلة ..!
أين موقعنا كعرب؟! فالعالم من حولنا يتقدم إلى الإمام, ونحن لا زلنا نحوم في نفس المكان! فالدول الغربية هي التي تمتلك مفاتيح وأدوات التقدم العلمي والتكنلوجي, وهذه المفاتيح والأدوات لم تُعد عبارة عن تطور أوإنتاج بل أصبحت مروجة للأفكار والقيم ومن خلالها استطاع الغرب أن يصدرَّ إلينا ثقافته وأن يسخَّرها لخدمة أغراضه, وتبرير ممارساته وتمرير قراراته تحت شعار " عولمة الثقافة " والتي فرضت علينا مفاهيم مغلوطة أرادت تعميمها على شعوب العالم.
فالمشهد الثقافي في العالم العربي اليوم وما يشهده من أزمات متلاحقة, وما يسوده من ثقافة التبعية وتقليد للثقافة الغربية, التي فرضت قيوداً على فكر وسلوك الإنسان العربي وحجزت هذا الفكر من الانطلاق, قد اصابه ركود مذهل في الإنتاج وتقيدتَّ قدرته على الإبداع, وبالتالي انحرف المجتمع العربي عن قيمه الاجتماعية الأصيلة وأخلاقياته وعاداته الحميدة, وترسب في عقليته الإدمان والتخلف, وأصبح مجرد مستهلك لهذه الثقافة, يردد كل شيء كببغاء دون علم أو معرفة بحقيقه ما يدور من حوله !!
إذاً أولاً لابد أن يدرك كل إنسان على أننا اليوم نعيش في قلب الصراع الدولي المتغير سواء كان ذاك الصراع سياسياً أو أقتصادياً أو ثقافياً, المهم نحن الهدف والفريسة
ثانياً: مادام نحن الهدف فالمرحلة القادمة خطيرة وصعبة ومرحلة مصيرية تتميز بكثرة التحديات, وتتطلب مناهضة شاملة, وتصحيحاً عربياً متكاملاً وتكاتف جميع القوى الفاعلة, وألاَّّّ نقف موقف المتفرج تجاه كل ما يحاك لنا من مؤامرات بحاجة إلى قدرة وقوة ثقافية عالية موحدة, والابتعاد عن كل أشكال التعصب والتقوقع والعنصرية, وأن نعمل على تعزيز التقارب بين الأنظمة وشعوبها, والعمل على صياغة مشروع ثقافي عربي موحد يجمع أفضل المفكرين والمثقفين العرب ليكونوا واجهة لدولهم للحوار مع مثقفي الشعوب الأخرى, حتى نستطيع مجابهة كل هذه المتغيرات والتحديات وقادرين على مواجهة تحديات العولمة. والتصدي لما يرافقها من قيم سلبية تؤثر على ثقافتنا وهويتنها العربية والاسلامية.

عدد القراءات : 2882
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات