احدث الاخبار

سرقة 12 مصحفاً أثرياً من أكبر مساجد المحويت ومدير الأوقاف يحمل الأجهزة الأمنية حماية بيوت الله

سرقة 12 مصحفاً أثرياً من أكبر مساجد المحويت ومدير الأوقاف يحمل الأجهزة الأمنية حماية بيوت الله
اخبار السعيدة - المحويت (اليمن) كتب - صدام الزيدي         التاريخ : 15-03-2012

قال مدير عام مكتب الأوقاف والإرشاد بمحافظة المحويت/عبدالله عبدالكريم الفضيل/ إن لصوص مجهولون تمكنوا ليلة الثلاثاء, من سرقة 12 مصحفاً ثمينة من المصاحف الأثرية التقليدية المحفوظة في "جامع ماسية" أكبر المساجد في مدينة المحويت, بعد أن هشموا نافذة صغيرة من الألمنيوم في الواجهة الشرقية للمبنى, تسللوا منها إلى خزينة المصاحف المقفلة بداجل الجامع..


وحمل "الفضيل" السلطات الأمنية في المحافظة مسؤولية حماية المساجد وبيوت الله, مطالباً إياها تعقب من اقترفوا هذا الجرم الكبير وتقديمهم للمحاكمة, مبيناً إن عديد مذكرات رفعها مكتب الأوقاف بالمحافظة, اليوم, إلى كل من وزيري الأوقاف والإرشاد, والداخلية, ومدير أمن المحافظة, والمباحث الجنائية, أبلغتهم بوقوع حادثة سرقة لنحو 12 مصحفاً ذات قيمة مادية وإرث حضاري, من بينها مصحف كبير, يراوح عمره ما بين 250 إلى 300 سنة, ومصحفين متوسطي الحجم, والبقية من المصاحف الأثرية الصغيرة, التي ينتفع الناس بها في قراءة كتاب الله, ويحتفظ بها منذ قرون في الجامع الأكبر في مدينة المحويت, عاصمة المحافظة..


وبينما رفض مدير أوقاف المحويت, إعطاء رقم محدد وتقديري لقيمة المصاحف الأثرية المسروقة, في حادثة هي الأولى والأغرب من نوعها في المحافظة, قال إن ما نقلته خدمة الأخبار القصيرة "سبأ نيوز" بأن قيمة المصاحف المسروقة 100 مليون ريال, رقم مبالغ فيه كثيراً, إلا أنه شدد على أهمية هذه المصاحف وقيمتها الحضارية والدينية, باعتبارها من المصاحف المجلدة والمهمة, إذ توثق لبراعة اليمنيين في حفظ وكتابة وتجليد واقتناء المصاحف..


وكانت إدارة المباحث الجنائية بالمحافظة, باشرت صباح اليوم الأربعاء, النزول إلى جامع ماسيه للمعاينة وجمع الأدلة والتحقيقات الأولية,بعد تلقيها بلاغ الأوقاف وقيم الجامع "إبراهيم أبو زاهر" بعملية السرقة, وما تزال الإجراءات الأمنية تتواصل حتى هذه اللحظة..
من ناحيتها, نددت فعاليات ونخب دينية وثقافية بمحافظة المحويت بهذه الحادثة التي تنصل مرتكبيها عن آدميتهم وقيمهم وروح الإنتماء للدين الحنيف,وطالبت بسرعة تعقب عصابة اللصوص, وتقديمهم لمحاكمة تطبق بشأنهم أقصى العقوبات, ذلك ان الإعتداء على حرمات المساجد وبيوت الله, أمر منافٍ للأخلاق واعتداء صريح على الحرمات والمقدسات..


يشار إلى ان المصاحف الأثرية المسروقة تعد من المحفوظات والشواهد الأثرية النادرة والقيمة,في محافظة المحويت, التي تحتفظ كثير من مساجدها القديمة والتاريخية بمثل هذه المصاحف الثمينة بوصفها مكنوزات وإرث يعطي للمعالم والمساجد الدينية, قيمتها الحضارية وميزات الحفاظ على موروثات من الأباء والأجداد. كما أن هذا النوع من المصاحف والمقتنيات النادرة ذات الخصوصية الدينية والإبداعية, موثق ومحصور لدى مكتب الأوقاف والسلطة المحلية, ما يعني أن سرقتها يندرج في إطار الإعتداء على حضارة شعب وموروث أمة.


إلى ذلك. كثرت في الآونة الأخيرة أعمال السرقة للمساجد وبيوت الله في محافظة المحويت, وكانت سرقات طالت أجهزة إضاءة وممتلكات أخرى لجامع الأمن, في قلب مدينة المحويت قبل أشهر قليلة, بينما يطالب الأهالي بانتشال المحافظة من حالة الإنفلات الأمني الملحوظ, منذ أشهر, الذي ساهم في تواتر عمليات سرقة ونهب وتقطع وممارسات دخيلة على أبناء المحويت, ما زالت قائمة حتى الساعة, في بعض المديريات, إن لم يكن معظمها..


وجامع ماسيه, من أبرز معالم المحويت, الدينية والأثرية, تقول مصادر التاريخ إن عمرانه تم في العام الألف للهجرة, وما يزال حياً يبعث الحياة والضوء إلى متراميات المكان, لكن مؤخراً جداً, قام من لا يقدرون قيمة الموروث بإضفاء نوافذ من الألمنيوم, بعد تهدم النوافذ الخشبية الأصل, الأمر يثير الإستغراب, في ظل صمت غير من مبرر من سلطات محلية وجهات جدير بها أن توقف هذا العبث العمراني الماحق.

عدد القراءات : 5322
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات