احدث الاخبار

في الذكرى السنوية ليوم المرأة العالمي.. المشاركة السياسية للمرأة في اليمن

في الذكرى السنوية  ليوم  المرأة  العالمي.. المشاركة السياسية للمرأة في اليمن
اخبار السعيدة - بقلم - افتتاحية صحيفة المنابر         التاريخ : 10-03-2012

تعد المشاركة السياسية للمرأة أحد المؤشرات الهامة لمعرفة مستوى السير في عملية التحديث والتنمية، فإمكانية النهوض الحضاري لأي مجتمعٍ من المجتمعات مرتبطة بمدى اتساع مساحة الحقوق والحريات، بما فيها تمتع المرأة بحقوقها على الصعيدين النظري والواقعي، فلم يعد الاهتمام بحجم المشاركة السياسية للمرأة من قبيل الترف، لما يحمله من دلالات واقعية على مدى النهوض الحضاري والعقلانية السائدة في المجتمع. وفي اليمن مرت المشاركة السياسية للمرأة بتطورات مطردة،  منذ  قيام الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر في ستينيات القرن الماضي وصولاً إلى قيام الثورة الشبابية الشعبية السلمية في فبراير من العام الماضي، و على الصعيد الواقعي تشير نتائج الدورات الانتخابية التي شهدتها الساحة السياسية في اليمن، إلى ارتفاع نسبة المشاركة السياسية لتسجيل المرأة في جداول قيد الناخبين بشكلٍ مطرد،  فهذه الزيادة في عدد المسجلات من النساء في جداول قيد الناخبين تدفعنا إلى  التفاؤل، على الأقل بوجود انفراج اجتماعي وتطور في موقف قطاع واسع من الرجال، لم يكن يتقبل- في السابق- فكرة خروج النساء إلى مرافق عامة من أجل الشأن العام ، وما يرتبط بهذه العملية من التقاط الصور للناخبات، وتسجيل أسماءهن ، الأمر الذي كان الريفيون أو معظمهم، يتحاشونه في السابق.

 

إلا أن موقف المجتمع تجاه المرأة المرشحة لا يزال يتسم بالتخاذل حتى الآن، و بعد أن تضاءلت أمام المرأة فرص الفوز في الدورات الانتخابات السابقة، تتردد الأحزاب السياسية، بل وتحجم عن ترشيح المرأة، عقب التجارب القاسية التي منيت بها شخصيات نسائية بارزة تم التغلب عليهن بسهولة، نظراً لصعوبة الاختلاط بالناخبين في الأماكن المعتادة لتجمع الرجال، والنظرة الدونية والأنثوية للمرأة، المرتبطة باجترار الثقافة التقليدية، انعكاساً لتذبذب المشروع الحداثي وتنامي الولاء القبلي الذي لا يعترف بدور المرأة في الشأن العام، و ترتبط النظرة الدونية للمرأة بالثقافة التقليدية، القبلية والتقاليد الأرستقراطية، كامتداد لثقافة عصور الانحطاط الحضاري العربي، وما رافقها من استبداد القوي بالضعيف، ووصم الجانب الأضعف بالرذيلة والعار، ناهيك عن قبول فكرة اعتلاء المرأة لمناصب سياسية،  فالموقف الاجتماعي الراهن تجاه المرأة لا يزال أسير المقولات التي تصف المرأة بأنها ناقصة عقلٍ ودين، وأنها خُلقت من ضلعٍ أعوج... إلى غير ذلك من الأقاويل التي امتزج فيها الموقف القَبلي الذي لا يكف عن قمع المرأة و تمجيد الذكورة، باعتبارها مصدر القوة والعِز و صمام أمان القرابة من جهة الأب، مع الفكر الديني اليهودي، الذي ينظر  للمرأة بازدراء ويربطها بالخطيئة والشرور، ويرى فيها وسيلةً لإمتاع الرَجُل، ليس إلا. فمن الوارد أن مثل هذه الأفكار قد تسللت عبر أتباع الديانة اليهودية الذين أستوعبهم المجتمع اليمني والعربي عموماً، واختلطت ثقافتهم بثقافة المجتمع، خصوصاً في الفترة التي شهدت ضُعف الحضارة العربية الإسلامية، بفعل حاجة القوى المسيطرة على المجتمع - آن ذاك-  لتوظيف أي فكرة مؤيدة للموقف القبلي والأرستقراطي.

 

 وعُموماً يمكن القول بأن ما تحقق للمرأة اليمنية في مضمار المشاركة السياسية يجعلها الأفضل حالاً بين نظيراتها العربيات على المستوى الإقليمي، فقد تمكنت المرأة في الجمهورية اليمنية من الوصول إلى مجلسي النواب والوزراء..معتليةً مناصب كانت لفترات طويلة حكراً على الرجال، وإن ظلت هذه المشاركة عُرضةً للكثير من العقبات و العراقيل،  على الأقل في الوقت الراهن، إلا أن مجرد إقرار الدستور و القانون بالحقوق السياسية للمرأة يعد تقدماً بالاتجاه الصحيح،  إلى جانب قبول بعض الأفراد في المجتمع بهذا الأمر ، ومما يدفعنا إلى التفاؤل بمستقبل المشاركة السياسية للمرأة هو الدور الفاعل للمرأة اليمنية في الثورة الشبابية الشعبية السلمية، في مختلف ساحات التغيير والحرية باليمن وحصول توكل كرمان على جائزة نوبل للسلام وما ترتب عليه من ارتفاع لمكانة المرأة بشكلٍ يستوجب تعزيز الاستحقاقات السياسية للمرأة اليمنية في المرحلة القادمة.

 

عدد القراءات : 1875
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات