احدث الاخبار

منظمة دار السلام تختتم مشروع ( التماسك الاجتماعي وحل النزاعات ) المرحلة الأولى بصنعاء

منظمة دار السلام تختتم مشروع  ( التماسك الاجتماعي وحل النزاعات ) المرحلة الأولى بصنعاء
اخبار السعيدة - صنعاء (اليمن)         التاريخ : 08-03-2012

تتولى منظمة دار السلام مهمة العمل على بلورة قيم المحبة والسلام ونبذ العنف والتطرف والإرهاب منذ تأسيسها , في العام الماضي 2011م قامت المنظمة بتبني مشروع ( دور الإسلام في تعزيز السلم الأهلي والتضامن الإجتماعي ) استهدفت من خلاله خطباء وأئمة المساجد ومشائخ القبائل والشخصيات الإجتماعية والقيادات المحلية والمرشدات الدينيات في المحافظات التالية : الجوف , أبين , مأرب , الامانة , شبوة , صنعاء , حضرموت الوادي والصحراء , صعدة , طوال خمس مراحل من المشروع أنتجت 450 متدرباً من المحافظات المستهدفة .
بعد الأزمة السياسية التي عصفت بالبلاد – ولا زالت – ومن خلالها تفكك النسيج الإجتماعي وانقسم المجتمع وزادت العداوات بفعل الخصومات , وظهرت المخاوف جلية من الوصول إلى حافة الإنهيار .
هذه التداعيات الخطيرة والإفرازات المحتقنة كانت العامل الأساس والدافع الكبير لإيلاء هذا الموضوع جُلّ الإهتمام والرعاية , ومنه انبثقت فكرة المعالجات والرؤى والمبادرات فكان هذا المشروع ( التماسك الإجتماعي وحلَّ النزاعات ) وليد المعاناة التي نُعَوِّل عليه القيام بمداواة الجراح وتضميدها ليتجاوز الوطن محنته ويعيد ترتيب أولوياته .


مشروعنا الإجتماعي الجديد ( التماسك الإجتماعي وحل النزاعات - المرحلة الأولى ) التي تستهدف 50 متـدرباً من أئمة وخطباء ومشائخ والشخصيات الإجتماعية والقيادات المحلية والمرشدات الدينيات من أبناء محافظة شبوة والأمانة , يأتي بعد خمس مراحل من المشروع السابق ( الإسلام ودوره في تعزيز السلم الأهلي والتضامن الإجتماعي ) .


حفل تدشين المرحلة الأولى من المشروع تم بفندق تاج سبأ / صنعاء بحضور رسمي وشعبي وتمثيل دولي يتقدمهم الشيخ / جلال صالح طاهر الجنيدي وكيل محافظة شبوة وفضل بن شومان سعادة السفير التركي بصنعاء وسلمان رشيد ممثل سلطان البهرة في اليمن وحشد كبير من الأكاديميين ورجال الإعلام والباحثين والعلماء والمشائخ والشخصيات الإجتماعية والمهتمين والمشاركين المتدربين من أبناء شبوة والأمانة والمرشدات الدينيات وذلك يوم الثلاثاء  6 مارس 2012م .


بُدء حفل الإفتتاح بآيات من كتاب الله تعالى قرأها الشيخ محمد إبراهيم الحسني , تلاها كلمة المشاركين ألقاها نيابة عن أبناء شبوة الشيخ زبن الله أحمد الشريف قدَّم فيها الشكر للمنظمة على اهتمامها بمحافظة شبوة وجهودها في إرساء دعائم الأمن والسلام والتماسك المجتمعي , مؤكداً على ضرورة تكامل وتنسيق الجهود بين كافة الأطراف والمكونات لبلورة الأهداف واقعاً عملياً .
بعدها ألقى الشيخ حسين بن أحمد السراجي المدير التنفيذي للمنظمة كلمة منظمة دار السلام رحب فيها بالحضور وبالأخص أبناء شبوة التي تحتاج للاهتمام والرعاية وتطرق للحالة اليمنية في ظل الظروف التي مرَّت بها اليمن خلال عام من الأزمة الخانقة وقال :
عام عانى الوطن والمواطن على حدٍّ سواء الآثار السلبية التي خلَّفها عام من الأعوام العجاف في تاريخ اليمن الحديث , عام عدنا معه إلى الوراء عقوداً من الزمن حين فقدنا الكهرباء والمشتقات النفطية والغاز والغلاء فبحثنا عن الوسائل البدائية واحتطبنا للتعويض عما فقدنا .


عام من البلاء والتمحيص والعقوبة والتنبيه , تفككت أواصر الإخاء وانهارت معالم الوفاء , وضعفت العلاقات الاجتماعية بفعل الفرز الطائفي والحزبي والتصنيف والشحن المذهبي والتعبئة في الغرف المغلقة , وتطورت النزاعات وظهر القتل وبان الثأر وسال الدم حتى وصل صنعاء وعواصم المدن فتحولت مسرحاً لتصفية الخصومات .
ولم يفته مناشدة الجميع بالنظر إلى مصلحة الوطن وتجاوز مرحلة الصراع والعناد والمكابرة قائلاً : لنتجاوز مرحلة العناد والمصادمة , لنبني اليمن , لنحافظ على وطن أبنائنا وأحفادنا بإخلاص وصدق ووفاء .
لقد وصل الوطن إلى مفترق طرق يكون أو لا يكون , وبحمد الله تجاوزنا المرحلة الأخطر لكننا لم نتجاوز الخطورة والآمال معقودة بالكوكبة المباركة من شباب اليمن وقواه الحية الفاعلة والمخلصين من أبنائه , كما تطرق لأهمية المشروع كحاجة وضرورة وطنية الوطن في أمس الحاجة لها .


وفي ختام كلمته شكر راعي المشروع وكل من لبى الدعوة وتجشم عناء الحضور وشارك في إنجاح المرحلة الأولى من المشروع.
بعد كلمة المنظمة قُدِّمت قصيدة شعرية للقاضي العلامة محمد بن يحيى الشرعي بعنوان ( سلاماً يا منظمة السلام ) أولاها بمقدمة عن دور الإسلام في محاربة العنف والثأرات مستشهداً بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية , وكانت أبياتها حافلة بأهمية السلام ومخلفات العنف والثأر ودعوة الجميع لانتهاج سبيل الإسلام الداعي للتعايش والمحبة .


بعد القصيدة دُعي سعادة السفير التركي فضل بن شومان لإلقاء كلمة الضيوف , حيث شكر المنظمة على جهودها وتبنيها لمثل هذا المشروع الرامي لتعزيز التماسك وخصوصاً في المرحلة التي مرَّ ويمر بها اليمن , مشدداً على ضرورة تماسك أبناء اليمن لتجاوز المرحلة وبناء اليمن وفق الأسس المدنية الحديثة التي تلبي طموحات أبنائه .
وفي كلمته قال : إن النزاعات والمشاكل موجودة في كل أنحاء العالم ولكنها تختلف من بلد لأخر وتابع قائلا : الأهم كيفية حل المشاكل وحل الاختلافات والخروقات فيما بيننا .


مؤكداً أن أفضل نظام لحل المشاكل هو نظام حل داخلي بآليات داخلية .
تلاها عرض لفيلم وثائقي عن دور المنظمة خلال مسيرتها وأبرز ما تناولته القنوات المحلية والعربية والدولية حول هذا الدور .
وفي ختام حفل التدشين وكما هي عادة المنظمة تم تكريم عدد من نشطاء السلام بأوسمة السلام تقديراً لجهودهم .
الجلسة الثانية :
بعد استراحة قصيرة وبرئاسة الدكتور عبدالكريم قاسم بدأت فعاليات الورشة التدريبية , في الجلسة قُدِّمت ورقتا عمل :
الأولى : للدكتورة فاطمة مشهور أحمد بعنوان ( النزاعات وآثارها على التماسك الإجتماعي ) , وتضمنت الورقة المحاور التالية :
     مقصود التماسك الإجتماعي .
     آثار النزاعات على التماسك الإجتماعي والتنمية .
     آثار النزاعات القبلية .
     قائمة بمصفوفة آثار النزاعات على التماسك الإجتماعي والتنمية .
الثانية : للشيخ الحسين بن أحمد السراجي بعنوان ( التماسك الإجتماعي : مفهومه , آلياته , طرق تعزيزه ) تضمنت المحاور التالية :
     المعاناة والواقع المعاش .
     الإسلام والتماسك الإجتماعي .
     التماسك الإجتماعي : المعنى والمفهوم .
     العوامل المؤثرة في التماسك الإجتماعي .
     قاصمات التماسك الإجتماعي .
     آليات وطرق تعزيز التماسك الإجتماعي .
     دراسة ميدانية عن التماسك الإجتماعي والتوصيات التي خلُصت إليها .
وفي ختام الجلسة فُتح باب النقاش للمشاركين الذين أدلوا بدلوهم حول ما طُرح , وكان النقاش ثرياً بالأطروحات الهامة والمفيدة .
الجلسة الثالثة : 7 مارس 2012م .
قُدِّمت خلال الجلسة ورقتي عمل :
الأولى : للدكتور عبدالباقي شمسان بعنوان ( الأحكام والأعراف القبلية وتسوية النزاعات في المجتمع اليمني ) تضمنت المحاور التالية :
     منظومة الأحكام والأعراف القبلية في تسوية النزاعات .
     وظائف الدولة المتوجبة في مجال التحديث السياسي .
     حالات ونماذج لجوء الدولة للأعراف القبلية .
الثانية : للأستاذ الباحث أمين أحمد المشولي بعنوان ( النزاعات : أنواعها وأسبابها ) تضمنت المحاور التالية :
     مفهوم السلام والنزاع وعلاقتهما بالمفاهيم الأخرى .
     أنواع النزاع .
     أساسيات ومبادئ علم دراسات السلام والنزاع .
     مراحل تطور النزاع .
     أهم النظريات السائدة في دراسات السلام والنزاع .


تلا الورقتين قيام الدكتور عبدالكريم قاسم بتدريب المشاركين على مناصرة السلام الإجتماعي ( نموذج لجان السلام ) .
بعدها فُتح باب النقاش والمداخلات للمشاركين ثم تم تقسيمهم إلى مجموعات نقاشية على النحو التالي :
المجموعة الأولى ( لمناقشة أسباب النزاعات) وقد خلصت نقاشات المجموعة إلى حصر مسببات النزاعات في الآتي :
1-    ضعف الوازع الديني .
2-    التشدد والتطرف .
3-    استخدام الدين كوسيلة للوصول إلى المكاسب السياسية .
4-    عدم احترام الدين .
5-    غياب النظام وافتقاد الإحساس بالعدالة .
6-    إنتشار الأمية وقلت الوعي لدى الغالب من أبناء القبائل .
7-    تفشي حالتي الفقر والبطالة .
8-    محاولة التسلط ومحاولة الإستيلاء على السلطة بالقوة .
ولم تكن الأمور محصورة في وضع الأسباب دون المعالجات لذلك فقد كانت المعالجات التي توصل إليها المتناقشون الآتي :
‌أ.    العدالة وتطبيق النظام والقانون ، وبناء مدنية الدولة التي ينال في ظلالها كل فرد حقه ومستحقه .
‌ب.    نموذجية سلوك المصلح ليقبل المتخــاصمون دوره الإصلاحي .
‌ج.    فهم الدين فهماً صحيحاً وفق إرادة الله تعالى.
‌د.    محاولة توحيد جهود المرجعيات الدينية لتصبح مرجعياً واحدة .
‌ه.    تنفيذ حملات دعوية وتثقيفية لمناصرة قضايا النزاعات والإصلاح .
المجموعة الثانية ( تشخيص النزاعات السياسية ) فقد تم حصرها في النزاعات التالية :- الحزبية ، المنظمات السياسية ، التيارات الفكرية والدينية ، الخصومات الدولية.


كما طرحت المجموعة مسببات تلك النزاعات وخرجت بالحلول التالية :-
1-    تحقيق العدالة والمساواة ورفع المظالم ومعالجة آثارها وتداعياتها على التماسك الإجتماعي .
2-    النأي بالدين عن التوظيف السياسي .
3-    استقلال القضاء واستعادة هيبته .
المجموعة الثالثة ( أسباب النزاع السياسي القائم بعد الوحدة وحتى اليوم ) ناقشت المجموعة المسألة على القضية وخرجت بالحصيلة التالية :-
1-    نكث شريك الوحدة بعهود ومواثيقها .
2-    إقصاء أبناء المناطق الجنوبية بعد حرب صيف عام 94م .
3-    حاجة المواطن اليمني للنظام والقانون .
4-    تجريد النظام المدني من مقوماته وقياداته وتسليمها للقيادات التقليدية .
5-    أسلوب إدارة الدولة العشوائي الذي غاب عنه تعميق أسس الوحدة الوطنية ومعالجة الآثار المترتبة على حرب 94م .
6-    غلبة القبيلة وسيطرتها على حساب النظام المدني .
7-    الصراع الظاهر الخفي بين أركان النظام من خلال ست حروب في صعدة .
8-    التدخل الإقليمي والدولي في شئون اليمن بما أدخله جو الوصاية .
المجموعة الرابعة ( النزاعات حول الموارد ) حصرتها نقاشات المجموعة في نزاعين .
1-    النزاع على الحدود بين القبائل .
2-    النزاع بين القبائل والدولة على الموارد في مناطقهم .
لم يغب عن حس المتناقشين أن الحدود العامة قبل الوحدة كانت ملك الدولة وبعد الوحدة حصل النزاع بين القبائل لعدم معرفتهم بالحدود السابقة بين الأجداد ، إضافة لكثرة الأطماع ، كما أن الأراضي التي تم تأمينها في عهد الحزب الإشتراكي تم توزيعها بعد الوحدة لغير أهلها ، دون حلول مقنعة من قبل الدولة وحسمها للمشاكل الحدودية بين القبائل .


في ختام مناقشات المجموعة طرح الحلول التالية :
1-    أن تكون الحدود العامة بين القبائل تحت سيطرة الدولة ، إضافة إلى مصالح الدولة تحت حمايتها .
2-    أن تقوم الدولة بتشكيل لجان للتعويض المتضررين تعويضاً عادلاً، بحسب ما يملكوه من وثائق .
3-     أن تبادر الدولة لتشكيل هيئة قضائية عادلة ونزيهة للفصل في هذه القضايا .
4-    أن تقوم الدولة بتوفير الأمن وفرض القانون وتنفيذ الأحكام .
5-    وضع الأولوية لأبناء مناطق الموارد بالنسبة للتوظيف والدراسة والإمتيازات.

المجموعة الخامسة ( النزاعات الدينية ) حصرها المناقشون في الأتي :-
1-    الخلافات المذهبية .
2-    إنعدام المرجعية الدينية .
3-    التحرر من التعصب الأعمى ، والمبالغة في الإختلافات الجزئية .
4-    إستخدام الدين السياسي .


خرجت المجموعة بالحلول والمعالجات التالية :
1-    الرجوع إلى كتاب الله وسنة نبيه صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله .
2-    أتباع منهج الإسلام منهج الوسطية والإعتدال .
3-    بلورة قيم التسامح والمحبة والحمل على السلامة .
4-    محاربة التطرف والإرهاب .
المجموعة السادسة ( النزاعات الإجتماعية " الطفل والمرأة" ) خاصة بالعنصر النسائي المشارك في الورشة ولخصت الأسباب الآتية للنزاعات الإجتماعية :
1-    التنشئة (الأسرة والمجتمع )
2-    التمييز بين الأبناء والبنات .
3-    العنف الأسري .
4-    الدفع بالأطفال نحو سوق العمالة .
5-    الزواج المبكر .
6-    البطالة والجهل وتفشي الأمية وغياب دور الإعلام في حق المرأة والطفل .
7-    اختلاف الرؤى والأفكار السياسية في نطاق الأسرة الواحدة .
8-    انتشار ظاهرة الثأر .


وفي الختام تم اعتبار الحلول التي خلصت إليها نقاشات المجموعات كتوصيات ورؤى ومبادرات  قدَّمها المشاركون .وفي ختام الورشة التدريبية تم تكريم المشاركين ومنحهم شهادات حضور الدورة .
 

عدد القراءات : 6296
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات