احدث الاخبار

تنظيف المؤسستين العسكرية والأمنية قبل (هيكلتها)!

تنظيف المؤسستين العسكرية والأمنية قبل (هيكلتها)!
اخبار السعيدة - بقلم - العميد الركن/الخضر الحسني*         التاريخ : 03-03-2012

من السابق لأوانه ، الحديث عن (هيكلة) او إعادة (هيكلة) المؤسستين العسكرية والأمنية دون الشروع أولا بتنظيفهما ، مما علق بهما ، من شوائب المراحل السابقة من الحكم..وارى في الخطوة الشجاعة والمطلوبة التي أقدم عليها الرئيس هادي ، والمتمثلة بالتغييرات الحادثة ، في (بعض) المناصب القيادية الرفيعة ، بمحافظة عدن ، وأهمها المنطقة الجنوبية التي كان يقودُها ، ولفترة امتدت الى 11 عاما ، اللواء مهدي مقولة ، احد ابرز المقربين للرئيس السابق علي عبدالله صالح ، والرجل الذي كان في يوم من الأيام بمثابة الظل ل(صالح)!

إننا ومن موقعنا ، في المؤسسة العسكرية ، وكقياديين ومن الصف( الثاني ) نرى أن على الرئيس القائد المشير عبدربه منصور هادي ، أن يستهل مشوار (الغربلة) و(التنظيف) واعادة البناء والترميم  لهاتين المؤسستين ، وان يبدأ بخطواته الجادة والواثقة ، اعتمادا على معرفة كاملة  وشاملة بطبيعة الأوضاع ، وما آلت إليه ، خاصة في الفترة التي أعقبت اندلاع ثورة الشباب في بلادنا اليمن!

نعم ؛ المسؤولية جسيمة و(محورية) ، ويتطلبُ معها ، تضافر كافة الجهود ، وان نتصدى جميعا ، لكل محاولة ، تشتم منها روائح التعطيل  أو (الفرملة) لعملية البناء التي نتطلع اليها ، متفائلين بغد أفضل لكل ربوع الوطن!

هناك من القضايا –حسب علمنا كقريبين ومعايشين للعمل داخل الجيش اليمني ،  بشقيه العسكري والامني- من المستحيل جدا معالجتها المعالجة الناجعة والحاسمة ، ما لم نبدأ بالاهم ثم المهم ، و(بتراتيبية) منطقية ، ووفق منهج علمي مدروس ، بعيدا عن الارتجالية في اتخاذ القرارات او التسرع في ايكال المهمات ، لاناس اقل جدارة من سابقيهم هنا او هناك.. وذلك تأسيسا على ظاهرة (المحاباة) التي سادت الفترات السابقة ، حيث كانت معظم التعيينات الى المناصب القيادية ، تتم عن طريق (اشخاص) بعينهم يعدون الاكثر قربا من صاحب القرار (الاول) في البلاد!

يجب ان تنتهي هذه الظاهرة التي كلفتنا كثيرا من المال والجهد والوقت ، وكانت السبب الرئيس لوصول الوطن الى حافة الاحتراب الاهلي !

 ولعل من ابرز تلك القضايا التي ينبغي ان توليها القيادة الرشيدة والحكيمة بزعامة المشير "ابن هادي"  جل عنايتها واهتمامها وذلك للترتيب لاعادة الهيكلة للجيش اليمني..لعلها تكمن في البحث عن العنصر القيادي الذي لم تتلوث يداه بحقوق منتسبي وحدته العسكرية او تلك التي انتشرت فيها روائح المناطقية والاسرية المقيتة ردحا من الزمن ..

فأعتقد –شخصيا- ان الولاء للاشخاص او لقيادات بعينها بات في حكم العهد الماضي ، في ظل الحكم الراهن والرشيد وانه من الضروري جدا ، ان نتعاون وان نشكل فريق عمل واحد ، جنبا الى جنب مع كل العناصر المخلصة لمساندة الرئيس القائد ، في مهمته (الاستثنائية) الحالية ..وليس عيبا ان نستفيد من تجارب الدول الصديقة والشقيقة في هذا المجال

كما نعلم ،ان عيون العالم اجمع ، تنظرُ لتجربتنا الراهنة ، بكثير من الفخر والاعتزاز ، كونها تعتبر الاقل خسائر مادية وبشرية ، عن تلك التي شهدناها ونشهدها ، في بعض الدول التي اختارت شعوبها ، طريق التغيير للخروج ، من أزماتها المستفحلة!

هنا ؛ يجب أن ننوِّهُ الى أهمية ان تمنح الصلاحيات اللازمة لقيادات الصف (الثاني) في كافة الوحدات العسكرية ، وألا يظل شخص (النائب) في أي دائرة عسكرية ، عبارة عن (كوز مركوز) او صنم (بليد) ومتجمد ومعطل وغير مسموح له ، بالتصرف السريع واللازم  في حالة غياب المسؤوال (الاول) في هذه الدائرة او المؤسسة.. او تلك!

ينبغي ان نوِّسع من دوائر اتخاذ القرارات ، داخل وحداتنا العسكرية والامنية ، وألا تظل حكرا ، على المدير او المسؤول التنفيذي (الاول) وذلك استنادا الى ما هو معمول به ، في الجيوش العربية والعالمية وحتى الاقليمية!

لا يجب ان نمنح كل الصلاحيات لشخص واحد فقط ، وان نعزز روح المبادرة والعمل الابداعي والشفافي ، داخل مؤسستنا العسكرية والامنية ، بمختلف تخصصاتها وصنوفها وتشكيلاتها

وللحديث بقية إن شاء الله تعالى


 

*نائب مدير دائرة الرياضة العسكرية لشؤون الصحافة والاعلام

صنعاء في 3/3/2012م

عدد القراءات : 1522
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات