احدث الاخبار

المُطَبِّلون

المُطَبِّلون
اخبار السعيدة - بقلم - الشيخ / الحسين بن أحمد السراجي         التاريخ : 01-03-2012

يُحكى أن نابليون بونابرت بعد انتصار الثورة الفرنسية وتدمير سجن الباستيل إحتشد الفرنسيون في ميدان الحرية يهتفون بحياة نابليون .كان نابليون يتابع الجماهير الهادرة دون أن تظهر عليه علامات النشوة والإغترار بتلك الجماهير وهتافها , كان قادة الجيش وبطانته والحاشية يقفون إلى جواره منتشين على خلاف ما هو عليه .

إلتفت إليه أحد قواده الكبار وقد رآه واجماً وخاطبه : أنظر يا مولاي إلى هذه الجماهير التي تُحبك وتهتف بحياتك وتُمجِّدك ؟

لم يلتفت نابليون لكلام قائده ولم يتغير موقفه الواجم , لكنه ردَّ على قائده بالقول : هذه الجماهير التي تهتف بحياتي اليوم سيتغير موقفها وتهتف بموتي لو تغير الحال , هذا هو حال الجماهير تقف مع المنتصر دوماً .

نابليون الحكيم يدرك حقيقة الجماهير , اليوم معك وغداً ضدك .

هكذا يقول المثل المصري : يا فرعون إيش اللي فرعنك ؟ قال : ما لقيت حد يلمَّني .

لا فرق بيننا وبين الجماهير الفرنسية , نقف مع القوي , نُطَبِّل له ونهتف بحياته فإذا ما سقط انقلبنا عليه ولعنَّاه وذكرنا مساوئه .

المطبلون :

·      خلال حياتي ومعرفتي من المواقف عرفت الكثير ممن كانوا يُطبلون للرئيس العراقي الراحل صدام حسين أيام مجده وسرعان ما انقلبوا عليه بمجرد سقوطه .

·      الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي كان له من المحبين والمعجبين الكثير , صحفيين ومثقفين وسياسيين قلبوا له ظهر المجن بمجرد سقوطه .

·      الرئيس المخلوع زين العابدين حظي بما حظي به من سبقه من المطبلين في تونس وغيرها , صاروا يلعنونه بعدما سقط .

·      الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك كان له من يدافع عن سياساته ويسبح بحمده ليل نهار , تحول البعض منهم إلى شهود إثبات على جرائمه .

·      الرئيس علي عبدالله صالح هو أيضاً كان له من المطبلين الذين تسمنوا ونهبوا وغنموا طوال سنوات حكمه ما لا يُحصى , جرفهم التيار فتنكروا له وصاروا يسردون مساوئه وكأنهم ضحايا فترة حكمه لا سبباً من أسباب سقوطه .

·      فلان وفلان سواء كانوا رؤساء أو مسئولين أو أثرياء حلَّت عليهم نكبات الدهر فتغير حالهم يتغير من حولهم ويتنكر لهم جلساؤهم وأقرب المقربين منهم إلا من رحم الله .

للرئيس هادي :

لقد علمت الكثير عن واقع البطائن والمطبلين ورأيت وسمعت وشاهدت , فاحذر من الوقوع أو تصديق التزيين , إنتقِ لك بطانة خيِّرة واستمع لأنين شعبك الذي يأمل منك قيادته بحكمة فأنت في موقع لا تُغبط عليه أبداً وأمامك ملفات شائكة أبرزها الحوار الوطني , وقضيتي الجنوب وصعدة والشباب المستقل الذي تعرض للخديعة ويُخشى أن يتحول إلى ضحية كما هو الظاهر الآن فكن عند مستوى الظن بك وفقك الله وبصَّرك .    

عدد القراءات : 2542
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات
مؤيد لما كتب
سلام الله عليكم وجزاكم الله الف خير كلام من ذهب