احدث الاخبار

قيادية في التجمع اليمني للإصلاح : الثورة المصرية زرعت فينا الأمل

قيادية في التجمع اليمني للإصلاح : الثورة المصرية زرعت فينا الأمل
اخبار السعيدة - حوار: فدوى العجوز         التاريخ : 26-02-2012

- مصر هي الحاضن الأساسي للأمة العربية - المرأة اليمنية اكتشفت نفسها في الثورة واكتشفها العالم - التجمع اليمني دعم "توكل كرمان" وأبرزها سياسيًّا وإعلاميًّا - المرجعية الإسلامية والانفتاح وراء شعبية التجمع اليمني - المرأة اليمنية لم تعطَ الفرصة المناسبة لإثبات كفاءتها قبل الثورة - السيرة أنصفت المرأة.. وظلمها الجهل والعادات الخاطئة

 

يعتبر مشهد النساء المنتقبات الثائرات الصامدات في ساحات اليمن منذ ما يقرب من عام على اندلاع الثورة اليمنية من أكثر مشاهد الثورة اليمنية تأثيرًا؛ حيث فوجئ العالم بقوة المرأة اليمنية المحافظة المتدينة، فكشفت ما كان مستورًا من أنها امرأة قوية بدينها، متمدنةً بنقابها وحجابها، مؤمنةً بوطنيتها، مضحيةً لقضيتها، متفاعلةً مع كل ما يجري حولها ولها بصمة فيه.

 

(إخوان أون لاين) حاور إلهام نجيب المستشارة بوزارة التربية والتعليم في اليمن، وهي رئيسة القطاع النسائي في مؤسسة "اقرأ" الخيرية ومؤسسة الإغاثة ومجابهة الكوارث اليمنية ومسئولة مجال الطالبات في دائرة المرأة بالتجمع اليمني للإصلاح.

 

* بدايةً هل شاركتِ في الثورة اليمنية في ساحة التغيير؟ وما أكثر المشاعر التي أثَّرت فيك؟

** نعم شاركت كثائرة مع الشعب اليمني الثائر، ولكني لم أعتصم في ساحة التغيير، ولم أبِت لفترة طويلة، ولكن بالطبع نزلت الساحة أكثر من مرة، وشاركت بمالي وجهدي ووقتي وكل ما أستطيع؛ من أجل ثورتنا السلمية، فالساحة عبارة عن مجموعة خيام ومستشفى ميداني ومطابخ تخص الشباب المعتصمين وحلقات نقاشية تفاعلية بين الشباب والمثقفين والمفكرين.

 

وأكثر ما هزَّني داخليًّا في الثورة روح التعاون والأخوَّة في الساحة والتضحية والمبادرة في الشباب، وأذكر في أحد المواقف التي أثرت فيَّ وأنا في الأتوبيس؛ حيث كان هناك أربعة من شباب الثورة وفي الطريق نزل ثلاثة منهم وقالوا لرابعهم ادفع الحساب وتركوه فضحك سائق الأتوبيس وقال له: "ضحكوا عليك وورَّطوك في الحساب"، فردَّ عليه الشاب قائلاً بمنتهى الجدية: "إحنا كلنا جيبنا واحد"، وكأن الثورة وحَّدت القلوب والجيوب على هدف واحد، وهو الإطاحة بالنظام الظالم.

 

كذلك أوقات الصلاة، وخاصةً صلاة الجمعة، كانت تحفر في داخلي العزة والقوة والانتماء لدين واحد ووطن واحد.

 

* وكيف كان تأثير الثورة المصرية على الثورة اليمنية؟                              

** بالتأكيد لا نستطيع أن ننسلخ عن الثورة المصرية، فمصر هي الحاضن الأساسي للأمة العربية، وتأثير الثورة المصرية كان جذريًّا، وزرع فينا الأمل للوصول إلى التغيير، وطموح الشعب اليمنى رُبِّيَ على منهج القرآن وروح الثورة بدايةً، واللقاء المشترك المتمثل في أحزاب المعارضة شكَّل من عشر سنوات جبهة عمل للإصلاح والتصحيح والحوار والتغيير وتفاوضت كثيرًا مع الحزب الحاكم.

 

وكان النزول للشارع من القضايا المطروحة للمعارضة في حال أغلقت جميع أبواب جبهة المعارضة، والتي أسمت هذا العمل (النضال السلمي)، وكان أساسه جميع الوسائل السلمية، ومن ضمنها الاعتصامات والمظاهرات، وسبق أن كان في اليمن كثير من الاعتصامات ولكنها كانت أقل حشدًا من الثورة اليمنية الحالية.

 

المرابطات

* مشاركة المرأة في الثورات العربية زادت جذوتها اشتعالاً وزادت الشباب حماسًا، فكيف كان دور المرأة اليمنية في الثورة؟!

** المرأة اليمنية شاركت في كل مراحل الثورة وعلى كل الأصعدة والائتلافات واللجان، شاركت في المبيت وفي المستشفى الميداني، وكن واقفات على الثغور لعلاج الجرحى وتكفين الشهداء، وأدت دورها بكفاءة في الإعلام ونقل الصورة حية للعالم، ودعمت الثوار معنويًّا وماديًّا، وفي المسيرات المليونية تقدمت الصفوف وشاركت على المنصات بالخطابات والبرامج.

 

وكانت من أبرز إنجازات الثورة أن المرأة اليمنية اكتشفت نفسها واكتشفها العالم؛ لأنها أدركت إمكانياتها وعرفت أهميتها، فأزاحت الثورة عنها التراب فظهر معدنها النفيس؛ حيث لم يكن يُنظر لها بنفس المنظار الذي يُنظر إليها به الآن.

 

ودائما أحب أن أشير إلى أن المرأة اليمنية انتصرت لإسلامها أكثر من مرة، وآخرها للنقاب، فظهور المرأة اليمنية في المليونيات مرتدية النقاب أثبت أن المرأة المنتقبة ليست هي المرأة المكسورة أو العاجزة أو التي تجهل ما يدور حولها، فتقدمت الصفوف في كل الساحات وفرضت نفسها على الساحة الدولية، وأثبتت أنها قادرة على التعامل مع تفاعلات الحياة والمشاركة في البناء وبذلك تكون قد انتصرت للنقاب.

 

* إلى أي مدى تحصل المرأة على حقوقها في اليمن؟

** المرأة اليمنية أخذت حقها في التعليم وفي العمل؛ فهي طبيبة ومحامية ومعلمة، وجميع المهن والوظائف شغلتها؛، ولكن دورها الأساسي والإعلامي لم يصل إلى المستوى الذي تستطيع أن تؤديه المرأة، وكذلك التركيز الإعلامي على أداء دورها لم يكن موجودًا بهذه القوة كما هو الحال الآن، فقبل الثورة كان يُنظر إليها على أنها غير قادرة على المشاركة في معتركات السياسة وأقل تحملاً وأقل صبرًا، فلم تعطَ الفرصة المناسبة لإثبات كفاءتها، ولكن الثورة أبرزت دورها وحكمتها، وبالتأكيد سيكون مستقبل المرأة اليمنية بعد الثورة أفضل، وستأخذ وضعها، وستأخذ الٍثقة التي تستحقها ولن تعود أدراجها مرة أخرى.

 

* إذن ما هي أهم مشكلات المرأة اليمنية؟

** أظن أن أكثر المشكلات هي أن الدولة نفسها لم تعطِ المرأة الكثير في المناصب الرفيعة، فالمحامية مثلاً تعمل على استحياء؛ لأن القضاء اليمني تحت قبضة الحكومة، فالمرأة الموالية للنظام أو التي ينتمي زوجها للنظام هي التي يتاح لها فرص تقلد المناصب، أما المرأة غير الموالية للنظام حتى وإن تولت المناصب لا يُسمح لها بأداء دورها بفاعلية، ولا تأخذ حقها الوظيفي، بل هي صورة، تُكلف بأعمال بعيدة عن تخصصها حتى لا تُصلح ما يُفسده النظام.

 

كما أن المجتمع اليمني شديد المحافظة والحساسية بالنسبة للمرأة، فلا تستطيع أن تعمل إلا من خلال الرجل، والغالبية العظمى من الرجال الشرقيين لا يسمحون أن تتقدم عليهم امرأة؛ لكن الواضح في الساحات الآن أن نظرة الرجل اليمني وغير اليمني للمرأة اليمنية اختلفت جذريًّا، واستطاعت المرأة أن تثبت قدرتها وإمكانياتها، فأصبحت تلعب جميع الأدوار مثلها مثل الرجل تمامًا، وكسرت حاجز الخوف وضعف الثقة، وأقامت حاجز الثقة والاحترام المتبادل.

 

* هل هناك حقوق أعطاها الإسلام للمرأة وسلبتها الموروثات والعادات في اليمن؟

** بالطبع.. فعادات المجتمع تغيرت؛ بسبب تدهور الأمة، وسقوط الخلافة الإسلامية، وظهور الأمراض والعلل التي أصابت جسدها، والتي سلختها عن شمولية الإسلام.. كل ذلك أثر في الأمة الإسلامية كافةً، فإذا نظرنا إلى السيرة النبوية وجدنا أن المرأة لعبت دورًا جوهريًّا كالدور الأمني والصحي والاستشاري، أما الآن فقد فقدت أبسط حقوقها التشريعية من الميراث وغيره وغُيِّب دورها.

 

* ما هي طموحاتك وأحلامك للمرأة اليمنية؟

** أولاً أن تأخذ حقها الذي أعطاه الله لها كاملاً غير منقوص وتلعب دورها في التغيير وبناء المجتمع بفاعلية وثقة، وأن تشارك بقوة في البرلمان وفي الوزارات وفي كل المناصب الرفيعة التي تتناسب مع طبيعتها ودورها في المجتمع.

 

وطموحي أيضًا للمرأة اليمنية والمسلمة عمومًا بأن تأخذ حقها وفق قدرتها كأم وطبيبة وعالمة ذرة وكقانونية وسياسية أسوة بأخيها الرجل وتُرد إليها حقوقها المسلوبة ويُنظر إليها بعين الاحترام والتقدير لا بعين الدونية.

 

فلو نظرنا إلى حق المرأة في الإسلام كأم لوجدنا أنه ميَّزها بأكثر مما تميِّزها السياسة الحديثة، فأين حقها وكرامتها؟ ولكننا شغلنا بالأفكار المستوردة والتي تأتينا بأغلفة ملونة تطالب بحقوق المرأة، وهي في حقيقة أمرها تعمل من أجل هدم المرأة وهدم كيانها.

 

* كيف ترين فوز "توكل كرمان" بجائزة نوبل من منظور أنها امرأة يمنية من ناحية، ومن ناحية أخرى أنها من التجمع اليمني؟

** "توكل كرمان" جذورها السياسية في التجمع اليمني للإصلاح، وعملت كمناضلة من قبل الثورة بدعم من التجمع اليمني الذي كان يؤازرها ويدعم نضالها السلمي للمطالبة بحقوق المرأة أمام مجلس الوزراء وبعض المحافظات، وتبلور عمل "توكل" واستمر الدعم لها أثناء الثورة، فكانت الثورة هي التي أبرزت دورها، والدعم من التجمع اليمني لها هو الذي أبرز دورها وإيمانها بالمبادئ التي تناضل من أجلها.

 

وأما فوزها كامرأة في مجتمع يُعرف عنه أنه لا يعطي المرأة حقها السياسي بفاعلية، ويُعرف عنه أنه أيضًا لا يعطيها الحق في إبداء الرأي أو الاعتراض؛ لذا برزت كامرأة معارضة فأبرزها الإعلام، وتكريم "توكل" يعدُّ شيئًا إيجابيًّا لليمن واعترافًا بالثورة اليمنية السلمية؛ لأنها تعتبر من قيادات الثورة السلمية باليمن، كما أنها مقيمة في ساحة التغيير ولديها خيمتها المعروفة التي يرتادها الكثيرون للنقاش السياسي والعمل الثوري.

 

وبالطبع تكريمها هو تكريم للمرأة المحجبة، وإقرار من المجتمع الدولي بدور المرأة المسلمة  السياسي والإنساني الفعال في مجتمعها، وهو اعتراف من الدول التي حاربت الحجاب واعتبرته انتقاصًا للمرأة وأصدرت ضده القوانين، وهذا التكريم هو هدية لكل الثائرات والمعتصمات اللائي لا يقل دورهنَّ عن دور "توكل".

 

* كيف كان دور القبائل في الثورة؟

** القبائل اليمنية بطبيعتها قبائل ذات رجولة وشهامة وكرم، وتبلورت هذه الصفات في الثورة اليمنية، وقد لعبت القبائل دورًا مفصليًّا في حماية الساحات، وخاصةًساحة التغيير وتعز، كما دعمت ثورة الشباب واحتياجاتهم في ساحات الاعتصام ماديًّا ومعنويًّا، ولا ننسى أن شباب الاعتصام هم أبناء القبائل وجذوره وأصوله، فالغالبية العظمى من القبائل اليمنية تساند الثورة وتؤيدها.

 

* بصفتك قيادية في التجمع اليمني كيف استطاع التجمع أن يضمَّ تحت رايته أطيافًا سياسية متباينة؟

** التجمع اليمني منفتح على المجتمع، ويعرف طبيعة الشعب اليمني جيدًا، ولديه علاقات وطيدة مع شرائح المجتمع اليمني بكل أشكالها وأطيافها؛ مما روج فكرة مشروعه الإصلاحي بسهولة ومكَّنه من استقطاب هذا التنوع والانضمام إلى صفوفه، بالإضافة إلى أن التجمع له لوائحه ومبادئه ونرحب بكل من يرتضيها ويلتزم بها.

 

والتجمع اليمني له فكرته ومشروعه ورسالته منذ الأربعينيات؛ مما جعله يتفاعل ويؤثر ويتأثر بجميع أطياف الشعب اليمني؛ مما بنى جسور الثقة بينه وبين المواطن اليمني.

 

ومن المعروف أن الشعب اليمني لا يخاطب إلا بالإسلام، وانتماؤه للإسلام معروف، ومرجعية مشروع التجمع مرجعية إسلامية، وهذا ما أعطاه مدًّا جماهيريًّا واسعًا، بالإضافة إلى الأعمال الخدمية والخيرية التي برز التجمع في أدائها بقوة.

 

* ما مدى استيعاب التجمع اليمني للشباب بداخله وإلى أي مدى يحقق طموحاته ويتعامل مع حماسته؟

** بالنسبة إلى مدى تحقيق التجمع مطالب الشباب وطموحاتهم واستيعابهم، فأنا أرى أنه يستوعبهم ويتفهَّم حماستهم إلى حدٍّ كبير، فطبيعة الشباب أنه صاحب طاقة ثورية، ومع الثورة لا بد من وجود العقل الذي يوجِّه وينير الطريق والشباب ملتزمٌ بذلك، وقد يكون هناك وجهات نظر مختلفة، ولكن ليس اتجاهات مختلفة، فالثقة متبادلة والهدف واحد.

 

كما أن تربية الشباب المنتمي للتجمع اليمني للإصلاح في حلقات تربوية ربانية وعلى مناهج إسلامية تحمل مفاهيم الشورى والجهاد والحوار والتفاوض والثبات وغيرها، والتي تشبَّع الشباب بها؛ مما مكَّنهم من تفعيلها في الساحات، فجاءت الساحات ميادين عملية وتطبيقية للمفاهيم النظرية التي تربينا عليها.

المصدر : نقلا عن موقع إخوان اون لاين
عدد القراءات : 2391
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات