احدث الاخبار

حيا ثورة 25 يناير وأيدها منذ انطلاقتها.. هشام النجار: المصري الذي سكنته اليمن لـ 27 عاماً

حيا ثورة 25 يناير وأيدها منذ انطلاقتها.. هشام النجار: المصري الذي سكنته اليمن لـ 27 عاماً
اخبار السعيدة - كتب - صدام الزيدي         التاريخ : 25-02-2012

في العام (1984)م وفد إلى اليمن قادماً من" قاهرة المُعِزّ" أستاذاً للتربية الرياضية, إذ يحمل البكالوريا في هذا التخصص.أرسلوه إلى مدينة المحويت (110) كيلو مترات شمال غرب العاصمة صنعاء, المكان الذي باشر فيه مهمته التعليمية والإنسانية في ثانوية الفوز المركزية إحدى أكبر مدارس المحافظة,لكن القدر وحتمية المصير أرادا له أن يحيا لـ (27) عاماً بكاملها بين أهالي المدينة أستاذا على درجة عالية من الرحابة والدماثة والسمو كما ومرحب به أينما ذهب وأخاً عربياً لطالما حسبه الناس هنا واحداً منهم.


قبل أكثر من ثماني سنوات الم به مرض شديد إثر جلطة أوشكت أن تجهز عليه ومن على سرير الرقود بالمستشفى في صنعاء قال لمن كان يرافقه وصية جاء من بينها "إن توفاني الله لتدفنوني في مدينة المحويت " غير أن شهقة الموت لم يكتب لها النجاح آنذاك وبعد ذلك أخذ يستأنف وظيفته اليومية من جديد كموظف بالأجر التعاقدي لفترة من الزمن كمدير لمكتب مدير عام هيئة مياه الريف بالمحافظة المهندس / محمد أحمد النزيلي الذي كان صاحب فضل في اعتماد عقد العمل وقبلها كان عمل لسنتين مشرفاً على السكن الداخلي بمعهد الخبت التقني والمهني بعقد عمل رمزي – إذ لم يعد من الممكن احتواؤه في وظيفة بمكتب التربية والتعليم في ضوء اجراءات الإستغناء عن الأساتذة الوافدين العرب وإحلال كفاءات محلية بدلا ًعنهم.


علاوة على ذلك كان الأستاذ هشام إبراهيم محمد النجار المولود في 14/1/1954م بـ " عزبة النخل" بالقاهرة واحداً من الكفاءات التربوية التي لا يستغنى عنها ولا بد من تكليفه بين فترة وأخرى بإدارة عروض طلابية أوشبابية سيما عند الإحتفاء بأيام ومناسبات وطنية أو عند تنفيذ برامج النشاط الصيفي ذلك أن الرجل جدير بإنجاز المهمة استناداً إلى خبرة سنوات طويلة في مجالات التربية الرياضية والإعداد البدني وتنظيم وتنفيذ العروض الشبابية والكشفية.


ما بين الـ 11:45 والـ 12:05 ودعه جليسه الدائم خالد أمين السنحاني (21) عاماً وهو أحد أبناء صديقه الموظف في مالية وحسابات المحافظة " أمين السنحاني" على وعد أن يعود ليوقظه مع بدء خطبتي وصلاة الجمعة 30/12/2011 لكن خالداً عاد بعد عشرين دقيقة ليلفي أستاذه وأستاذ الأجيال في المنطقة بين يدي الموت في مشهدٍ انفزاعي ٍسيكون من الصعوبة عليه أن ينساه أو تنقشع فاجعته مع تقادم الأيام والسنين .


بصوت يتفجر حزناً يتحدث " خالد السنحاني " الطالب في معهد الخبت التقني عن سنوات مضت من عمره كان قضّاها بمعية أستاذه هشام النجار, الذي كان يقيم في بيت متواضع مؤجر له بحارة المدينة في مدينة المحويت .


خالد ومعه الآلاف من أبناء المدينة ساروا بعد صلاة الظهر في آخرأيام العام 2011م في موكب جنائزي كبير انطلق من" جامع ماسية" أكبر مساجد المدينة باتجاه "مقبرة الخناق" حيث ووري جثمان التربوي القدير الأستاذ هشام النجار الثرى في البلدة التي كان أوصى أن يدفن بين مقابرها ذلك أن رحلة 27 عاما على متراميات المكان وبين مدارسه التعليمية مع الأهالي- من بينهم عشرات أصدقاء أعزاء- كتب لها النهاية لمضمار الدرب الحياتي للإنسان هشام النجار.


يكشف " خالد " حينما تسأله عن أبرز مناقب الفقيد الإستئثاني إن "عزة النفس والكرم" صفتان لا فتتان عرف بهما "الأستاذ النجار" ابن القاهر ة الذي قضّى قرابة نصف عمره في خدمة اليمن الذي توحد به وطاب له المقام في واحدة من أجمل محافظاته وبقاعة " المحويت ".
يقول خالد: " أول زيارة لأستاذ التربية الرياضية الفقيد النجار لليمن كانت في العام 1984م استقر حينها في مدينة المحويت وفي مطلع العام 1991م عاد إلى مصر ليمكث هناك ثلاثة أشهر قبل أن يعود ثانية إلى اليمن إلى أن داهمه الموت ظهيرة الثلاثين من ديسمبر 2011م .


عن رأي الفقيد "النجار" ومواقفه بشأن الثورة المصرية يقول "خالد السنحاني " أعلن الأستاذ هشام منذ الإنطلاقة الأولى لثورة 25 يناير تأييده لثورة شباب مصر وظل يساندها ويدعو لها بالنجاح الكامل و تابع مستجداتها حتى آخر أيامه .


غيبه الموت قبل عام على اندلاعة العام 2012م وهكذا طويت صفحة وضاءة عنوانها "التربوي القدير هشام ابراهيم محمد النجار" أو "هشام المصري" كما يطلق عليهبعض الناس هنا لكن مشاعر حزن ومآلات فراق لمّا تزل تتدفق في قلوب أصدقائه وتلامذته الذين من أكثرهم مصاباً الأستاذ : محمد صالح الشاوش الذي قال إن الموت خطف أستاذه الأول " هشام النجار" لكنه سيظل يذكره بالمحبة والعرفان والخير الكثير.


"نبيل العزكي " من مكتب ضرائب المحويت وهو من الشخصيات الإجتماعية بالمنطقة ومن أصدقاء الراحل "النجار" من ناحيته يعتبر " أن فقدان الأستاذ هشام النجار لن ينسينا مناقب هذا الرجل وشهامته واعتزازه بنفسه كما وخدماته التي قدمها في خدمة المجتمع المحلي بمدينة المحويت ضمن منظومة العمل التربوي في المنطقة .. انتهى كلام العزكي.


أما بالنسبة لي وأنا أشارف على إغلاق هذه الأسطر أترحم - ملء المدى - على الروحال مشرقة والإطلالة الباسمة للأستاذ " هشام " الذي تشرفت بأن عملت بمعيته في مهمة أوكلت إلينا وثالثنا الصديق " خالد عبده النزيلي" بتكليف مباشر من محافظ المحويت قبل سنوات ست تقريباً كلجنة فنية للإشراف على مخيمات النشاط الصيفي .
عانقته لآخر مرة ثالث أيام عيد الأضحى ولم أره بعدها إلا محمولاً على نعشه الأخير وكم انجذبت إليه سيما على إثر تفاعل نخبوي لمسته منه بعد أيام من إهدائي إياه باكورة اصداراتي الشعرية قبل أكثر من عام, من الآن.


تحدثت إلى " نبيل العزكي " وأفاد إن مراسم دفن الأستاذ " النجار" تمت بعد الإتصال بأسرته في القاهرة التي سمحت بدفنه في اليمن والتي تضم بعد رحيل أبويه عائلة على رأسها أخيه " حسام النجار" الأكاديمي في جامعة القاهرة وأختان أفزعهما نبأ الوداع وأبكاهما كثيراً بُعد المكان الذي احتضن جثمان العزيز الغالي.


يضيف "العزكي": " عاش عزيزاً ومات عزيزاً, تتغشاه رحمة الله."


"عادل القاضي" القيادي بمكتب التربية والتعليم بالمحافظة, من ناحيته لم تكن صدمة رحيل صديقه على امتداد سنوات الأستاذ" هشام النجار "عابرة أو تتوقف عند فاجعة نبأ الموت ولحظات إيداع الجثمان التراب لكنها فاجعة كبيرة جداً", يقول" القاضي " ويضيف: " فقدنا الأستاذ هشام وإنه لفقدان مؤلم جداً لكن روحه ستبقى معنا حافلة بهذا الإنسان بنبله ووفاءه وإخلاصه في مهنته وحبه للآخرين وفي مقدمتهم أصدقاء دربه وأنا واحد منهم ولن أنساه ما حييت. الفاتحة على روحه الطاهرة...

* الصورة لهشام النجار

عدد القراءات : 2721
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات
ابو مصطقى
رحم الله الاستاذ هشام النجار وتغمده فسيح جناته ،لقد عرفناه زميلا مثابرا ومحبا لعمله و للمحيطين به.