احدث الاخبار

وأخيراً ... عبد ربه على بُعد خطوات

وأخيراً ... عبد ربه على بُعد خطوات
اخبار السعيدة - كتب - الشيخ / الحسين بن أحمد السراجي         التاريخ : 20-02-2012

أكثر من 18 عاماً قضاها المشير عبد ربه منصور هادي نائباً للرئيس علي عبدالله صالح .طوال تلك الفترة الطويلة كان الرجل الهادئ محلَّ تندر اليمنيين بدعوى أنه ليس أكثر من منصب فخري لا يستطيع الرجل من خلاله أن يتخذ قراراً قوياً , أو يُحدث تغييراً جوهرياً , أو يكون صاحب موقف قوي .

لربما لم يكن يشارك في أي فعالية أو يقوم بزيارة لمنشأة أو قطاع وخصوصاً العسكرية إلا بضوء أخضر .إنه يتمتع بشخصية هادئة عليها الكثير من المهابة نظير الصمت الذي يغلب على طبع الرجل .

لقد رضي بحاله واقتنع بموقعه رغبة أو رهبة أو لحكمة , المهم هذا الحال الذي يتحدث عنه اليمنيون في أدنى الأحوال .

رجل المرحلة :

كشفت شهور الأزمة السياسية التي مرَّ بها الوطن – ولا زال – أن الرجل كان بحق رجل المرحلة العاقل الحكيم فلم تُؤثر فيه الترغيبات ولا الترهيبات , ولم تستطع الإغراءات النفاد إلى قلبه .

لقد وقف بصلابة يقاوم الكل في مواجهة الكل حتى صار شوكة الميزان التي تطلعت نحوها الأعناق ليصبح الرئيس التوافقي للسلطة والمعارضة خلفاً للرئيس علي عبدالله صالح بموجب المبادرة الخليجية التي تم التوقيع عليها في الرياض أواخر العام المنصرم , لتأته الخلافة منقادة على غير موعد معها كما قال الشاعر :

أتتك الخلافة منقادة  * * *    إليك تجرجر أذيالها .

حلم المشير وصبره :

الحقيقة بأن عبد ربه منصور واجه من حزبه المؤتمر أكثر من خصومه في الجهة المقابلة , تعرَّض للشتم والسخرية والتهكم والإستهزاء من لسان فلان وفلان ووسيلة إعلام كذ وكذا وبالأخص خلال انتفاضة المؤسسات التي أسقطت عمالقة وقيادات عتيقة في حزبه , لكنه مع كل ذلك لم يضعف ولم يستكن , لقد كان يدرك أنه لم يكن كما هو – أو حيث يُراد حشره – دون انفعالات ولا حماقات فإن البلاد ستتعرض لما لا يُحمد عقباه .

إنه يدرك أنه بات كمن يلعب على رؤس الثعابين وإن لم يكن ذكياً بصيراً ماهراً فسيُلدغ كما لُدغ من سبقه .

بعد توقيع المبادرة وانتقال صلاحيات الرئيس إليه كان يعي أنه في وضع لا يُحسد عليه , فالتركة التي ألقيت على كاهله أكبر من أن يستوعبها حتى لو كان رئيساً .

في الطريق إلى النهدين :

لطالما دخل المشير عبد ربه دار الرئاسة كضيف – ربما كاحتمال قوي - تسري عليه من الإجراءات ما لغيره لكني على يقين من أنه لم يكن يحلم بأن يصبح الرجل الأول , سبحان مغير الأحوال " وتلك الأيام نداولها بين الناس " .

بعد الواحد والعشرين من فبراير الجاري سيكون على المشير عبد ربه التحرك من دارته في الستين الغربي لدخول دار الرئاسة خلفاً لسلفه علي عبدالله صالح .

لحظتها سيقول المشير الجديد كلمته كرئيس للبلاد عليه مواجهة العواصف العاتية والمتغيرات المفاجئة بحكمة ورويَّة كما كان – دون إغفال القوة في اتخاذ القرارات والشجاعة في مواجهة الرياح - فأمامه مشاق كبيرة أبرزها الحوار الوطني واتخاذ البطانة الصالحة ومداواة الجراح .

أدرك في الختام أن المشير لا يراهن على القوى التي تقود حملته الإنتخابية , فالمجتمع الدولي هو الضمانة التي يُعوِّل عليها .       

عدد القراءات : 2479
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات